الجيش السوداني يرفض اتهام جنوده بارتكاب عمليات اغتصاب في دارفور

المتحدث باسم الجيش اعتبر التقرير نوعا من الضغط لإبقاء القوات الدولية

الجيش السوداني يرفض اتهام جنوده بارتكاب عمليات اغتصاب في دارفور
TT

الجيش السوداني يرفض اتهام جنوده بارتكاب عمليات اغتصاب في دارفور

الجيش السوداني يرفض اتهام جنوده بارتكاب عمليات اغتصاب في دارفور

اعتبر الصوارمي خالد سعد، المتحدث باسم الجيش السوداني، أن الاتهامات التي ساقتها منظمة «هيومان رايتس ووتش» بشأن ارتكاب عدد من الجنود السودانيين عمليات اغتصاب جماعي للنساء في قرية تابت بولاية شمال دارفور، بأنها مزاعم مغلوطة تماما، مؤكدا رفض بلاده تلك الاتهامات التي عدها محاولة للضغط على السودان للإبقاء على بعثة «اليوناميد» في دارفور، في وقت أكدت فيه المنظمة أن جنودا حكوميين قاموا باغتصاب ما يزيد على مائتي امرأة وفتاة بشكل ممنهج، ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمحكمة الجنائية الدولية باتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين في البلدة من أي انتهاكات أخرى.
وقال سعد، في تصريحات صحافية أمس، إن كل الاتهامات بشأن منطقة تابت جاءت كرد فعل، بعد طلب حكومة الخرطوم مغادرة بعثة «اليوناميد» للأراضي السودانية، وأضاف أن «بعض الجهات والمنظمات تستخدم هذه الاتهامات الزائفة كنوع من الضغط على السودان للإبقاء على البعثة الأممية بدارفور».
من جهتها، قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقريرها الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، والذي جاء في 48 صفحة، إنها وثقت لاعتداءات الجيش السوداني في عمليات اغتصاب، مشددة على أن عمليات الاغتصاب الجماعي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، إذا تبين أنها تشكل جزءًا من هجوم ممنهج على السكان المدنيين.
وذكر التقرير أن المنظمة أجرت اتصالات هاتفية مع أكثر من خمسين شخصًا من سكان تابت، بسبب صعوبة الوصول إليها، ومقابلات مع حقوقيين ومراقبين ومسؤولين حكوميين، ومع أفراد من البعثة المشتركة في دارفور (يوناميد)، وقال: إن المنظمة تحققت من المزاعم الفردية، وقامت بمقارنة للإفادات، كما وثقت 27 واقعة اغتصاب منفصلة، إلى جانب حصولها على معلومات، قالت: إنها ذات مصداقية عن 194 حالة اغتصاب إضافية.
وكانت الحكومة السودانية قد منعت محققي الأمم المتحدة من دخول بلدة تابت لمنع الضحايا والشهود من تقديم أي معلومات عن الجرائم التي تم ارتكابها، وفي هذا الصدد ذكرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» أن الكثير من الضحايا والشهود تلقوا تهديدات بالقتل أو السجن لأي شخص يتحدث عن الهجمات والانتهاكات التي تعرضت لها البلدة.
وحثت المنظمة مكتب الأمم المتحدة للمفوض السامي لحقوق الإنسان تشكيل فريق من الخبراء في العنف الجنسي، والقائم على النوع الجنسي، لإجراء تحقيق حول ما حدث في تابت، وقالت في تقريرها إنه «يجب على الاتحاد الأفريقي دعم هذا الجهد عن طريق تقديم المحققين ذوي الخبرة في الجرائم الجنسية والقائمة على النوع الجنسي»، كما دعت المنظمة المحكمة الجنائية الدولية بإجراء تحقيقات في الموضوع.
وكانت المحكمة الجنائية قد أصدرت أوامر توقيف ضد عدد من المسؤولين السودانيين، في مقدمتهم الرئيس عمر البشير، ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين، ووالي شمال كردفان أحمد هارون، وزعيم الجنجويد علي كوشيب، بسبب اتهامهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، غير أن الخرطوم ظلت ترفض التعاون مع المحكمة.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.