البرلمان المصري يرجئ «تقصي» حادث القطار انتظاراً لتحقيقات النيابة

TT

البرلمان المصري يرجئ «تقصي» حادث القطار انتظاراً لتحقيقات النيابة

أرجأ «مجلس النواب» (البرلمان) المصري، أمس، «جميع طلبات النواب بشأن تشكيل لجنة تقصي حقائق برلمانية بشأن حادث قطاري سوهاج حتى الانتهاء من التحقيقات التي تجريها النيابة العامة».
وأسفر الحادث الذي وقع، الجمعة الماضي، في مدينة طهطا بسوهاج على (365 كيلومتراً جنوب القاهرة) عن مصرع 19 شخصاً وإصابة 185 آخرين، بحسب أحدث إفادة رسمية.
وقال رئيس البرلمان حنفي جبالي، خلال الجلسة العامة للمجلس، أمس، رداً على طلبات النواب في هذا الشأن، إنه «إعمالاً للسوابق البرلمانية واحتراماً للفصل بين السلطات، فقد تقرر إرجاء جميع طلبات تشكيل لجنة تقصي حقائق برلمانية بشأن حادث قطاري سوهاج حتى الانتهاء من تحقيقات النيابة العامة الجارية حالياً».
وأضاف أن «الرئيس عبد الفتاح السيسي شكّل لجنة للوقوف على أسباب الحادث من الرقابة الإدارية وأساتذة كلية الهندسة والفنية العسكرية والإدارة الهندسية بالقوات المسلحة، فضلاً عن متابعة مجلس النواب للحادث عبر لجنة مشكلة من وكيل المجلس النائب محمد أبو العينين، والنائب أشرف رشاد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن زعيم الأغلبية وآخرين».
وفيما قال إن الحادث «فاجعة»، رأى أنه «ليس من المصلحة العامة وجود أي تعارض مع اللجان المختصة للتحقيق، وعليه سيتم إرجاء جميع الطلبات المقدمة بشأن تشكيل لجنة تقصي الحقائق».
وبدأت جلسة البرلمان المصري، أمس، بوقوف الحاضرين لدقيقة حداد على أرواح الضحايا، فيما «طالب عدد من أعضاء مجلس النواب، بتشكيل لجنة تقصي حقائق في حادث تصادم القطارين».
وقبل أن يقرر رئيس البرلمان تأجيل طلبات تشكيل اللجان، قال النائب عمرو درويش، إن «تشكيل لجنة تقصي حقائق ومحاسبة المسؤول عن هذا الحادث ضرورة لا بد منها»، وأضاف أن «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تنتظر نتائج التحقيقات التي تجريها النيابة العامة، ولديها كل الثقة في القضاء المصري».
ودعا وكيل البرلمان النائب محمد أبو العينين إلى «وضع رؤية جديدة لإدارة قطاع السكك الحديد لتنفيذ التطوير»، مشيداً في الوقت نفسه بـ«تحركات الدولة إزاء هذا الحادث بداية من الرئيس، ورئيس الوزراء والوزراء كافة والجهات التنفيذية والشعبية».
وفي كلمته خلال الجلسة الأولى للبرلمان بعد الحادث، اعتبر رئيسه، أن الحادث «أظهر مدى التلاحم بين جموع الشعب المصري، والمعدن الأصيل لأهالي الصعيد، حيث تسابق الجميع في مشهد مهيب للتبرع بدمائهم في سبيل إنقاذ المصابين»، مؤكداً أن المجلس «يتابع تطورات الحادث، وما ستسفر عنه التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في هذا الشأن، وسيقوم بدوره الرقابي عقب إعلان نتائج التحقيقات، مستخدماً في ذلك كل أنواع وسائل الرقابة البرلمانية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.