أظهرت استطلاعات للرأي لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية التي جرت أمس (الثلاثاء)، الرابعة في غضون أقلّ من عامين، أنّ إيتمار بن غفير الذي يتزعّم حزباً يمينياً متطرّفاً معادياً للعرب، في طريقه لدخول الكنيست للمرة الأولى في تاريخه، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبن غفير الذي رحّب بقتل 29 مصلياً فلسطينياً في الخليل في 1994 هو زعيم «القوة اليهودية»، الحزب اليميني الديني المتشدّد، وقد خاض الانتخابات التشريعية مرشّحاً في المركز الثالث على قائمة ائتلاف «الحزب الديني الصهيوني».
ووفقاً لاستطلاعات الرأي، فإنّ ائتلاف «الحزب الديني الصهيوني» سيفوز بما بين ستة وسبعة مقاعد في انتخابات الكنيست المقبلة، ما يعني أنّ أحد هذه المقاعد سيشغله بن غفير.
وشهدت مسيرة بن غفير (44 عاماً) السياسية تحالفات متغيّرة، إلا أنّ الجوانب الرئيسية لآيديولوجيته ظلّت ثابتة، إذ إنّه يستلهم أفكاره من الحاخام المتطرّف الراحل مئير كاهانا، زعيم حركة «كاخ» التي سعت لطرد الإسرائيليين العرب من البلاد.
وكاهانا الذي دخل الكنيست في 1984، مُنع من الترشّح مرة أخرى في 1988 بسبب عنصرية حزبه.
وكان كاهانا الذي اُغتيل في نيويورك عام 1990 مصدر إلهام آيديولوجي لباروخ غولدشتاين الذي قتل 29 مصلياً فلسطينياً في الخليل في 1994.
وأعرب بن غفير في مناسبات عدّة عن إعجابه بغولدشتاين، وهو لم يتوانَ عن تعليق صورة في منزله لهذا القاتل الجماعي الذي وصفه بـ«البطل».
ويؤيّد حزب بن غفير «القوة اليهودية» ضمّ إسرائيل لكامل الضفة الغربية المحتلّة التي يقطنها نحو 2.8 مليون فلسطيني.
وبعد انتهاء التصويت، قال بن غفير في تصريح لقناة محلية إسرائيلية إنّ مهمته تتمثّل في «تقديم الدعم للجنود الإسرائيليين الذين يطلقون النار على راشقي الحجارة». وأضاف: «مهمتي أيضاً هي تعزيز الأمن لسكان الجنوب الذين يواجهون جرائم أقلية بدوية».
ونأى بن غفير مجدّداً بنفسه عن كاهانا، بقوله إنّ الحاخام الراحل «فعل أشياء جيدة» ولكن في نفس الوقت «أنا لا اتفق مع كل ما قاله». وتابع «أريد حقاً الخير للجميع، بما في ذلك اليسار».
وسعياً لتعويض خسارة مقاعد محتملة لصالح حزب «الأمل الجديد» الذي شكّله أحد منافسيه البارزين هو جدعون ساعر، العام الماضي بعد انشقاقه عن حزب «ليكود» الذي يتزعّمه، ساعد نتنياهو في تنظيم تحالف جديد من القوميين الدينيين اليمينيين المتطرفين معروف باسم «حزب الصهيونية الدينية».
ولم ينفِ نتنياهو أنّه ساعد في التوسط في الاتفاق الذي جعل «البيت اليهودي» يتحالف مع «الاتحاد الوطني» بقيادة بيتسالئيل سموتريتش.
وقال نتنياهو لوسائل إعلام إسرائيلية إنّ بن غفير لن يحصل على منصب وزاري في حكومته، لكنّه سيكون جزءاً من «ائتلافه».
وبينما ظلّ بن غفير ثابتاً في آرائه المتطرفة ولم يتنصّل من دعمه السابق للقاتل الجماعي غولدشتاين، فإنه نأى بنفسه بشكل هامشي عن كاهانا خلال الحملة.
وقال بن غفير في تصريح لصحيفة «هآرتس» اليسارية الشهر الماضي إنه يعد كاهانا «رائعاً»، لكنه لا يرى نفسه خليفة للحاخام الراحل وإنّ آيديولوجيتهما «مختلفتان».
وفي أعقاب مجزرة غولدشتاين في الخليل، صنّفت إسرائيل حركة «كاهانا كاخ» منظمة «إرهابية».
الانتخابات الإسرائيلية: بن غفير اليميني الأكثر تطرفاً في طريقه لدخول الكنيست
الانتخابات الإسرائيلية: بن غفير اليميني الأكثر تطرفاً في طريقه لدخول الكنيست
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة