تأكيد مصري ـ أردني على تطابق المواقف تجاه القضية الفلسطينية

العاهل الأردني الملك عبد الله لدى استقباله رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في العاصمة عمان أمس (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله لدى استقباله رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في العاصمة عمان أمس (أ.ف.ب)
TT
20

تأكيد مصري ـ أردني على تطابق المواقف تجاه القضية الفلسطينية

العاهل الأردني الملك عبد الله لدى استقباله رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في العاصمة عمان أمس (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله لدى استقباله رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في العاصمة عمان أمس (أ.ف.ب)

أكد رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، تطابق «المواقف الأردنية - المصرية تجاه القضية الفلسطينية، بصفتها القضية المركزية التي يؤدي غياب الحل العادل الشامل الدائم لها إلى عدم إزالة أسباب التوتر من المنطقة».
وشدد الخصاونة، خلال مؤتمر صحافي جمعه أمس (الثلاثاء) في عمان مع نظيره المصري مصطفى مدبولي، على أن البلدين متفقان على أن «الحل الوحيد للقضية هو حل الدولتين الذي تقوم بموجبه الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة الناجزة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمان مع دول وشعوب المنطقة برمتها، وتؤسس لحالة من الاستقرار الإقليمي».
وفي حين أكد رئيس الوزراء أن بلاده تعد أن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للمملكة الأردنية الهاشمية، شدد على أن «الأردن يساند بالكامل الموقف المصري إزاء القضايا المركزية المصرية، ومنها المقاربة المصرية المرتبطة بـ(سد النهضة)، والآفاق والكيفية المطروحة للحل وفق هذا التصور الذي تقدمه القيادة المصرية، بصفته يمثل مقاربة حصيفة لتسوية هذه القضية، دون أي مساس بحقوق الدول المشاطئة، خصوصاً جمهورية مصر العربية الشقيقة، مثلما تتطابق مواقفنا تجاه القضايا الإقليمية والدولية».
ومن جهته، كشف رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، عن عقد قمة ثلاثية مرتقبة بين زعماء الدول الثلاث خلال الفترة المقبلة، لمناقشة عدد من المشروعات المهمة المشتركة بين الأردن ومصر والعراق. وهي القمة التي ستأتي في سياق متابعة آلية تعزيز التعاون الثلاثي.
وأشار مدبولي إلى اللقاء الذي جمعه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ونقل فيه «رسالة من أخيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد فيها دعم مصر للأردن في جميع المجالات، خصوصاً الصحية منها». وأضاف أن رسالة السيسي شددت على «أهمية العمل المشترك والتنسيق الثنائي الكامل بين البلدين في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة».
وشهدت أعمال الدورة الـ29 للجنة العليا المصرية - الأردنية المشتركة، برئاسة رئيسي وزراء البلدين، في عمان، أمس، التوقيع على 7 وثائق لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات مختلفة.
وضمت الوثائق اتفاقاً إطارياً لـ«تعزيز قدرات الربط الكهربائي»، وبرنامجاً تنفيذياً لتبادل الخبرات بين وزارة التعاون الدولي المصرية ووزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال الموارد المائية.
وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إن بلاده والأردن «لديهما علاقات وطيدة وثيقة، تنعكس دائماً على التواصل المستمر والتنسيق الكامل بين الدولتين في هذه الفترة شديدة الاستثنائية التي يشهدها العالم من تفشي كورونا، والتي فرضت على جميع الدول مستجدات وتحديات كثيرة».
وأكد مدبولي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني بشر الخصاونة، حرص مصر والأردن على عقد اللجنة المشتركة بين البلدين، وتفعيل الاتفاقيات المنبثقة عنها.
ونقل رئيس الوزراء تأكيد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي التقاه أمس على هامش الاجتماعات «دعمه الكامل لكل القضايا المصرية، بصفة أن الأمن القومي المصري هو نفسه الأمن القومي الأردني، وأن أي قضايا تمس أي دولة من الدولتين تنعكس بالسلب على الدولة الأخرى».
ولفت إلى أن العاهل الأردني أكد «تطابق موقف الدولتين في جميع القضايا، وحمله رسالة للرئيس السيسي، تفيد باستمرار الدعم الكامل من المملكة الأردنية لكل القضايا التي تمس الأمن القومي المصري، وعلى رأسها قضية (سد النهضة) الإثيوبي، ودعم الأردن الكامل في هذا الموضوع».
وأضاف مدبولي: «يجب أن نكون مدركين لحجم التحدي الكبير الذي يواجه مؤسسات الدول على مستوى العالم وعلى مستوى المنطقة»، مشيراً إلى أن «هناك تحديات أخرى موجودة في المنطقة، وهذا ما يفرض علينا، طبقاً لتوجيهات القيادة السياسية في الدولتين، التعاون والتنسيق الكاملين بين الحكومات، ممثلة في رؤساء الوزراء أو الوزراء المعنيين»، مؤكداً وجود «تواصل ثنائي كامل، ليس من خلال القنوات الدبلوماسية فحسب، بل اتصال مباشر يتم على مدار الأيام بصورة مباشرة».
وبدوره، قال الخصاونة إن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للمملكة الأردنية، وأضاف: «تتطابق مواقفنا إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، القريب منها والبعيد». وأشار رئيس وزراء الأردن إلى أن مباحثاته مع نظيره المصري تناولت الآلية الثلاثية التي تجمع المملكة الأردنية ومصر والعراق، مؤكداً أنه اتفق مع مدبولي على «استمرار التنسيق الدائم، وتبادل الزيارات بين مصر والأردن».
ولفت رئيس الوزراء الأردني إلى أن الآلية الثلاثية كان آخر اجتماع لقادتها في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي، واستضافتها عمان، وأنه تم تأسيس سكرتارية دائمة انتقالية تحتضنها وزارة الخارجية في الدولة التي تستضيف القمة، وهناك قمة قريبة ستعقد لهذه الآلية الثلاثية، مؤكداً «التنسيق الدائم المستمر، وتبادل الزيارات بعيداً عن الإطار المؤسسي للجان المشتركة، وأن تعالج مختلف القضايا أو أي عوائق قد تعترض سبيل التعاون الثنائي أو حتى الثلاثي عبر مقاربات وحلول مباشرة بواسطة الوزراء والمسؤولين المعنيين في البلدين من خلال تواصل مباشر».
ومن المقرر أن تعقد، اليوم (الأربعاء)، اجتماعات التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق على المستوى الوزاري. وقد قال مدبولي إنه يأمل في أن «تتم ترجمة الاتفاقيات على أرض الواقع في القريب العاجل، لا سيما في مجال الطاقة والتبادل التجاري».



كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)

غداة التهديد الحوثي الأخير بعودة الهجمات الحوثية المزعومة ضد إسرائيل، تصاعدت التساؤلات اليمنية عن الطريقة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ويرى سياسيون يمنيون أن الولايات المتحدة سترد بطريقة أشد ردعاً على هجمات الحوثيين، إذا ما نفَّذت الجماعة تهديدها بالعودة إلى قصف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تزعم أنها في موقف الدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

ويبدو أن زعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، يسعى لاختبار ردة الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ هدد، مساء الجمعة، بأن جماعته ستعود لمهاجمة السفن بعد 4 أيام، إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن ما نصّت عليه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» توصلتا، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية، وباتجاه إسرائيل، تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)

ومع توقُّع أن تكون إدارة ترمب أكثر حزماً من سابقتها في التعاطي مع التهديدات الحوثية، كان قد أعاد تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» ضمن أولى قراراته، إذ بدأ سريان القرار قبل أيام بالتوازي مع إدراج 7 من كبار قادة الجماعة على لائحة العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة.

السيناريوهات المتوقعة

مع تهديد زعيم الجماعة الحوثية بالعودة إلى مهاجمة السفن، يتوقع سياسيون يمنيون أن ردة الفعل الأميركية ستكون أقوى. وقد تصل إلى الدعم العسكري للقوات اليمنية على الأرض. وهذا يعني نهاية المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بناء على خريطة الطريق التي كانت توسطت فيها السعودية وعمان في نهاية 2023، وتعذر تنفيذها بسبب التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.

ويتوقع البراء شيبان، وهو زميل في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع، أن واشنطن سترد هذه المرة، وقد تكون بوتيرة ضربات أعلى، كما ستشدد الرقابة على كل الأفراد والكيانات الذين لا يزالون يقومون بأي تعاملات مالية أو لوجستية مع الحوثيين، بما في ذلك دخول النفط الذي يُعتبَر أحد أبرز الموارد الذي استخدمته الجماعة خلال الفترة الماضية.

صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

وفي حال حدوث ذلك، يرى شيبان أن ذلك قد يدفع الحوثيين إلى التصعيد العسكري، وهو ما سيكون له تبعات على خريطة الطريق والمشاورات الذي كانت قد دشنتها الرياض مع الحوثيين منذ عام 2022.

من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، رداً أميركياً على أكثر من مسار، ومن ذلك أن يكون هناك رد عسكري جوي وبحري على الأهداف الحوثية، إلى جانب استهداف البنية التحتية للجماعة، مثل الموانئ والمنشآت العسكرية.

ويضيف: «ربما قد نرى المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، مثل تجميد الأصول وتحديد التجارة، بهدف تقليل قدرتهم على الحصول على الأسلحة والموارد. إلى جانب اللجوء إلى البحث عن شريك عسكري في اليمن، بهدف دعمه عسكرياً وتعزيز قدرته على مواجهة الجماعة».

ويخلص الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول إن «رد واشنطن سيكون معتمداً على سياق الحادثة ونتائجها، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة».

وفي سياق التوقعات نفسها، لا يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل أن يقود أي هجوم حوثي ضد السفن الإدارة الأميركية إلى خلق تحالف جديد يضم إسرائيل لتوجيه ضربات أكثر فاعلية ضد الجماعة وقادتها، وربما بالتزامن مع استهداف القدرات النووية لطهران.

مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ويجزم البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أميركا تبدو الآن أكثر تصميماً على توجيه ضربات قوية ضد الحوثي في حال أعاد هجماته.

وفي اتجاه آخر، يرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تبحث عن أي قصف إسرائيلي أو غربي لمناطق سيطرتها؛ كون ذلك يحقق لها أهدافاً كثيرة. من بينها التصوير لأتباعها أن أي تحرك عسكري يمني أو حرب اقتصادية ضدها انتقام إسرائيلي، وأن الصف الوطني الذي يقوده مجلس القيادة الرئاسي يخدم مصالح تل أبيب.

ويبدو أن الجماعة (بحسب الجبري) تريد أن تستعجل اختبارها لرد الإدارة الأميركية الجديدة، مستغلةً الظروف الحالية التي تتجاذب تنفيذ بقية خطوات اتفاق الهدنة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، دون أن تكترث للرد الأميركي المتوقَّع؛ كونها لا تأبه لأي أضرار يتعرض لها السكان في مناطق سيطرتها.

وعيد أميركي

في أحدث التصريحات الأميركية بشأن الموقف من الجماعة الحوثية، كانت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، توعدت الحوثيين، خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وقالت إنه تماشياً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة للقضاء على قدرات الحوثيين.

وأضافت أن بلادها ستتخذ خطوات لوقف الدعم الإيراني لأنشطة الحوثيين الإرهابية، وذلك بموجب المذكرة الرئاسية الخاصة بالأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترمب، وأعاد من خلالها فرض القدر الأقصى من الضغط على إيران.

ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)
ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)

وتوعدت السفيرة شيا باتخاذ إجراءات ضد الحوثيين، في حال استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وضد إسرائيل.

وقالت إن كل دولة عضو في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب القرارات الصادرة عن المجلس، بما في ذلك القرارات التي تتعلق بالحظر المفروض على إمداد الحوثيين بالأسلحة والمواد والتدريبات ذات الصلة أو بالمساعدات المالية.

ودعت القائمة المؤقتة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، وحضت الدول الأعضاء على القيام بدورها وزيادة التمويل للتخطيط طويل الأمد الخاص بالآلية وتوظيفها للأفراد وبنيتها التحتية الحيوية والضرورية لتعزيز القدرة على تفتيش جميع الحاويات غير المكشوفة، وبنسبة مائة في المائة.

ووصفت الحوثيين بأنهم يواصلون سعيهم إلى أخذ مضيق باب المندب والتجارة الدولية كرهينة، ولم يبدوا أي رغبة أو قدرة على التمييز بين أهدافهم، وشددت بالقول: «حري بنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال مزاعمهم بشأن أي أساس مشروع لهجماتهم».

الهجمات والضربات السابقة

يُشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنَّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام ومقتل 4 بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)
السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وباستثناء إسرائيلي واحد قُتِل جراء انفجار مسيرة حوثية في شقة بتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي، لم تكن لهذه الهجمات أي تأثير قتالي باستثناء بعض الإصابات، والتسبُّب في الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

غير أن الضرر الأكبر لهذه الهجمات الحوثية كان على الصعيد الاقتصادي مع تجنُّب كبرى شركات الملاحة المرور عبر باب المندب وسلوكها مساراً أطول عبر طريق الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفن في البحر الأحمر إلى أكثر من 50 في المائة، وأصبحت مصر أكبر الخاسرين لفقدها نحو 7 مليارات دولار من عائدات قنوات السويس.

ومع عدم نجاح هذه الضربات الغربية والإسرائيلية في الحد من قدرات الجماعة الحوثية على شن الهجمات، كان الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة التابعة له معارضة هذه الضربات، لجهة أنها غير فاعلة في إنهاء التهديد الحوثي، وأن البديل الأنجع دعم القوات اليمنية الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها ومؤسسات الدولة المختطفة، باعتبار ذلك هو الحل العملي.