في الوقت الذي بدا فيه أن القضية الفلسطينية غير مطروحة بتاتاً على أجندة غالبية الأحزاب المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية، كشف النقاب أن أوراق التصويت في صناديق الاقتراع لها علاقة غير عادية بالفلسطينيين، فهي طبعت في مطبعة يهودية في إحدى المستوطنات القائمة في الضفة الغربية المحتلة، وغالبية العمال الذين عملوا في طباعتها، هم من العمال الفلسطينيين، سكان المناطق المحتلة.
وتبين أن أوراق التصويت طبعت في مطبعة «بالفوت»، القائمة في مستوطنة «كرني شومرون»، التي أقيمت في عام 1978 على أراضي القرى الفلسطينية كفر لاقف وجين صافوت، ودير استيا في وادي قانا بين محافظتي سلفيت وقلقيلية.
ويشكل العمال الفلسطينيون ثلثي عدد هؤلاء العمال، وقد عملوا على مدار 12 ساعة في اليوم بلا توقف، حتى يستطيعوا إنجاز العمل المطلوب منهم لطباعة 500 مليون ورقة تصويت لجميع الأحزاب الإسرائيلية. وقاموا برزمها في 25 ألف صندوق من الكرتون، وأغلقوها بإحكام، ليتم نقلها بأمان إلى لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية.
وقال صاحب المطبعة، موشيه حوجة، إنه لا يرى أي غرابة في توظيف عماله الفلسطينيين للمساهمة في لوجيستيات الانتخابات الإسرائيلية، بل وإنه ينظر إلى ذلك بفخر. وأضاف: «إنهم أمينون على أحد أهم أسرار الانتخابات الإسرائيلية، ونحن نطبع أوراق التصويت منذ فوزنا بالمناقصة سنة 2015، أي خمسة انتخابات متتالية، ولم يحصل لدينا أي خلل، بفضل عمالنا المخلصين». وأكد حوجة، أن «السياسة لا تعني شيئاً لهؤلاء الناس.
إنهم هنا لكسب لقمة العيش. من المشجع للغاية رؤية ذلك».
وقال أحد العمال، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إنه لا يكترث بمحتوى ما يقوم بطباعته. وأضاف: «نحن بحاجة إلى وظائف ونحن محظوظون لأنه بإمكاننا العثور على بعض هذه الوظائف هنا».
يذكر أن أعضاء الكنيست العرب واليساريين من «القائمة المشتركة» و«ميرتس»، كانوا قد اعترضوا في الماضي على طباعة أوراق التصويت في هذه المطبعة، كونهم يقاطعون منتجات المستوطنات. ولكن أصوات الأغلبية في لجنة الانتخابات، حسمت لصالح طباعتها هناك وفقاً لشروط المناقصة.
أوراق التصويت طبعها عمال فلسطينيون في مستوطنة
أوراق التصويت طبعها عمال فلسطينيون في مستوطنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة