مبعوث أممي يطالب إسرائيل بـ«وقف فوري» للاستيطان

إطلاق غاز مسيل للدموع في مواجهة احتجاجات فلسطينية على مستوطنين في بيت دجن بالضفة الشهر الماضي (إ.ب.أ)
إطلاق غاز مسيل للدموع في مواجهة احتجاجات فلسطينية على مستوطنين في بيت دجن بالضفة الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

مبعوث أممي يطالب إسرائيل بـ«وقف فوري» للاستيطان

إطلاق غاز مسيل للدموع في مواجهة احتجاجات فلسطينية على مستوطنين في بيت دجن بالضفة الشهر الماضي (إ.ب.أ)
إطلاق غاز مسيل للدموع في مواجهة احتجاجات فلسطينية على مستوطنين في بيت دجن بالضفة الشهر الماضي (إ.ب.أ)

عبر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، عن «قلق بالغ» من استمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها المناطق «الشديدة الحساسية»، مما يمكن أن يقوض احتمال وجود مناطق متجاورة تقام عليها دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة.
وخلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن حول «الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية»، قدم وينسلاند إحاطة عبر الفيديو أفاد فيها، أنه رغم أن القرار 2334 لعام 2016 يدعو إسرائيل إلى «الوقف الفوري والكامل لكل النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية»، واصلت السلطات الإسرائيلية هذا النشاط الاستيطاني وقدمت في الأشهر القليلة الماضية، خططاً لبناء نحو 800 وحدة سكنية وطرحت مناقصة على نحو 1900 وحدة في مستوطنات المنطقة جيم، فضلاً عن 210 وحدات إضافية في القدس الشرقية.
وأكد أن حوالي 40 في المائة من هذه الوحدات موجودة في مستوطنات في عمق الضفة الغربية المحتلة، مشيراً إلى رفض محكمة في القدس أمراً قضائياً لتجميد عملية المناقصة، لنحو 1200 وحدة في مستوطنة جفعات هاماتوس الجديدة، التي ستؤدي إلى «زيادة حلقة المستوطنات على طول المحيط الجنوبي للقدس»، مما «يضر بشكل كبير بالآفاق المستقبلية لدولة فلسطينية متواصلة».
وكذلك أشار إلى استمرار عمليات الهدم أو المصادرة أو الإخلاء. وأسف لاستمرار أعمال العنف التي أدت خلال الأشهر القليلة الماضية إلى مقتل أربعة فلسطينيين، بينهم طفلان، على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية، فضلاً عن إصابة 480 فلسطينياً بينهم سبع نساء و66 طفلاً.
وفي المقابل، قتلت مواطنة إسرائيلية، وجرح 12 عنصراً من قوات الأمن الإسرائيلية، بالإضافة إلى تعرض 18 مدنياً إسرائيلياً، بينهم ثلاث نساء وخمسة أطفال، لجروح في اشتباكات وإلقاء حجارة وقنابل مولوتوف مع الفلسطينيين. وأشار إلى استمرار عمليات إطلاق الصواريخ من غزة، وإطلاق الجيش الإسرائيلي للصواريخ على مواقع لحركة «حماس» في القطاع.
وإذ أشار إلى الاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات الفلسطينية، وتعاون إسرائيل في إيصال اللقاحات الخاصة بفيروس «كورونا»، أشار إلى أن القرار 2334 يدعو كل الدول إلى أن «تميز، في نطاق التعاملات ذات الصلة بين أراضي دولة إسرائيل والأراضي (الفلسطينية) المحتلة، منذ عام 1967»، أكد عدم اتخاذ مثل هذه الخطوات. غير أن عدد الجهود التي بذلت في الآونة الأخيرة «لإطلاق مفاوضات ذات صدقية»، ومنها اجتماع وزراء خارجية مصر وفرنسا وألمانيا والأردن في كل من القاهرة وباريس لمناقشة سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك من خلال الجهود الجماعية مع اللجنة الرباعية، التي اجتمع مبعوثوها افتراضيا للبحث في آخر المستجدات السياسية والوضع على الأرض.
وذكر بالبيان الأخير الذي أصدرته جامعة الدول العربية تأكيداً لدعمها إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة على خطوط 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها. وعبر عن «القلق البالغ حيال استمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، ولا سيما في نطاق المناطق الشديدة الحساسية، التي ترسخ الاحتلال الإسرائيلي، وتقوض احتمال وجود مناطق متجاورة تقام عليها دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، وتهدد كذلك آفاق تحقيق حل الدولتين»، مكرراً أن «المستوطنات ليست لها شرعية قانونية وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي».
وحض إسرائيل على «وقف تقدم كل النشاط الاستيطاني على الفور»، مطالباً أيضاً بوقف عمليات الهدم والاستيلاء على المباني المملوكة للفلسطينيين.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.