اتهام «النهضة» التونسية والشاهد بـ«محاولة الانقلاب» على السبسي

راشد الغنوشي (رويترز)
راشد الغنوشي (رويترز)
TT

اتهام «النهضة» التونسية والشاهد بـ«محاولة الانقلاب» على السبسي

راشد الغنوشي (رويترز)
راشد الغنوشي (رويترز)

خلّفت تأكيدات محمد الناصر، رئيس الجمهورية التونسية بالإنابة ورئيس البرلمان التونسي السابق، وجود «تصرفات مشبوهة» صدرت عن رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد، وحركة «النهضة» برئاسة راشد الغنوشي، إبان حكم الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، ردود أفعال متباينة، فيما ترجمته المعارضة بأنها «محاولة تدبير انقلاب سياسي» على الرئيس قائد السبسي.
ورغم الجدل السياسي والقانوني الحاد الذي خلّفته هذه الشهادة فإن بعض الأطراف السياسية قلّلت من أهميتها بسبب انتماء الناصر إلى حركة «نداء تونس» التي أسسها الباجي، فيما عدّتها جهات معارضة «دليلاً على محاولة (النهضة) والشاهد، اللذين تحالفا ضد الباجي منذ 2018 الاستيلاء على السلطة، واستغلال الفرص للانقضاض على الحكم».
وجاءت هذه الاتهامات ضمن مذكرات الناصر التي صدرت تحت عنوان «جمهوريتان وتونس واحدة»، والتي وصف فيها الناصر حالة الفوضى التي عرفتها البلاد خلال صيف 2019. مؤكداً أنها «كانت مهدَّدة بالفوضى، وانفلات الأمن في خضمّ الحملات الانتخابيّة». وتوقف في هذا السياق عند تاريخ 27 يونيو (حزيران) 2019 عندما تعرض الرئيس الأسبق الباجي قائد السبسي لأّول وعكة صحية، وكيف حاول بعض الأطراف السياسية استغلال الفراغ السياسي الناجم عن مرض الرئيس لتطويع الدستور وتطبيق بعض فصوله المتعلقة برئاسة تونس.
وفي هذا الشأن، كشفت المحامية التونسية دليلة مبارك، العضو السابق في الحملة الانتخابية لعبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع آنذاك، عن معلومات تُدين يوسف الشاهد، رئيس حركة «تحيا تونس»، وراشد الغنوشي، وتتهمهما بـ«تدبير محاولة انقلاب ضد الرئيس الباجي». مؤكدة أن المخابرات العسكرية هي التي أعلمت الزبيدي بالمخطط المذكور. وأشارت في هذا السياق إلى مكالمة هاتفية «مريبة» أجراها عبد الفتاح مورو، قيادي حركة «النهضة» ونائب رئيس البرلمان، مع عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع، والتي تساءل فيها عن موقف المؤسسة العسكرية في حال حصل أي تغيير على مستوى رئاسة الجمهورية.
وعن السيناريو المحتمل للانقلاب الدستوري على الحكم، قالت مبارك إن الشاهد كان مهيأً لتولي منصب رئيس الجمهورية. وأكدت ذلك بمحاولته إرسال الرئيس قائد السبسي للعلاج في فرنسا، «بنيّة إبعاده عن الساحة السياسية، وإعلان شغور منصب رئيس الجمهورية». غير أن عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع آنذاك، تدخل وأفشل هذا المخطط، وأمر بعدم زيارة الباجي باستثناء أفراد أسرته.
وعلى الرغم من خطورة هذه الاتهامات، فإن وزارة الدفاع قررت أن تتعامل معها بحذر شديد، ووفق تقارير إعلامية محلية، فإنها تنتظر رد فعل الزبيدي للإدلاء برأيها للرأي العام التونسي.
في غضون ذلك، رأى مصدر قضائي تونسي أن المعلومات الواردة في هذه المذكرات «تكتسي خطورة بالغة، وبإمكان القضاء العسكري فتح تحقيق في حال أدلى طرف رسمي بهذه الاتهامات»، لكنه أشار إلى أن الناصر «لم يتحدث عن محاولة انقلاب بصريح العبارة، بل تحدث عن تصرفات مريبة، وهي ليست دليلاً قاطعاً على وجود محاولة انقلاب»، حسب تعبيره.
كانت هاجر بالشيخ، القيادية بحركة «تحيا تونس» التي يتزعمها الشاهد، قد نفت هذه الاتهامات وعدّتها تَدخُل في باب «التشويه السياسي للخصوم لا غير».
على صعيد غير متصل، واصلت «نقابة الأمن الجمهوري» تحركاتها الاحتجاجية، التي انطلقت منذ أول من أمس، للمطالبة بتنفيذ القانون، ورفع الحصانة البرلمانية عن سيف الدين مخلوف، رئيس ائتلاف الكرامة والنائب في البرلمان، بعد مساندته سيدة تونسية متهمة بالإرهاب. ورفع المشاركون في هذه الاحتجاجات شعارات عديدة، من بينها «تونس حرة والإرهاب على برّه»، و«لا خوف... لا رعب... السلطة في يد الشعب».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».