غداة قيام كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا بفرض عقوبات على الصين على خلفية اتهامها بانتهاك حقوق الأقلية المسلمة، أكد وزيرا خارجية الصين وروسيا، رفضهما لما سمياه التدخل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة تحت ذريعة «تعزيز الديمقراطية». وقالت روسيا والصين أمس الثلاثاء إنهما تريدان عقد قمة للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي في ظل ما تصفانه بتصاعد الاضطرابات السياسية.
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا فرضت عقوبات على مجموعة من المسؤولين الصينيين بسبب انتهاكات حقوقية في إقليم شينغيانغ. وحث البيان الروسي الصيني المشترك، الذي صدر على هامش زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لبكين ولقائه مع نظيره الصيني وانغ يي الدول على الكف عن التدخل في شؤون روسيا والصين الداخلية.
ورغم أن البيان لم يذكر الولايات المتحدة بالاسم، فإن وكالة تاس للأنباء نقلت عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع نظيره وانغ يي إن موسكو وبكين مستاءتين من التصرفات الأميركية. وأضاف أن واشنطن تستخدم التحالفات العسكرية والسياسية في حقبة ما بعد الحرب الباردة لتدمير البنية القانونية العالمية.
ودعا الوزيران، وفقا لوكالة «بلومبرغ» للأنباء إلى أنه يتعين على القوى الكبرى في العالم، وخاصة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، تعزيز الثقة المتبادلة والأخذ بزمام المبادرة لحماية النظام الدولي. وشددا على أنه يتعين على المجتمع الدولي الحفاظ على سلطة النظام متعدد الأطراف وجعله أكثر فاعلية. وتدعو موسكو منذ وقت طويل لعقد قمة للدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان على موقعها الإلكتروني «في وقت تتزايد فيه الاضطرابات الاقتصادية العالمية، ثمة ضرورة لعقد قمة للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالأمم المتحدة لبدء حوار مباشر بشأن سبل حل المشكلات المشتركة للبشرية من أجل الحفاظ على الاستقرار العالمي». وقال لافروف إن روسيا والصين تعتبران عقوبات الاتحاد الأوروبي وغيرها من الإجراءات العقابية الغربية غير مقبولة.
وتستعد روسيا كذلك لجولة جديدة من العقوبات الأميركية بشأن ما تصفه واشنطن بتدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية عام 2020 في الولايات المتحدة. وتنفي روسيا ذلك.
يشار إلى أنه للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عاما، يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الصين.
ذكرت وزارة الخارجية الصينية أمس الثلاثاء أنها استدعت سفير الاتحاد الأوروبي نيكولا شابوي لتقديم «احتجاج قوي» على العقوبات. وقالت الوزارة في بيان إن نائب وزير الخارجية تشين قانغ أبلغ شابوي بأن على الاتحاد الأوروبي أن يدرك حجم خطئه ويصححه تجنبا لإلحاق مزيد من الضرر بالعلاقات.
وردت الصين فورا بإجراءات عقابية بدت أوسع نطاقا فأدرجت على القائمة السوداء مشرعين ودبلوماسيين أوروبيين ومراكز أبحاث، بما في ذلك عائلات، ومنعت شركاتهم من التجارة معها.
الصين وروسيا تحذران من تسييس قضايا حقوق الإنسان

لافروف (يسار) مع نظيره الصيني (أ.ب)
الصين وروسيا تحذران من تسييس قضايا حقوق الإنسان

لافروف (يسار) مع نظيره الصيني (أ.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة