قصة موت غامضة لقيادي حوثي ينتحل رتبة لواء

TT

قصة موت غامضة لقيادي حوثي ينتحل رتبة لواء

أعلن قادة في الميليشيات الحوثية وناشطون موالون للجماعة، أمس (الأحد)، وفاة القيادي زكريا يحيي الشامي، وهو المطلوب الرابع على لائحة تحالف دعم الشرعية في اليمن، وسط حالة من الغموض تلف واقعة موته أو مقتله.
يشغل الشامي الذي ينتحل رتبة اللواء منصب وزير النقل في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، كما سبق أن عينته الجماعة في منصب رئيس هيئة أركان ميليشياتها، وينتمي إلى محافظة إب، ضمن الجناح المناوئ لجناح صعدة.
وفي حين توقعت مصادر يمنية أن يكون الشامي قُتل جراء ضربة جوية لتحالف دعم الشرعية أو جراء المعارك الدائرة في مأرب، أفادت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأنه فارق الحياة في المستشفى السعودي الألماني شمال العاصمة، جراء إصابته بفيروس «كورونا» الذي كانت الجماعة أنكرت تفشيه في مناطق سيطرتها.
وذكرت المصادر أن الشامي كان وقت وفاته إلى جانب رئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور، مع ثلاثة وزراء آخرين يرقدون حالياً في المستشفى ذاته في غرف للعناية المركزة، وسط أنباء عن تدهور حالتهم الصحية.
ونعى القيادي في الجماعة حزام الأسد زكريا الشامي، وقال إنه توفي إثر معاناة مع المرض، دون أن يحدد طبيعة المرض، في حين قال ناشطون حوثيون آخرون إنه توفي بسبب مضاعفات الإصابة بـ«كورونا»، إلا أن مصادر مطلعة على خلفية الصراع بين أجنحة الميليشيات لم تستبعد قيام جناح صعدة بتصفية الشامي أثناء وجوده في المستشفى مستغلين إصابته بالفيروس.
ويعد الشامي واحداً من أذرع الميليشيات التي مكن لها من مفاصل الجيش أثناء توليه منصب نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني بقرار من الرئيس عبد ربه منصور هادي، عقب اتفاق السلم والشراكة في 2014. كما يُعد والده من الآباء السياسيين للحركة الحوثية، بل تتهمه مصادر يمنية بأنه قائد التنظيم السري للحركة منذ عقود.
ولم تبادر الميليشيات الحوثية على الفور إلى الاعتراف الرسمي بموت الشامي، وهو ما أثار العديد من الشكوك حول طبيعة وفاته والملابسات التي رافقتها، في حين غرد أحد القيادات الموالية للجماعة، وهو أحمد القنع، بما يوحي بأن الشامي قُتل.
وكان تحالف دعم الشرعية خصص مكافأة قدرها 20 مليون دولار مقابل إلقاء القبض على الشامي أو الإدلاء بمعلومات تمكّن من الوصول إليه، وهو رقم 4 على اللائحة التي أعلنها التحالف، وتضم 40 قيادياً في الجماعة يتصدرهم زعيمها عبد الملك الحوثي.
ويقدر العديد من المراقبين اليمنيين لحالة الصراع داخل أروقة الجماعة أن الجناح الحوثي المنتمي إلى محافظات صنعاء وإب وذمار سيكون بخسارة الشامي قد فقد واحداً من أهم أركانه، وهو ما يعني في المقابل توسع نفوذ جناح الجماعة القادم من صعدة.
ورغم أن والده، يحيى الشامي، كان من أركان النظام في عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، فإنه انخرط في وقت مبكر مع الميليشيات الحوثية حيث تلقى تدريبات على يد الحرس الثوري الإيراني وعناصر حزب الله اللبناني، بحسب ما تقوله مصادر مطلعة على تاريخ الحركة الحوثية.
ومع أحداث عام 2011، عينته الجماعة الانقلابية عضواً في مؤتمر الحوار الوطني ممثلاً لها قبل أن تضغط لاحقاً لتعيينه نائباً لرئيس هيئة الأركان.
يُشار إلى أن عائلات منتمية إلى الجماعة إلى جانب عائلة الحوثي هي التي تحظى بجميع المناصب وأغلب النفوذ وتستأثر بالمال والقرار، مثل عائلات الشامي والمتوكل والمؤيد وشرف الدين والهادي والمروني والكحلاني، وغيرها من العائلات التي تدعي أن نسبها «الأحق بالحكم والتسلط على اليمنيين»، وفقاً لما تزعمه الجماعة.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.