إندونيسيا: إصابات بتفجير انتحاري استهدف كنيسة

أعلن الوزير الإندونيسي المكلف تنسيق الأمن، محمد محفوظ، أن الهجوم الذي استهدف، أمس الأحد، كاتدرائية ماكاسار في شرق البلاد موقعاً 20 جريحاً على الأقل، كان عملية انتحارية. وأوضح المسؤول أن منفذَي الهجوم قُتلا في العملية التي جرت بعد «قداس الشعانين» في البلد ذي الغالبية المسلمة. وقالت الشرطة الوطنية الإندونيسية إن مهاجمين يُشتبه بأنهما انتحاريان فجّرا نفسيهما أمام كنيسة كاثوليكية في مدينة ماكاسار، أمس الأحد، فأصابا 14 شخصاً في أول أيام «أسبوع عيد القيامة». وأضافت أن جماعة من المصلين كانوا داخل الكنيسة التي تقع على جزيرة سولاويسي وقت الانفجار الذي تزامن مع اقتراب القداس من نهايته. كانت الشرطة قد قالت في وقت سابق إن مهاجماً نفذ التفجير بمفرده. وقال القس ويلهيموس تولاك لوسائل إعلام إندونيسية، إن شخصاً يُشتبه بأنه مهاجم حاول دخول الكنيسة على متن دراجة نارية لكن أحد أفراد الأمن منعه. وأظهرت لقطات كاميرا أمنية وقوع انفجار تسبب في لهب ودخان وحطام. وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية، أرغو يوونو: «كان هناك شخصان على دراجة نارية حين حدث الانفجار عند المدخل الرئيسي للكنيسة، وكان المنفذان يحاولان الدخول إلى حرم الكنيسة». وأضاف: «لقد دمرت الدراجة النارية، وكانت هناك أشلاء. لا نزال نجمع الأدلة ونحاول تحديد جنس المنفذين». كانت شرطة إقليم سولاويسي الجنوبي، وعاصمته ماكاسار، أعلنت في وقت سابق أن انتحارياً على الأقل قُتل. ولم تؤكد الشرطة الوطنية هذه المعلومات.
من جهته؛ قال محمد رمضان، رئيس بلدية هذه المدينة الساحلية، التي تعد 1.5 مليون نسمة: «هناك الكثير في المكان». وأدان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بشدة الهجوم الذي وقع خارج كنيسة في مدينة ماكاسار في جزيرة سولاويسي، أمس، ما أسفر عن إصابة 14 شخصاً. ووصف الرئيس في مقطع مصور الهجوم في بلاده؛ وهي أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، بأنه «عمل إرهابي»، وحث المواطنين على التحلي بالهدوء، وقال إن الحكومة ستعمل على ضمان تأدية الجميع عباداتهم «دون خوف». ووصف بوي رافلي عمار، رئيس «الوكالة الوطنية لمكافحة الإرهاب»، هجوم أمس بأنه «عمل إرهابي». فيما وصف جومار جولتوم، رئيس «مجلس الكنائس» الإندونيسي الهجوم، بأنه «حادث وحشي»، في ضوء احتفال المسيحيين بـ«أحد السعف»، وحث الناس على التحلي بالهدوء والوثوق بالسلطات. وسبق للكنائس أن كانت هدفاً لهجمات متطرفين في إندونيسيا؛ ففي مايو (أيار) 2018 قتل نحو 10 أشخاص في هجمات انتحارية استهدفت 3 كنائس في سورابايا؛ ثانية مدن الأرخبيل، نفذتها عائلة من 6 أشخاص؛ بينهم طفلتان وابنان شابان. وفي اليوم نفسه، قامت عائلة ثانية بتفجير قنبلة في شقة، على ما يبدو عرضاً، وفي اليوم التالي، ارتكبت عائلة ثالثة هجوماً انتحارياً ضد مركز شرطة. هذه الاعتداءات التي أوقعت 15 قتيلاً بمجملها، و13 قتيلاً من المهاجمين، بينهم 5 أطفال، كانت الأكثر دموية التي يشهدها الأرخبيل منذ أكثر من عقد. والعائلات الثلاث المتطرفة كانت مرتبطة بتنظيم «داعش» المتطرف الذي تبنى هذه الهجمات. وباتت تقاليد التسامح في إندونيسيا على المحك في السنوات الأخيرة مع ظهور تيارات إسلامية محافظة أو حتى متشددة. وتعبر الأقليات الدينية؛ المسيحية وأيضاً البوذية والهندوسية، عن قلق بشأن التعايش الديني في البلاد. وقتل أكثر من 200 شخص في عام 2002 باعتداءات بجزيرة بالي نسبت إلى تنظيم «الجماعة الإسلامية» الإندونيسي.