الاتحاد الأوروبي يضع تركيا تحت المراقبة بشأن الحريات وحقوق الإنسان

علم الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (أرشيفية - رويترز)
علم الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (أرشيفية - رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يضع تركيا تحت المراقبة بشأن الحريات وحقوق الإنسان

علم الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (أرشيفية - رويترز)
علم الاتحاد الأوروبي أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (أرشيفية - رويترز)

سيقرر الاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) وضع أنقرة تحت المراقبة حتى يونيو (حزيران) المقبل لإبداء رفضه تدهور الحقوق والحريات في تركيا رغم وعود الرئيس رجب طيب إردوغان في هذا الصدد.
ولئن كان الأوروبيون يرغبون في تطبيع العلاقات مع تركيا بعد عام من التوترات، فإنهم سيعمدون إلى تحرك «تدرجي ومشروط ويمكن العودة عنه» كما أعلن رئيس «المجلس الأوروبي» شارل ميشال في رسالة الدعوة إلى القمة الأوروبية، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وبسبب موجة الإصابات الجديدة بـ«كوفيد19»، سيعقد الاجتماع الخميس والجمعة عبر الفيديو؛ وهي صيغة لا تتيح إجراء مناقشات.
وألغيت المناقشات حول روسيا لهذا السبب، وحُوّلت إلى «إيجاز»؛ حيث سيطلع شارل ميشال المجتمعين على اتصالاته الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ندد بموقف الاتحاد الأوروبي «الخلافي» مع موسكو. وأوضح دبلوماسي أوروبي أن القرارات بشأن تركيا أُجلت حتى يونيو المقبل، مضيفاً أن اليوم الثاني من القمة الجمعة سيكون موجزاً.
وستتيح مشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن في القمة إيصال رسالة مشتركة حازمة حيال الرئيس التركي.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال محادثاته الثلاثاء والأربعاء في لقاء لحلف شمال الأطلسي أنه «لم يعد سراً على أحد أن لدينا خلافات مع تركيا».
لكن الأميركيين والأوروبيين على حد سواء يرفضون قطع الجسور مع أنقرة. وذكر بلينكن بأن «تركيا حليف قديم وقيّم، ولدينا مصلحة كبيرة في الحفاظ عليه ضمن (حلف الأطلسي)».
من جهته، لخص رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الموقف الأوروبي بالتشديد على «أهمية تجنب المبادرات التي تثير الانقسام وضرورة احترام حقوق الإنسان». واعتبر قرار الرئيس التركي الانسحاب من «اتفاقية إسطنبول» لمنع العنف ضد المرأة غداة محادثات مع شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، بمثابة صفعة.
وحذر وزير خارجية أوروبا، جوزيب بوريل، من أن قرارات السلطات التركية الأخيرة «تزيد من مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن تراجع الحقوق الأساسية، وتقوض مصداقية الالتزام بالإصلاح». ويؤكد دبلوماسيون أن «الأوروبيين لا يثقون بالرئيس التركي؛ لأنه لا يحترم التزاماته»، ويرون «كثيراً من الانتهازية في رغبته المعلنة في التهدئة».
وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية: «نلاحظ عدم وجود إشارات سلبية منذ بداية العام، لكن لا يوجد أحد ساذج؛ لأن عوامل عدة تفسر هذا السلوك: تبدل الرئيس في الولايات المتحدة، وهشاشة الاقتصاد التركي، وتداعيات عقوبات أوروبية محتملة». وعلق دبلوماسي آخر رفيع المستوى بأن «الحصيلة متفاوتة. لا يمكننا القول إن تركيا تسهل على الاتحاد الأوروبي الخوض في برنامج العمل الإيجابي الذي تحدثنا عنه. نحن في موقع ترقب».
وقال دبلوماسي إن مسودة الإعلانات الخاصة بالقمة نوقشت حتى اللحظة الأخيرة للتوصل إلى توافق؛ «حيث عدّت قبرص واليونان أنها تتضمن كثيراً من الحوافز؛ لكن ليس ما يكفي من الشروط». ويمكن أن يؤدي ذلك إلى خيبة أمل لدى إردوغان الذي قال إنه ينتظر «نتائج ملموسة» رداً على رغبته في تطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وقال الدبلوماسي: «ستكون هناك يقظة مشددة في الأشهر المقبلة لكي نحدد في يونيو المقبل ما إذا كانت الشروط متوافرة» لتطبيع العلاقات. وأضاف: «إذا لوحظ تراجع، فسيكون الاتحاد الأوروبي قادراً على الدفاع عن مصالحه. الأدوات جاهزة». ويشير تقرير بوريل إلى خيارات عدة؛ بما يشمل عقوبات على قطاع السياحة.



360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
TT

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)

أعلنت لجنة حماية الصحافيين، اليوم الخميس، أنّ عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024، مشيرة إلى أنّ إسرائيل احتلّت، للمرة الأولى في تاريخها، المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين، بعد الصين.

وقالت جودي غينسبيرغ رئيسة هذه المنظمة غير الحكومية الأميركية المتخصصة في الدفاع عن حرية الصحافة، في بيان، إن هذا التقدير لعدد الصحافيين المسجونين هو الأعلى منذ عام 2022 الذي بلغ فيه عدد الصحافيين المسجونين في العالم 370 صحافياً. وأضافت أنّ هذا الأمر «ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار».

وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، كانت الصين تحتجز في سجونها 50 صحافياً، بينما كانت إسرائيل تحتجز 43 صحافياً، وميانمار 35 صحافياً، وفقاً للمنظمة التي عدّت هذه «الدول الثلاث هي الأكثر انتهاكاً لحقوق الصحافيين في العالم».

وأشارت لجنة حماية الصحافيين إلى أنّ «الرقابة الواسعة النطاق» في الصين تجعل من الصعب تقدير الأعداد بدقة في هذا البلد، لافتة إلى ارتفاع في عدد الصحافيين المسجونين في هونغ كونغ، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أمّا إسرائيل التي تعتمد نظام حكم ديمقراطياً يضمّ أحزاباً متعدّدة، فزادت فيها بقوة أعداد الصحافيين المسجونين منذ بدأت الحرب بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأكّدت المنظمة غير الحكومية ومقرها في نيويورك أنّ «إسرائيل حلّت في المرتبة الثانية بسبب استهدافها التغطية الإعلامية للأراضي الفلسطينية المحتلّة».

وأضافت اللجنة أنّ هذا الاستهداف «يشمل منع المراسلين الأجانب من دخول (غزة) ومنع شبكة الجزيرة القطرية من العمل في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة».

وتضاعف عدد الصحافيين المعتقلين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال عام واحد. وأفادت المنظمة بأنّ إسرائيل التي تعتقل حالياً 43 صحافياً جميعهم من الفلسطينيين تجاوزت عدداً من الدول في هذا التصنيف؛ أبرزها ميانمار (35)، وبيلاروسيا (31)، وروسيا (30). وتضمّ قارة آسيا أكبر عدد من الدول التي تتصدّر القائمة.

وأعربت جودي غينسبيرغ عن قلقها، قائلة إن «ارتفاع عدد الاعتداءات على الصحافيين يسبق دائماً الاعتداء على حريات أخرى: حرية النشر والوصول إلى المعلومات، وحرية التنقل والتجمع، وحرية التظاهر...».