سخام السيارات الكربوني يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة

بؤرة من الأورام داخل رئة مريض بالسرطان (أرشيفية - الشرق الأوسط)
بؤرة من الأورام داخل رئة مريض بالسرطان (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT
20

سخام السيارات الكربوني يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة

بؤرة من الأورام داخل رئة مريض بالسرطان (أرشيفية - الشرق الأوسط)
بؤرة من الأورام داخل رئة مريض بالسرطان (أرشيفية - الشرق الأوسط)

قال باحثون من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية (إنسيرم) في دراسة نُشرت، اليوم (الأربعاء)، إن تلوث الهواء بالسخام الكربوني، وهو أحد مكونات الجسيمات الدقيقة، الناتج بشكل أساسي عن انبعاثات السيارات، مرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.
وأوضحت بينيديكت جاكمان، المعدّة المشاركة للدراسة التي نُشرت اليوم، في مجلة «إنفارومنتل هيلث بيرسبكتفز» الدولية، أن «السخام مرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 30%».
وأضافت: «نحن نعلم أن الجسيمات الدقيقة (بقطر أقل من 2,5 ميكرومتر) التي تخترق الرئتين هي مادة مسرطنة. لكن أردنا أن نعرف ما إذا كان للسخام الكربوني تأثير مسرطن مستقل عن ذلك الذي تسببه الجسيمات الدقيقة ككل».
وتابعت: «بعد التحليلات الإحصائية، وجدنا تأثيراً للسخام الكربوني ومن المحتمل جداً أن يكون مستقلاً عن تأثير الجسيمات الدقيقة ككل».
لكنها أردفت: «نحن لا نقيم علاقة سببية نتيجة دراسة واحدة في علم الأوبئة إذ يتطلب ذلك كثيراً من الدراسات المشابهة».
في عام 2013 صنّفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان كل الجسيمات الدقيقة على أنها مواد مسرطنة للبشر.
لكن داخل الجسيمات الدقيقة، قد لا يكون لكل المركبات التأثير نفسه على خطر الإصابة بالسرطان. ومن هنا جاء الاهتمام بدراسة السخام الكربوني.
وأجرت الباحثتان في «إنسيرم» بينيديكت جاكمان وإيميلي لوكي الدراسة بالتعاون مع زملائهما استناداً إلى البيانات الصحية للمشاركين في مجموعة «غازيل» التي تم إنشاؤها عام 1989 والتي ضمت 20 ألف شخص تتم مراقبتهم سنوياً.



روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
TT
20

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)

طوّر مهندسون من جامعة يوكوهاما الوطنية في اليابان روبوتاً بحجم راحة اليد، قادراً على العمل بدقة فائقة في جميع الاتجاهات، حتى في أكثر البيئات قسوةً وتطرفاً.

وأوضحت النتائج، التي نشرت الجمعة، بدورية «Advanced Intelligent Systems» أن الروبوت الجديد يمكنه العمل في البيئات المعزولة، والمختبرات عالية الأمان، وحتى البيئات الفضائية، حيث يصعب على البشر التدخل.

واستلهم الباحثون تصميم الروبوت (HB-3) من خنافس وحيد القرن، وهي حشرات معروفة بحركتها القوية والمتعددة الاتجاهات، ما جعلها نموذجاً مثالياً لتطوير روبوت صغير يتمتع بالاستقلالية والدقة الفائقة. ويبلغ وزن الروبوت، الملقّب بـ«الخنفساء الآلية»، 515 غراماً فقط، وحجمه لا يتجاوز 10 سنتيمترات مكعبة، وهذا يجعله أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة.

ويتميز الروبوت بقدرة فريدة على التحرك في جميع الاتجاهات بدقة عالية، معتمداً على مشغلات كهروضغطية (Piezoelectric Actuators)، وهي تقنية تحول الطاقة الكهربائية إلى حركة ميكانيكية دقيقة للغاية. وتعمل هذه المشغلات بطريقة تشبه العضلات الصناعية، حيث تتمدد أو تنكمش عند تطبيق مجال كهربائي، مما يمنح الروبوت قدرة غير مسبوقة على التحرك بدقة تصل إلى مستوى النانومتر.

ووفق الباحثين، يتم التحكم بحركات الروبوت عبر دائرة قيادة مدمجة تعمل بمعالج متقدم، ما يتيح له تنفيذ مهام معقدة دون الحاجة إلى كابلات خارجية. كما زُوّد بكاميرا داخلية وتقنيات تعلم آلي، وهذا يسمح له بالتعرف على الأجسام وضبط حركاته في الوقت الفعلي وفقاً للبيئة المحيطة به.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنه استخدام أدوات مختلفة، مثل ملقط دقيق لالتقاط وتجميع المكونات، وحاقن صغير لوضع قطرات دقيقة من المواد، كما يمكن تحويل أدواته إلى مجسات قياس، أو مكواة لحام، أو مفكات براغي، مما يمنحه مرونة واسعة للاستخدام في نطاقات مختلفة.

وأظهرت الاختبارات كفاءة عالية للروبوت في تنفيذ مهام متعددة داخل بيئات مغلقة، باستخدام أدوات دقيقة مثل ملقاط تجميع الشرائح الدقيقة أو محاقن لتطبيق كميات متناهية الصغر من السوائل، حيث حقق دقة فائقة مع معدل نجاح بلغ 87 في المائة.

بيئات صعبة

ووفق الباحثين، صُمم الروبوت للعمل في بيئات يصعب فيها التدخل البشري، حيث يمكن استخدامه في الجراحة الدقيقة ودراسة الخلايا، إضافة إلى تحليل المواد النانوية داخل البيئات المعقمة، ما يجعله أداة مهمة في مختبرات التكنولوجيا الحيوية والفيزياء المتقدمة.

وفي الصناعة الدقيقة، يساهم الروبوت في تصنيع المكونات الإلكترونية الصغيرة مثل رقائق أشباه الموصلات، مع القدرة على العمل في البيئات القاسية مثل الفراغ أو الغرف ذات الضغط العالي.

وخلص الباحثون إلى أن هذا الابتكار يمثل خطوة نحو روبوتات دقيقة مستقلة، مع إمكانات ثورية في المجالات الطبية والصناعية والبحثية. ورغم إنجازاته، يسعى الفريق إلى تحسين سرعة المعالجة وتطوير كاميرات إضافية لتعزيز دقة التوجيه مستقبلاً.