السيسي يحذر من «موجة ثالثة» ويدعو للالتزام في رمضانhttps://aawsat.com/home/article/2873666/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D9%8A%D8%AD%D8%B0%D8%B1-%D9%85%D9%86-%C2%AB%D9%85%D9%88%D8%AC%D8%A9-%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9%C2%BB-%D9%88%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86
السيسي يحذر من «موجة ثالثة» ويدعو للالتزام في رمضان
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
السيسي يحذر من «موجة ثالثة» ويدعو للالتزام في رمضان
في الوقت الذي سجلت فيه البلاد ثباتاً بمعدل الإصابات المرصودة رسمياً بفيروس كورونا، وزيادة نسبية في الوفيات، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مواطنيه، للحذر والالتزام بالإجراءات الاحترازية، خصوصاً في تجمعات «شهر رمضان»، وقال: «نحن على أعتاب الموجة الثالثة». وقال السيسي، خلال مشاركته، أمس، في احتفالية رسمية بمناسبة عيد الأم، إن «الدولة تعمل على توفير التطعيمات واللقاحات الخاصة بالفيروس»، مشدداً على «ضرورة التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية المتبعة في مواجهة هذا الوباء الذي ينتشر في العالم بأسره». وأضاف: «وفقنا الله في الموجة الأولى، والثانية، ونحن على أعتاب الموجة الثالثة، ونتمنى أن تمر على خير»، متابعاً: «نحن نعمل فيما يتعلق باللقاحات، لكن يبقى علينا الحرص واتباع الإجراءات الاحترازية، ورغم أن المدة طالت لكن ليس لنا خيار وهذه حالة عالمية». وناشد السيسي، مواطنيه، «الالتزام بالإجراءات الاحترازية، خصوصاً في شهر رمضان، الذي يشهد تجمعات عائلية». وأعلنت وزارة الصحة، مساء أول من أمس، عن رصد 644 حالة إصابة جديدة بالفيروس، وتسجيل 45 وفاة، وذلك بعد يوم واحد من إعلانها رصد 645 إصابة و40 وفاة جراء الفيروس. وبشكل إجمالي، فإن مصر سجلت حتى مساء السبت، 194771 حالة إصابة من بينها 149489 حالة تم شفاؤها، و11557 حالة وفاة. برلمانياً، سعى رئيس لجنة الصحة في «مجلس النواب» الدكتور أشرف حاتم، إلى الطمأنة بشأن اللقاحات المخصصة لفيروس كورونا، مستشهداً بإفادات «منظمة الصحة العالمية» و«منظمة الدواء الأوروبية»، المتعلقة بتطعيم «أسترازينيكا»، وقال خلال تصريحات تلفزيونية، إن «اللقاح فعال وآمن، ولا خطورة، ولا توجد مشكلات في استخدامه في مصر أو في الدول الأوروبية التي أعلنت إيقاف استخدام الطعم، ثم عادت لتداوله». كانت مصر استقبلت، أول من أمس، 300 ألف جرعة من لقاح «سينوفارم» الصيني.
الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
ازدادت مساحة التدخلات الحوثية في صياغة المناهج الدراسية وحشوها بالمضامين الطائفية التي تُمجِّد قادة الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي، مع حذف مقررات ودروس وإضافة نصوص وتعاليم خاصة بالجماعة. في حين كشف تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن عن مشاركة عناصر من «حزب الله» في مراجعة المناهج وإدارة المخيمات الصيفية.
في هذا السياق، كشف ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أعمال تحريف جديدة للمناهج، وإدراج المضامين الطائفية الخاصة بالجماعة ومشروعها، واستهداف رموز وطنية وشعبية بالإلغاء والحذف، ووضع عشرات النصوص التي تمتدح قادة الجماعة ومؤسسيها مكان نصوص أدبية وشعرية لعدد من كبار أدباء وشعراء اليمن.
إلى ذلك، ذكرت مصادر تربوية في العاصمة المختطفة صنعاء أن الجماعة الحوثية أقرّت خلال الأسابيع الأخيرة إضافة مادة جديد للطلاب تحت مسمى «الإرشاد التربوي»، وإدراجها ضمن مقررات التربية الإسلامية للمراحل الدراسية من الصف الرابع من التعليم الأساسي حتى الثانوية العامة، مع إرغام الطلاب على حضور حصصها يوم الاثنين من كل أسبوع.
وتتضمن مادة «الإرشاد التربوي» -وفق المصادر- دروساً طائفية مستمدة من مشروع الجماعة الحوثية، وكتابات مؤسسها حسين الحوثي التي تعرف بـ«الملازم»، إلى جانب خطابات زعيمها الحالي عبد الملك الحوثي.
وبيّنت المصادر أن دروس هذه المادة تعمل على تكريس صورة ذهنية خرافية لمؤسس الجماعة حسين الحوثي وزعيمها الحالي شقيقه عبد الملك، والترويج لحكايات تُضفي عليهما هالة من «القداسة»، وجرى اختيار عدد من الناشطين الحوثيين الدينيين لتقديمها للطلاب.
تدخلات «حزب الله»
واتهم تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن، الصادر أخيراً، الجماعة الحوثية باعتماد تدابير لتقويض الحق في التعليم، تضمنت تغيير المناهج الدراسية، وفرض الفصل بين الجنسين، وتجميد رواتب المعلمين، وفرض ضرائب على إدارة التعليم لتمويل الأغراض العسكرية، مثل صناعة وتجهيز الطائرات المسيّرة، إلى جانب تدمير المدارس أو إلحاق الضرر بها أو احتلالها، واحتجاز المعلمين وخبراء التعليم تعسفياً.
وما كشفه التقرير أن مستشارين من «حزب الله» ساعدوا الجماعة في مراجعة المناهج الدراسية في المدارس الحكومية، وإدارة المخيمات الصيفية التي استخدمتها للترويج للكراهية والعنف والتمييز، بشكل يُهدد مستقبل المجتمع اليمني، ويُعرض السلام والأمن الدوليين للخطر.
وسبق لمركز بحثي يمني اتهام التغييرات الحوثية للمناهج ونظام التعليم بشكل عام، بالسعي لإعداد جيل جديد يُربَّى للقتال في حرب طائفية على أساس تصور الجماعة للتفوق الديني، وتصنيف مناهضي نفوذها على أنهم معارضون دينيون وليسوا معارضين سياسيين، وإنتاج هوية إقصائية بطبيعتها، ما يُعزز التشرذم الحالي لعقود تالية.
وطبقاً لدراسة أعدها المركز اليمني للسياسات، أجرى الحوثيون تغييرات كبيرة على المناهج الدراسية في مناطق سيطرتهم، شملت إلغاء دروس تحتفي بـ«ثورة 26 سبتمبر (أيلول)»، التي أطاحت بحكم الإمامة وأطلقت الحقبة الجمهورية في اليمن عام 1962، كما فرضت ترديداً لـ«الصرخة الخمينية» خلال التجمعات المدرسية الصباحية، وتغيير أسماء المدارس أو تحويلها إلى سجون ومنشآت لتدريب الأطفال المجندين.
مواجهة حكومية
في مواجهة ما تتعرض له المناهج التعليمية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية من تحريف، تسعى الحكومة اليمنية إلى تبني سياسات لحماية الأجيال وتحصينهم.
ومنذ أيام، أكد مسؤول تربوي يمني عزم الحكومة على مواجهة ما وصفه بـ«الخرافات السلالية الإمامية العنصرية» التي تزرعها الجماعة الحوثية في المناهج، وتعزيز الهوية الوطنية، وتشذيب وتنقية المقررات الدراسية، وتزويدها بما يخدم الفكر المستنير، ويواكب تطلعات الأجيال المقبلة.
وفي خطابه أمام ملتقى تربوي نظمه مكتب التربية والتعليم في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بالتعاون مع منظمة تنموية محلية، قال نائب وزير التربية والتعليم اليمني، علي العباب: «إن ميليشيات الحوثي، تعمل منذ احتلالها مؤسسات الدولة على التدمير الممنهج للقطاع التربوي لتجهيل الأجيال، وسلخهم عن هويتهم الوطنية، واستبدال الهوية الطائفية الفارسية بدلاً منها».
ووفقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، حثّ العباب قيادات القطاع التربوي، على «مجابهة الفكر العنصري للمشروع الحوثي بالفكر المستنير، وغرس مبادئ وقيم الجمهورية، وتعزيز الوعي الوطني، وتأكيد أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) المجيدتين».
ومنذ أيام توفي الخبير التربوي اليمني محمد خماش، أثناء احتجازه في سجن جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة الحوثية، بعد أكثر من 4 أشهر من اختطافه على خلفية عمله وزملاء آخرين له في برنامج ممول من «يونيسيف» لتحديث المناهج التعليمية.
ولحق خماش بزميليه صبري عبد الله الحكيمي وهشام الحكيمي اللذين توفيا في أوقات سابقة، في حين لا يزال بعض زملائهم محتجزين في سجون الجماعة التي تتهمهم بالتعاون مع الغرب لتدمير التعليم.
وكانت الجماعة الحوثية قد أجبرت قبل أكثر من شهرين عدداً من الموظفين المحليين في المنظمات الأممية والدولية المختطفين في سجونها على تسجيل اعترافات، بالتعاون مع الغرب، لاستهداف التعليم وإفراغه من محتواه.