مقدسية تعترف بصفقة مع النيابة بأنها مجنّدة في «حزب الله»

خضعت لمراقبة «الشاباك» عندما زارت لبنان في 2015

مقدسية تعترف بصفقة مع النيابة بأنها مجنّدة في «حزب الله»
TT

مقدسية تعترف بصفقة مع النيابة بأنها مجنّدة في «حزب الله»

مقدسية تعترف بصفقة مع النيابة بأنها مجنّدة في «حزب الله»

في إطار صفقة ادعاء، اتفقت النيابة الإسرائيلية مع الشابة الفلسطينية ياسمين جابر، من سكان شرقي القدس الشرقية المحتلة، على إدانتها بتهمة التجند لصالح «حزب الله» اللبناني ومحاولة تجنيد آخرين، مقابل أن تكون عقوبتها السجن نحو 5 سنوات.
وجاء في تصريح النيابة، الذي قدم أمس (الثلاثاء)، إلى المحكمة المركزية في القدس، بأن جابر اعترفت بقسم من التهم التي وجهت إليها بموجب لائحة الاتهام، والتي تم تخفيفها بموجب الصفقة.
وجابر شابة في الثلاثين، كانت تعمل موظفة في المكتبة الوطنية الإسرائيلية في القدس الغربية. وحسب لائحة الاتهام، تخضع لمراقبة المخابرات الإسرائيلية (الشاباك)، منذ عام 2015، عندما زارت لبنان للمشاركة في مؤتمر شبابي تحت عنوان «العودة إلى فلسطين». وخلال تلك الزيارة، تم الإخبار عنها أنها قامت في اليوم السادس من ديسمبر (كانون الأول)، بزيارة ضريح القائد العسكري لـ«حزب الله»، عماد مغنية، الذي كان قد اغتيل بأيدي الموساد الإسرائيلي في دمشق، قبلها بخمس سنوات.
وحسب إفادة «الشاباك»، فإن جابر أدركت أن الرحلة التي تقوم بها إلى لبنان تتم برعاية «حزب الله»، ولكنها قررت مواصلة العمل، واحتفظت بعلاقة مع ناشط يدعى عطايا أبو سمهدانة. وفي عام 2016 زارت لبنان مرة أخرى، والتقت ضابط التشغيل في الضاحية الجنوبية، معقل الحزب في بيروت، وأشخاصاً آخرين، منهم شخص يرمز إليه باسم «العجوز»، وسردت أمامه تفاصيل عن الحياة اليومية في القدس، قبل أن يطلب منها العمل لصالح الحزب. ومنح الحزب، جابر، لقب «راحيل»، وطلب منها الانتقال إلى تركيا لتسهيل مهمة الاتصال معها، ومن ثم تحديد الأشخاص الفلسطينيين، أو الإسرائيليين، الذين يمكن إقناعهم بالتعاون مع الحزب. وبالفعل، توجهت إلى إسطنبول أكثر من مرة، بينها زيارة تمت عام 2018. وحسب «الشاباك»، ظلت جابر على تواصل مع الحزب حتى لحظة اعتقالها في شهر أغسطس (آب) الماضي. وقد فرض عليها في البداية، الاعتقال الإداري، لمنع نشر شيء عن اعتقالها. ثم وجهت إليها تهمة العمل لصالح منظمة إرهابية ضد إسرائيل، والتواصل مع عملاء خارجيين ومغادرة البلاد بصورة غير قانونية، والتواصل مع عميل أجنبي، والعضوية في منظمة إرهابية، وحيازة مواد لأغراض إرهابية.
ووفق مذكرة الاتهام، قامت المتهمة بتصوير العديد من المناطق وأرسلتها للحزب، ومن بين الصور على سبيل المثال، 12 صورة لآليات عسكرية بينما كانت تسير على الطريق «رقم 6»، وهي الطريق السريعة الأطول في إسرائيل، حيث تمتد من جنوبها إلى شمالها. وأرسلت المتهمة أيضاً صوراً لمنطقة السياج العازل عند رأس الناقورة، على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وصوراً تخص الحدائق البهائية الممتدة من مدرجات جبل الكرمل إلى ساحل البحر المتوسط في مدينة حيفا، وصوراً لنقاط مراقبة عسكرية، وكذلك صوراً لميناء حيفا، وآليات عسكرية في منطقة الخليل، وصوراً لقاعدة «حتسريم»، ومتحف سلاح الجو هناك.
وبعد اعتقالها لمدة 44 يوماً إدارياً من قبل جهاز الأمن العام (الشاباك)، وُجهت لجابر تهمتان. وكانت جابر في البداية، تنفي التهم ضدها، وقالت لمحاميها إنها خضعت لعشرين ساعة من التحقيق يومياً، لأسابيع، وحُرمت من الاستشارة القانونية. ولكنها اعترفت بالتهم لاحقاً ووصفت طريقة عمل «حزب الله» في تركيا وكيفية تجنيد نشطاء فلسطينيين بواسطة مجموعة من الفلسطينيين هناك.
وقال مسؤول رفيع في «الشاباك»، إن التحقيق مع جابر وإدانتها، كان نتاج عملية استخباراتية مطولة لتحديد مكان الأفراد الذين يُشتبه في تجنيدهم من قبل «حزب الله». وأن «هذه خطوة أخرى في جهود مكافحة الإرهاب التي نُفذت في العام الماضي ضد محاولات (فيلق القدس) (الإيراني) و(حزب الله)، لتجنيد عرب إسرائيليين».
يذكر أن «الشاباك» كان قد اعتقل فلسطينية أخرى في هذا الملف، هي ابنة رام الله، تسنيم القاضي، التي تقيم في تركيا، وعملت وسيطاً بين جابر و«حزب الله»، وقد تم اعتقالها ثم محاكمتها في مسار مستقل عن جابر.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.