نزيف حاد لمؤشرات السياحة التونسية منذ بداية السنة

TT

نزيف حاد لمؤشرات السياحة التونسية منذ بداية السنة

كشف الديوان التونسي للسياحة (وزارة السياحة التونسية) عن تراجع عدد الليالي السياحية المقضاة في تونس بنسبة 75.4 في المائة خلال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين، وذلك مقارنة مع النتائج المسجلة خلال الفترة ذاتها من سنة 2020.
وسجلت الليالي السياحية التي قضاها التونسيون المقيمون في الخارج في تونس تراجعا في حدود 48.1 في المائة، فيما تراجعت نسبة غير المقيمين بنحو 88.6 في المائة. وتراجعت الليالي المقضاة بالنسبة إلى أسواق أميركا الشمالية بنسبة 76.1 في المائة، وسجلت الأرقام المتعلقة بالأسواق العربية ومختلف البلدان الأفريقية تراجعا بـ73.1 في المائة.
وكشفت المؤشرات التي نشرتها الوزارة أن أسواق المغرب العربي التي استحوذت على حصة كبيرة من السوق التونسية منذ سنة 2015 إثر عمليات إرهابية استهدفت المناطق السياحية، سجلت تراجعا لا يقل عن 88.8 في المائة، كما عرفت السوق الأوروبية تراجعا ملحوظا بداية السنة الحالية، ولم تصدر عن تلك الأسواق نوايا للحجز في تونس، وهو ما سيكون له تأثير كبير على الموسم السياحي الحالي.
ونتيجة للتوقف شبه الكلي للأنشطة السياحية في تونس خلال الموسم السياحي الماضي، فإن السياحة التونسية سجلت تراجعا حادا على مستوى العائدات المالية، إذ إنها انخفضت من 5.62 مليار دينار تونسي (نحو ملياري دولار) خلال سنة 2019. إلى 1.96 مليار دينار (حوالي 717 مليون دولار) خلال السنة الماضية، وهو ما يعني تراجعا في المداخيل بنسبة قاربت 35 في المائة، وذلك على خلفية حظر الطيران بين معظم دول العالم.
وتوقع خبراء في المجال الاقتصادي والمختصين في المجال السياحي، أن تتواصل أزمة القطاع السياحي خلال الموسم الحالي نتيجة التطورات الحاصلة على مستوى انتشار الجائحة في العالم وعدم القدرة على الحد من تأثيراتها السلبية، ولجوء عدد من الدول الأوروبية لسياسة الإغلاق من جديد نتيجة موجات جديدة من الوباء.
وتعتمد السياحة التونسية على الفضاء الأوروبي المجاور كسوق تقليدية تدر عليها معظم العائدات المالية من النقد الأجنبي، وتأمل خلال هذا الموسم في استعادة السوق الليبية للاستقرار الأمني وتجاوز السوق الجزائرية للوضع الصحي لضمان إنقاذ جزئي للموسم السياحي، إذ إن هاتين السوقين الواقعتين في المغرب العربي وفرتا خلال المواسم التي سبقت انتشار جائحة «كورونا» نحو نصف السياح الوافدين على تونس، وذلك بما لا يقل عن أربعة ملايين سائح، وهو ما أسهم في إنقاذ المنشآت السياحية التونسية من الإغلاق وإعلان الإفلاس.
يذكر أن منظمة السياحة العالمية قد أحصت تواصل الإغلاق التام لـ69 وجهة سياحية من إجمالي 217 وجهة، وذلك ضمن تقرير يتعلق بقيود السفر بعد نحو سنة من ظهور جائحة «كورونا»، وهو ما سيكون له تأثير مباشر على معظم الوجهات السياحية العالمية؛ بما فيها السوق التونسية.



«المركزي الباكستاني» يخفض الفائدة إلى 13 % للمرة الخامسة

شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
TT

«المركزي الباكستاني» يخفض الفائدة إلى 13 % للمرة الخامسة

شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)

خفض البنك المركزي الباكستاني، الاثنين، سعر الفائدة الرئيس بمقدار 200 نقطة أساس ليصل إلى 13 في المائة، في خامس خفض متتال منذ يونيو (حزيران)، في إطار جهود البلاد المستمرة لإنعاش اقتصادها المتعثر من خلال تخفيف التضخم.

وتجعل هذه الخطوة باكستان واحدة من أكثر الأسواق الناشئة عدوانية في خفض أسعار الفائدة هذا العام، مع استثناءات مثل الأرجنتين، وفق «رويترز».

وقالت لجنة السياسة النقدية في البنك في بيانها: «بشكل عام، تعد اللجنة أن النهج المتمثل في خفض أسعار الفائدة بشكل مدروس يساعد في الحفاظ على ضغوط التضخم والضغوط على الحساب الخارجي تحت السيطرة، بينما يدعم النمو الاقتصادي بشكل مستدام».

وأضاف البنك أنه يتوقع أن يكون متوسط التضخم «أقل بكثير» من نطاق توقعاته السابقة، الذي يتراوح بين 11.5 في المائة و13.5 في المائة في عام 2025، كما أشار إلى أن توقعات التضخم لا تزال عُرضة لعدة مخاطر، بما في ذلك الإجراءات اللازمة لمعالجة العجز في الإيرادات الحكومية، بالإضافة إلى التضخم الغذائي، وارتفاع أسعار السلع العالمية. وأوضح البنك قائلاً: «قد يظل التضخم متقلباً على المدى القريب قبل أن يستقر ضمن النطاق المستهدف».

وخلال مكالمة مع المحللين، أشار رئيس البنك المركزي الباكستاني، جميل أحمد، إلى أن المركزي لم يحدد مستوى معيناً لسعر الفائدة الحقيقي عند اتخاذ قرار خفض سعر الفائدة يوم الاثنين. ومع ذلك، أوضح أن البنك المركزي كان قد استهدف في الماضي معدل تضخم يتراوح بين 5 و7 في المائة على المدى المتوسط، وأن هذا الهدف بات في متناول اليد خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.

وتسير باكستان، الواقعة في جنوب آسيا، على مسار تعافٍ اقتصادي صعب، وقد تلقت دعماً من تسهيل بقيمة 7 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي في سبتمبر (أيلول). وأشار البنك إلى أن «جهوداً كبيرة وتدابير إضافية» ستكون ضرورية لتمكين باكستان من تحقيق هدف الإيرادات السنوية، وهو عنصر أساسي في اتفاقها مع صندوق النقد الدولي.

وكان جميع المحللين الـ12 الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقعون خفضاً بمقدار 200 نقطة أساس، بعد أن شهد التضخم انخفاضاً حاداً إلى 4.9 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما جاء أقل من توقعات الحكومة، وأقل بكثير من ذروة التضخم التي بلغت نحو 40 في المائة في مايو (أيار) من العام الماضي. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من التخفيضات المتتالية، بما في ذلك خفض بمقدار 150 نقطة أساس في يونيو، و100 نقطة في يوليو (تموز)، و200 نقطة في سبتمبر، و250 نقطة في نوفمبر، مما أدى إلى انخفاض سعر الفائدة من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 22 في المائة في يونيو 2023، الذي ظل ثابتاً لمدة عام. وبذلك يبلغ إجمالي التخفيضات منذ يونيو 900 نقطة أساس.