قادة جيوش 12 دولة يدينون عنف القوات المسلحة في ميانمار

استنكار دولي غداة اليوم الأكثر دموية منذ الانقلاب

متظاهرون ضد الانقلاب في مونيوا بمنطقة ساغينغ (أ.ف.ب)
متظاهرون ضد الانقلاب في مونيوا بمنطقة ساغينغ (أ.ف.ب)
TT

قادة جيوش 12 دولة يدينون عنف القوات المسلحة في ميانمار

متظاهرون ضد الانقلاب في مونيوا بمنطقة ساغينغ (أ.ف.ب)
متظاهرون ضد الانقلاب في مونيوا بمنطقة ساغينغ (أ.ف.ب)

ندّد قادة الجيش في 12 دولة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وألمانيا أمس، باستخدام ميانمار القوة القاتلة ضد المتظاهرين المدنيين العزل، غداة اليوم الأكثر دموية منذ الانقلاب.
وجاء في بيان مشترك: «بصفتنا قادة أركان، نُدين استخدام القوة القاتلة ضد أشخاص عزل من قبل القوات المسلحة البورمية وأجهزة الأمن»، مضيفاً أن «الجيش المحترف يتّبع المعايير الدولية في سلوكه وعليه مسؤولية حماية الشعب الذي يخدمه لا إيذاؤه».
وأضاف البيان: «نحضّ القوات المسلحة في ميانمار على وقف العنف والعمل على استعادة احترام الشعب البورمي وثقته بعدما فقدتهما بسبب تصرفاتها».

ونزل المتظاهرون مجدداً إلى الشوارع اليوم (الأحد)، في ميانمار بعد مقتل 90 شخصاً على الأقل أمس بينهم عدة أطفال، في أعمال عنف ندّدت بها المجموعة الدولية بشدة.
وكان الناشطون من أجل إعادة الديمقراطية قد دعوا إلى مظاهرات أمس (السبت)، في اليوم الذي ينظّم فيه الجيش سنوياً عرضاً عسكرياً ضخماً أمام قائد الجيش الذي بات يرأس الآن المجموعة العسكرية الجنرال مين أونغ هلاينغ.
وقالت منظمة مساعدة السجناء السياسيين، وهي منظمة غير حكومية تحصي عدد القتلى منذ الانقلاب إن «90 شخصاً على الأقل قُتلوا» ليل أمس.

وأضافت هذه المنظمة أن عدد القتلى منذ انقلاب 1 فبراير ارتفع إلى 423 على الأقل.
وتشهد ميانمار أزمة خطيرة منذ أطاح انقلاب عسكري بزعيمة الحكومة المدنية أونغ سان سو تشي.
واليوم ينزل البورميون مرة جديدة إلى الشوارع للمطالبة بإعادة الديمقراطية فيما تنظَّم مراسم دفن في مختلف أنحاء البلاد التي شهدت اليوم الأكثر دموية منذ الانقلاب.
كانت الأمم المتحدة قد أشارت إلى تقارير تتحدث عن «عشرات القتلى بينهم أطفال ومئات الجرحى» فيما ندد أمينها العام أنطونيو غوتيريش بـ«أشدّ العبارات» بهذه «المجزرة».
وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على «تويتر»، عن صدمة واشنطن من «سفك الدماء الذي ترتكبه القوات الأمنية البورمية»، فيما رأى وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أن المجموعة العسكرية بلغت «دركاً جديداً» في قمع المتظاهرين أمس.
ومساء أمس، خلال مسابقة جمال دولية في بانكوك، غصّت مرشحة ميانمار هان لاي بالدموع، داعيةً إلى السلام.

وقالت في خطاب مؤثر: «أنا آسفة فعلاً لكل الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في الشارع»، مضيفة: «ساعدوا ميانمار من فضلكم، نحن بحاجة لمساعدتكم الدولية».
وخلال خطابه أمس في اليوم التقليدي للقوات المسلحة، دافع قائد المجلس العسكري الجنرال هلاينغ مجدداً عن الانقلاب وتعهّد بتسليم السلطة بعد انتخابات جديدة.
لكنّه وجه تهديداً جديداً إلى الحركة المناهضة للانقلاب محذّراً من أن أفعال «الإرهاب التي يمكن أن تضرّ باستقرار وأمن البلاد» غير مقبولة. وقال إن «الديمقراطية التي نرغب فيها ستكون غير منضبطة إذا لم يحترموا القانون وإذا انتهكوه».
واندلع العنف في كل أنحاء البلاد حيث استخدم الجيش الرصاص الحي في أكثر من 40 منطقة من مناطق البلاد التسع، بما يشمل رانغون أكبر مدن ميانمار حسب جمعية مساعدة السجناء السياسيين.

وأضافت الجمعية أن «قوات المجموعة العسكرية أطلقت النار بالأسلحة الرشاشة على مناطق سكنية، ما أدى إلى مقتل كثير من المدنيين بينهم ستة أطفال تراوح أعمارهم بين 10 و16 عاماً». وقالت إن «قيام النظام العسكري غير الشرعي باستهداف الأطفال هو عمل غير إنساني فادح».
وأُصيب صحافي من منطقة كايختو في ولاية مون (جنوب شرق) بجروح بالرصاص في الساق.
وبموازاة ذلك أعلن «الاتحاد الوطني للكارن» وهو عبارة عن مجموعة متمردين من أقلية كارن الإثنية، أنه تعرض لقصف جوي من المجموعة العسكرية الحاكمة، في شرق البلاد أمس، بعد ساعات على استيلاء المجموعة المتمردة على قاعدة عسكرية.
ولم تعلق السلطات على هذه الاتهامات ولم يُعرف إن كان الهجوم أسفر عن سقوط قتلى أو جرحى.

وقالت هسا مون، وهي من إثنية الكارن وناشطة في مجال حقوق الإنسان، إن ثلاثة أشخاص قُتلوا وأُصيب ثمانية على الأقل بجروح. وأوضحت لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الناس قلقون لمعرفة ما إذا كانت الغارات الجوية ستتكرر اليوم».
وهذا العمل يشكّل أول هجوم جوي من نوعه منذ استيلاء الجيش على السلطة ضد اللواء الخامس لاتحاد كارن الوطني -إحدى كبرى الجماعات المسلحة في البلاد- الذي يقول إنه يمثل شعب كارن.
وفي لندن، أكدت سفارة ميانمار، اليوم، أن السفير التقى أصغر أبناء أونغ سان سو تشي الأسبوع الماضي. وكيم البالغ من العمر 44 عاماً كرر مطلبه بالتحدث هاتفياً مع والدته.
وكتبت السفارة على صفحتها على «فيسبوك»: «لقد طرح كيم أسئلة حول وضع والدته وصحتها. إنه قَلق جداً بالطبع».
وزعيمة الحكومة السابقة معتقلة منذ انقلاب الأول من فبراير في مقرها في العاصمة البورمية من دون إمكانية التواصل مع أحد.



فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».