تقرير: الصين تسعى لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط باتفاقيتها مع إيران

وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والصيني وانغ يي بعد توقيع اتفاقية التعاون التجاري والاستراتيجي في طهران (إ.ب.أ)
وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والصيني وانغ يي بعد توقيع اتفاقية التعاون التجاري والاستراتيجي في طهران (إ.ب.أ)
TT

تقرير: الصين تسعى لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط باتفاقيتها مع إيران

وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والصيني وانغ يي بعد توقيع اتفاقية التعاون التجاري والاستراتيجي في طهران (إ.ب.أ)
وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والصيني وانغ يي بعد توقيع اتفاقية التعاون التجاري والاستراتيجي في طهران (إ.ب.أ)

وافقت الصين على استثمار 400 مليار دولار في إيران على مدى 25 عاماً مقابل إمدادات ثابتة من النفط لتغذية اقتصادها المتنامي بموجب اتفاق اقتصادي وأمني شامل تم توقيعه، أمس (السبت).
ويمكن أن يعمق الاتفاق نفوذ الصين في الشرق الأوسط ويقوّض الجهود الأميركية لإبقاء إيران معزولة، ولكن لم يتضح على الفور حجم الاتفاق الذي يمكن تنفيذه بينما لا يزال الخلاف الأميركي مع إيران بشأن برنامجها النووي دون حل، وفقاً لتقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».
وحسب التقرير، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن، عرض استئناف المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي لعام 2015 الذي ألغاه الرئيس السابق دونالد ترمب، بعد ثلاث سنوات من توقيعه. ويقول المسؤولون الأميركيون إن كلا البلدين يمكنه اتخاذ خطوات متناسقة لجعل إيران تمتثل لشروط الاتفاقية بينما ترفع الولايات المتحدة العقوبات تدريجياً.
ورفضت إيران ذلك، ودعمتها الصين (واحدة من خمس قوى عالمية وقّعت، إلى جانب الولايات المتحدة، على الاتفاقية النووية لعام 2015 مع إيران»، وطالبت الولايات المتحدة بالعمل أولاً لإحياء الصفقة التي أخلت بها برفع العقوبات أحادية الجانب التي خنقت الاقتصاد الإيراني.
ووقّع وزيرا خارجية البلدين، جواد ظريف ووانغ يي، الاتفاق خلال حفل أُقيم في وزارة الخارجية في طهران.
وذكرت وزارة الخارجية الصينية أن وانغ قال في اجتماعه مع الرئيس الإيراني حسن روحاني: «الصين تدعم بقوة إيران في الحفاظ على سيادة دولتها وكرامتها الوطنية».
وأضاف وانغ أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تلغي فوراً عقوباتها على إيران «وأن تزيل ذراعها الطويلة من الإجراءات القضائية التي كانت تستهدف الصين، من بين دول أخرى».
وذكر التقرير أن إيران لم تعلن عن تفاصيل الاتفاقية قبل التوقيع، ولم تقدم الحكومة الصينية تفاصيل. لكنّ الخبراء قالوا إنه لم يتغير إلى حد كبير عن مسودة من 18 صفحة حصلت عليها «نيويورك تايمز» العام الماضي.
وتفصل المسودة 400 مليار دولار من الاستثمارات الصينية في عشرات المجالات، منها البنوك والاتصالات والموانئ والسكك الحديدية والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات على مدى السنوات الـ25 المقبلة. وفي المقابل، ستحصل الصين على إمدادات منتظمة -مخفضة للغاية- من النفط الإيراني، وفقاً لمسؤول إيراني وتاجر نفط.
وروّج المسؤولون الإيرانيون للاتفاقية مع بكين -التي اقترحها لأول مرة الرئيس الصيني شي جينبينغ، خلال زيارة عام 2016- بوصفها اختراقاً. لكنها قوبلت بالانتقادات داخل إيران بأن الحكومة يمكن أن تقدم الكثير للصين.
ونوّه التقرير إلى أن الصين مستعدة حتى لاستضافة المحادثات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في تلميح إلى أن الهيمنة الأميركية في المنطقة أعاقت السلام والتنمية.
تباينت الآراء حول نفوذ الصين في إيران، فبعدما اقترح شي الاتفاقية الاستراتيجية لأول مرة خلال زيارته في عام 2016، سارت المفاوضات ببطء في البداية. بعدما توصلت إيران إلى اتفاقها مع الولايات المتحدة ودول أخرى لتخفيف العقوبات الاقتصادية مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية، وبدأت الشركات الأوروبية تتدفق على إيران باستثمارات وعروض لشراكات مشتركة لتطوير حقول الغاز والنفط. وتبخرت هذه الفرص بعد أن سحب ترمب الولايات المتحدة من الصفقة وفرض عقوبات جديدة خاف الأوروبيون من أن التورط فيها يجعل إيران تنظر شرقاً.
واشتكى النقاد من افتقار المفاوضات للشفافية ووصفوا الصفقة بأنها بيع لموارد إيران، وقارنوها بالاتفاقات أحادية الجانب التي أبرمتها الصين مع دول مثل سريلانكا.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.