سلطة الانتخابات الجزائرية تتحدث عن «إقبال حزبي مبشّر»

جزائري يرفع علامة النصر خلال احتجاجات الحراك المطالب بالتغيير الجمعة الماضي (أ.ب)
جزائري يرفع علامة النصر خلال احتجاجات الحراك المطالب بالتغيير الجمعة الماضي (أ.ب)
TT

سلطة الانتخابات الجزائرية تتحدث عن «إقبال حزبي مبشّر»

جزائري يرفع علامة النصر خلال احتجاجات الحراك المطالب بالتغيير الجمعة الماضي (أ.ب)
جزائري يرفع علامة النصر خلال احتجاجات الحراك المطالب بالتغيير الجمعة الماضي (أ.ب)

أكد رئيس «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات» في الجزائر محمد شرفي أمس، وجود إقبال حزبي «مبشر» تجاه المشاركة في الانتخابات البرلمانية المبكَرة المقررة بعد ثلاثة أشهر.
وقال شرفي للإذاعة الحكومية، إن 46 حزباً سحبوا ملفات الترشح للتشريعيات، كما أن 297 لائحة مرشحين مستقلين طلبوا، حسبه، أوراق الترشح، مضيفاً أن «هذه الأرقام مبشّرة، وتبين أن الوعي الديمقراطي وجد صداه لدى المواطنين، فضلاً عن أن غالبية اللوائح يقودها أصحاب المستوى الدراسي العالي».
وتعهد شرفي بـ«توفير جميع الضمانات الانتخابات النزيهة»، مشيراً إلى أن قانون الانتخابات في نسخته المعدلة الصادرة بأمر رئاسي مطلع الشهر، «يتضمن آليات جديدة ستثبت جدارتها في سد الطريق أمام المال الفاسد، حتى يمارس الشعب حقه في اختيار من يراه الأنسب لتولي شؤونه». وأضاف أن اختيار البرلمانيين، لم يعد كما كان في السابق حسب ترتيب المترشحين في اللائحة «وإنما حسب رغبة واختيار الناخب، حتى لو كان المترشح المختار في ذيل الترتيب».
وأوضح أنه في حال وضع الناخب ورقة بيضاء في الصندوق، سوف لن تحسب كأنها ملغاة حسب شرفي، بل تعتبر «سلطة الانتخاب» أن الناخب منح صوته لكل أعضاء اللائحة بالتساوي.
يشار إلى أن «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات» سيّرت عمليتين انتخابيتين منذ استحداثها، هما: الاستحقاق الرئاسي (نسبة التصويت 39 في المائة) واستفتاء الدستور (23 في المائة). وصرَح شرفي بأنها «كانت أصواتاً حلالاً»، وفهم أن الانتخابات التي نظمت من قبل، وخاصة في فترة حكم بوتفليقة، كانت مزورة.
ويترقب السياسيون والإعلام، أن يحسم حزب «جبهة القوى الاشتراكية»، وهو أقدم أحزاب المعارضة، موقفه من المشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة في 12 يونيو (حزيران) المقبل، وذلك في اجتماع «مجلسه الوطني» المقرر بعد أسبوعين. ويضغط المناضلون بقوة على قيادة الحزب، لدفعها إلى إعلان المقاطعة. وقد عبَروا عن سخطهم على إثر لقاء السكرتير الأول يوسف أوشيس، ورئيس «الهيئة الرئاسية» للحزب حكيم بلعسل، بالرئيس تبَون يوم 14 من الشهر الماضي، في إطار مشاورات أطلقتها الرئاسة مع الأحزاب بشأن الانتخابات وقضايا سياسية واقتصادية محلية.
وأعلن «حزب العمال» و«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» (معارضة)، مقاطعة الموعد بحجة أن «أدنى شروط انتخابات نظيفة غير متوفرة». وأبدى «العمال» تحفظاً شديداً على دخول تنظيمات من المجتمع المدني، محسوبة على السلطة، المعترك الانتخابي. وتفيد أخبار من الحزب الإسلامي «جبهة العدالة والتنمية»، بأن رئيسه الشيخ عبد الله جاب الله قرر عدم المشاركة.
في المقابل، سيتنافس على أصوات الناخبين، أحزاب كبيرة أهمها «حركة مجتمع السلم» و«جبهة التحرير الوطني» (أغلبية في البرلمان المحلَ) و«التجمع الوطني الديمقراطي»، زيادة على عدد كبير من الأحزاب الصغيرة.
في شأن جزائري آخر، أكد رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق سعيد شنقريحة على أن «الهدف الأسمى هو مواصلة تطوير قدرات الجيش». وذكر سعيد شنقريحة، أثناء وجوده منذ أول من أمس، بـ«الناحية العسكرية الثانية» (غرب البلاد)، أن الهدف من «تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي، هو للتكيف مع التحديات والمخاطر والتهديدات المحتملة». وأفاد بيان لوزارة الدفاع بأن شنقريحة «قام بزيارة تفتيشية وتفقدية للناحية العسكرية الثانية، رفقة قائدها اللواء جمال حاج لعروسي». مبرزاً أنه «استمع إلى انشغالات أفراد الناحية العسكرية واهتماماتهم».
ومنذ تثبيت شنقريحة على رأس قيادة الجيش في يوليو (تموز) 2020، خلفاً للفريق أحمد قايد صالح المتوفي بسكتة قلبية في نهاية 2019، زار النواحي العسكرية الستَ عدة مرات ومع كل زيارة يلقي خطابا. وفي غالب الأحياء، يشدد على «المخاطر والمؤامرات الداخلية والخارجية التي تحاك ضد الجزائر». وفي أحيانٍ كثيرة يخوض في الشؤون السياسية، كما هو الحال بالنسبة لانتخابات البرلمان، التي دعا إلى المشاركة فيها بالترشح والتصويت.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.