وزير الري المصري: لن نقبل بتداعيات إجراءات إثيوبيا الأحادية بشأن سد النهضة

سد النهضة الإثيوبي (أرشيفية - أ.ف.ب)
سد النهضة الإثيوبي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

وزير الري المصري: لن نقبل بتداعيات إجراءات إثيوبيا الأحادية بشأن سد النهضة

سد النهضة الإثيوبي (أرشيفية - أ.ف.ب)
سد النهضة الإثيوبي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبد العاطي، إن قطاع المياه يواجه العديد من التحديات سواء على المستوى العالمي أو المحلى، مثل التغيرات المناخية، والزيادة السكانية وأعمال التنمية وما ينتج منها من زيادة الطلب على المياه، موضحاً أن سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على مياه نهر النيل، يُعتبر أحد التحديات الكبرى التي تواجه مصر حالياً، خاصة في ظل الإجراءات الأحادية التي يقوم بها الجانب الإثيوبي فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة، وما ينتج من هذه الإجراءات الأحادية من تداعيات سلبية ضخمة لن تقبلها الدولة المصرية.
وقال عبد العاطي، في بيان له تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي بالمياه، إن هذه التحديات تستلزم بذل مجهودات مضنية لمواجهتها، سواء على المستوى المجتمعي من خلال وعي المواطنين بأهمية ترشيد المياه والحفاظ عليها من أشكال الهدر والتلوث كافة، أو على المستوى الحكومي من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى التي تقوم الدولة بتنفيذها أو من خلال التطوير التشريعي والمتمثل في مشروع قانون الموارد المائية والري الجديد، والذي تقدمت به وزارة الموارد المائية والري وجار مناقشته حالياً بمجلس النواب، ويهدف إلى تحسين عملية تنمية وإدارة الموارد المائية وتحقيق عدالة توزيعها على الاستخدامات والمنتفعين كافة، وحماية الموارد المائية وشبكة المجاري المائية من أشكال التعديات كافة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد جدد «التأكيد على الأهمية القصوى لقضية (سد النهضة) باعتبارها مسألة (أمن قومي) لمصر»، السبت الماضي، مؤكداً خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون «تمسك القاهرة بحقوقها المائية، من خلال التوصل إلى اتفاق (قانوني ملزم) يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد». في حين قال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إن «مسألة المياه ونهر النيل لمصر ترتقي إلى مرتبة (القضية الوجودية) التي ترتبط بحياة هذا الشعب وببقائه»، مضيفاً خلال كلمته في الاجتماع رفيع المستوى، الذي عقد بالجمعية العامة للأمم المتحدة حول المياه، أن «الاستمرار في عملية ملء (سد النهضة) دون توصل الدول الثلاث إلى اتفاق يخالف الالتزامات والقواعد الدولية كافة، ويهدد بإلحاق أضرار جسيمة بمصالح مصر والسودان»، لافتاً إلى أن «الوضع الحالي لملف السد يُحتم علينا العودة إلى مفاوضات جادة وفعالة برعاية أفريقية وبمشاركة نشطة من المجتمع الدولي».
وتدشن أديس أبابا «سد النهضة» على الرافد الرئيسي لنهر النيل، بهدف توليد الطاقة الكهربائية، منذ عام 2011. وتتخوف القاهرة والخرطوم من تأثيره المتوقع على حصتيهما المائية. ورفضت مصر قبل يومين ما اعتبرته محاولة إثيوبية لـ«بسط السيادة» أو «السعي لاحتكار» مياه نهر النيل.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.