الصحافيات في غرف الأخبار... وجود «كثيف» وتمثيل قيادي محدود

بيئة العمل ومخاوف المسؤولية وضعف الأجور أبرز التحديات

الصحافيات في غرف الأخبار... وجود «كثيف» وتمثيل قيادي محدود
TT

الصحافيات في غرف الأخبار... وجود «كثيف» وتمثيل قيادي محدود

الصحافيات في غرف الأخبار... وجود «كثيف» وتمثيل قيادي محدود

تحديات كثيرة تواجهها الصحافيات في غرف الأخبار. ورغم «كثافة» مشاركة وتمثيل المرأة في غرف الأخبار، فإن ذلك «لم ينعكس على تمثيلها في المناصب القيادية ومراكز صنع القرار» الذي ظل «محدوداً»، بحسب مراقبين. «الشرق الأوسط» استطلعت آراء صحافيات عملن ويعملن في غرف أخبار متعددة، للتعرف على دورهن وإنجازاتهن، والتحديات التي تعيق وصولهن إلى مقعد القيادة.

وحول نسبة تمثيل الصحافيات في مواقع القيادة وصنع القرار، نشرت مؤسسة «رويترز لدراسة الصحافة» دراسة بمناسبة «يوم المرأة العالمي» العام الماضي، أظهرت أن «23 في المائة فقط من القيادات العليا في 200 مؤسسة إعلامية (تقليدية وإلكترونية) شملتها الدراسة في 10 مناطق مختلفة حول العالم كن من النساء، مع أن 40 في المائة من العاملين بهذه المؤسسات من النساء». وأشارت الدراسة إلى أن «غالبية مراكز صنع القرار الإعلامي يشغلها الرجال في جميع الدول، بما في ذلك البرازيل وفنلندا، حيث تزيد نسبة تمثيل النساء في سوق العمل عن الرجال». واختلفت النسب بين الدول، ففي حين «لا توجد أي قيادة صحافية نسائية في المؤسسات الكبرى باليابان، بلغت النسبة في جنوب أفريقيا 47 في المائة، كما أن دولاً مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية التي تتمتع بتصنيفٍ عالٍ في مؤشر الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين لديهما عدد قليل من النساء بين القيادات العليا الصحافية».
الصحافية التونسية آسيا العتروس، رئيسة تحرير جريدة «الصباح» سابقاً، قالت لـ«الشرق الأوسط» عندما التقيناها إن «موضوع المرأة في المواقع القيادية أصبح موضوعاً يجري تناوله بشكل احتفالي كل عام، فيخضع للنقاش مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي، وتسلط عليه الأضواء، ثم يعود إلى الأدراج مرة أخرى بانتظار الذكرى التالية. وهكذا نكتشف، عاماً بعد عام، أن الوضع لم يتغير، وأن حضور المرأة يظل مقيداً بكثير من العراقيل، منها ما يرتبط بالمرأة نفسها، ومنها ما يتعلق بالمحيط الذي تعمل فيه، والعقلية السائدة في المجتمع التي تنظر إليها بصفتها جندياً في الصف الثاني، وليس قائداً في الصف الأول».
وتضيف العتروس أن «موقع المرأة في غرف الأخبار كان -ولا يزال- في الصدارة عندما يتعلق الأمر بصنع الحدث، والحصول على المعلومة في كل الأوقات والظروف... إلا أن الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بالقيادة، إذ تظل النساء الأقل حظاً، رغم الكفاءة». وتتابع مشيرة إلى أن «المرأة عندما تتولى المسؤولية تتعرض لكل أنواع العداء، حتى من النساء أنفسهن... وبعد تجربة استمرت سنة ونصف السنة في رئاسة تحرير صحيفة (الصباح)، اخترت الاستقالة من المسؤولية».
ومن جهتها، قالت فاطمة فرج، المدير الإقليمي لبرنامج النساء في الأخبار بالمنطقة العربية، لـ«الشرق الأوسط» إن «النساء يتميزن بوجود كثيف فاعل في غرف الأخبار، لكنهن غير موجودات بالكثافة نفسها في المناصب القيادية ومقاعد صنع القرار. ثم إن هناك تفاوتاً في النسب بين الدول المختلفة حول العالم، وحتى بين المؤسسات الإعلامية نفسها، وبين ما يطلق عليه الإعلام البديل».
وأرجعت فرج ذلك إلى عدة أسباب، من بينها «النساء اللاتي لا يطرحن أنفسهن لتولي مناصب قيادية لأن لديهن مسؤوليات اجتماعية أخرى، والثقافة العامة في المجتمع التي قد لا ترى المرأة مناسبة لهذه المناصب، وعدم وجود آليات ومعايير محددة للترقيات داخل غرف الأخبار».
وتستطرد فرج موضحة: «تعد شبكة العلاقات الخاصة باتخاذ القرارات المهنية أحد العوامل التي تعيق وصول النساء لمقاعد القيادة... ومنها جلسات المقهى ما بعد العمل التي يصعب على النساء الحضور فيها، وعادة ما يجري فيها التنسيق للعمل، ما يجعل النساء خارج شبكة النفوذ».

- أميركا وبريطانيا
هذا الأمر ما أكدته الصحافية الأميركية جوديث ميلر، قائلة إن «هناك باستمرار تحيزاً ضد النساء في غرف الأخبار، ونقصاً في الثقة بين الصحافيات... لسنوات، لم تحصل المرأة على فرص متساوية فيما يتعلق بنوعية الموضوعات التي تكلف بتغطيتها أو التدريب». وتابعت ميلر لـ«الشرق الأوسط» شارحة: «على المستوى غير الرسمي، كانت المرأة بعيدة عن جلسات التشبيك على المقهى أو في المقصف التي عادة ما تكون الطريق للترقية للمناصب العليا».
إلا أن الإعلامية الأميركية تتابع مستدركة: «لكن الوضع اختلف الآن. عندما بدأت العمل بصحيفة (النيويورك تايمز) الأميركية قبل عقود، كنا 4 صحافيات فقط، مقابل 75 صحافياً من الرجال. أما اليوم، فإن نسبة 50 في المائة من العاملين في (النيويورك تايمز) صحافيات، وهو ما يزيد فرصهن في المستقبل، وقد حدث ذلك عندما تولت امرأة منصب رئيس تحرير الصحيفة، وإن جرى الاستغناء عنها بعد ذلك». تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن جيل أبرامسون عينت عام 2011 في منصب رئيس التحرير التنفيذي لـ«النيويورك تايمز»، فباتت أول سيدة تشغل هذا المنصب منذ تأسيس الصحيفة عام 1851. ولكن عام 2014، أعلنت الصحيفة مغادرة أبرامسون المنصب، وحل محلها مدير التحرير دين باكيت.
أما في بريطانيا، فقد أصبحت كاثرين فاينر عام 2015 أول رئيس تحرير في تاريخ صحيفة «الغارديان» البريطانية العريقة التي أسست عام 1821. وفي نهاية 2019، اختيرت الصحافية اللبنانية - البريطانية رولا خلف لشغل منصب رئيسة تحرير صحيفة «الفايننشال تايمز» المرموقة، لتغدو أول امرأة تشغل المنصب منذ تأسيس الصحيفة عام 1888.

- الصعود في مصر
في مصر، كانت الصحافية منى رجب أول امرأة تحصل على منصب مدير تحرير في صحيفة «الأهرام» اليومية منذ تأسيسها عام 1867. وفي لقاء مع «الشرق الأوسط»، قالت عن تجربتها: «توليت منصب مدير التحرير عام 2009، وكنت أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ (الأهرام)... إن المرأة مطالبة ببذل جهد مضاعف للحصول على المنصب، وعادة ما يفضل تعيين الرجال، إذ لم يحدث أن تولت صحافية مصرية منصب رئيس تحرير صحيفة يومية، بل دائماً ما ترشح في مناصب في مجلات وصحف متخصصة بشؤون المرأة والديكور، باستثناء أمينة السعيد التي تولت رئاسة تحرير مجلة (المصور) في السبعينيات من القرن الماضي».
وأضافت رجب أنها «اعتمدت على موهبتها بصفتها كاتبة للوصول إلى هذه المناصب، فلم تكن صحافية فقط، بل دخلت (الأهرام) بصفتها كاتبة قصص»، معربة عن أملها في أن «تتولى الصحافيات مناصب قيادية داخل صحفهن في عصر أصبحت المرأة وزيرة ونائبة في البرلمان».
وبدورها، تؤكد فريهان الحسن، مدير تحرير ملحق «حياتنا» بصحيفة «الغد» الأردنية، أنه «لا يجوز للمرأة أن تستسلم للتحديات»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أنه «لم أشعر بالتمييز طوال فترة عملي في الصحافة، إذ توليت منصب مديرة تحرير في جريدة (الغد)، ولدينا شخصيات نسائية شغلت مناصب قيادية في مؤسسات أخرى، منهن جمانة غنيمات التي شغلت منصب رئيس تحرير (الغد) لمدة 8 سنوات، وأصبحت لاحقاً وزيرة للإعلام».
وأشارت الحسن إلى أنه «قد يكون هناك تحديات في بعض المؤسسات تتعلق باختلاف الأجور بين الصحافيين والصحافيات، بحجة أن المرأة مشغولة بأسرتها، أو لا تستطيع السهر ليلاً، لكن هذا فهم نمطي خاطئ ينبغي تغييره ورفض الاستسلام له».
وللعلم، أسند إلى جمانة غنيمات منصب رئيس تحرير صحيفة «الغد» الأردنية عام 2012، وبذا كانت أول امرأة تتولى منصب رئيس تحرير صحيفة عربية. وبعدها، شغلت منصب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام عامي 2018 و2019.
وفي المملكة العربية السعودية، تولت سمية الجبرتي عام 2014 منصب رئيس تحرير صحيفة «سعودي جازيت»، فباتت أول امرأة تتولى رئاسة تحرير صحيفة سعودية يومية. ثم في عام 2016 شغلت منى أبو سمرة منصب رئيسة تحرير صحيفة «البيان» اليومية الإماراتية، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ تأسيس الصحيفة عام 1980.
فاطمة فرج تقول إنه «لا توجد إحصائيات رسمية عن مدى تمثيل النساء في غرف الأخبار في المنطقة العربية»، وتضيف: «غير أن تمثيل النساء في موقع القيادة بشكل عام يبلغ نحو 4 في المائة على مستوى العالم، في حين لا توجد إحصائيات واضحة عربياً، وهو ما يعمل برنامج النساء في الأخبار عليه حالياً». وتابعت أن «البرنامج يعمل على عدة مستويات، من بينها تعزيز قدرات المرأة نفسها، وتقديم خدمات استشارية للمؤسسات الصحافية، إضافة إلى التوعية بقضية التحرش، بهدف توفير بيئة عمل آمنة للنساء». ولفتت إلى أن «جائحة (كوفيد-19) أثرت على المهنة، وصناعة الإعلام ككل، وأصبح التركيز الآن منصباً على استدامة المؤسسات الإعلامية، وليس فقط تحقيق المساواة بين الجنسين، وإن كانت النساء أكثر تضرراً في الأزمة».
وحول موضوع التحرش، ترى جوديث ميلر أن «حملات مكافحة التحرش، وتوفير بيئة عمل آمنة للصحافيات، ونتائج حملة (مي تو)، رغم إيجابياتها، خلقت تحدياً إضافياً للنساء... إذ ازدادت الحساسية في التعامل مع الصحافيات بشكل عام، وهو ما أصبح عائقاً أمام تكليفها بمهمات معينة كي لا تتعرض للتحرش».


مقالات ذات صلة

إصابة مصورَين صحافيَين بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان

المشرق العربي جنود إسرائيليون يقودون مركباتهم في منطقة قريبة من الحدود الإسرائيلية اللبنانية كما شوهد من شمال إسرائيل الأربعاء 27 نوفمبر 2024 (أ.ب)

إصابة مصورَين صحافيَين بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان

أصيب مصوران صحافيان بجروح بعد إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهما في جنوب لبنان اليوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نازحون في أثناء عودتهم إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024... الصورة في أبلح شرقي لبنان (أ.ب)

«انتصار للبيت الأبيض»... صحف تحلل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

رأى موقع «بوليتيكو» أن اتفاق وقف إطلاق النار «انتصار كبير للبيت الأبيض»، وقالت «نيويورك تايمز» إن بايدن يريد تذكّره بأنه وضع الشرق الأوسط على طريق تسوية دائمة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس 2021.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)

تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

استقبلت الأوساط الإعلامية والصحافية المصرية، التشكيلة الجديدة للهيئات المنظمة لعملهم، آملين في أن تحمل معها تغييرات إيجابية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)

تساؤلات بشأن سياسات «ميتا» لحماية المستخدمين بعد حذف مليوني حساب

شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن سياسات «ميتا» لحماية المستخدمين بعد حذف مليوني حساب

شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)

أثار قرار شركة «ميتا» بحذف أكثر من مليونَي حساب على منصات «فيسبوك»، و«إنستغرام»، و«واتساب»، خلال الأشهر الماضية، تساؤلات بشأن سياسات الشركة حول حماية بيانات المستخدمين، لا سيما أن القائمين على القرار برّروا الخطوة بأنها جاءت بهدف «مواجهة عمليات الاحتيال الرقمي». ووفق خبراء تحدَّثوا مع «الشرق الأوسط» فإن «الخطوة تعد تطوراً في سياسات (ميتا) لحماية البيانات».

«ميتا» ذكرت، في تقرير صدر نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن السبب وراء حذف الحسابات هو «رصد عمليات احتيال رقمي كانت قد قامت بها تلك الحسابات». ويُعدّ هذا التقرير الأول الذي تكشف من خلاله «ميتا» عن تفاصيل استراتيجيتها للتصدي للأنشطة الاحتيالية العابرة للحدود. وعدّ مراقبون هذه الخطوة تعزيزاً لاتباع سياسة واضحة تجاه أي اختراق لحماية المستخدمين. وكتبت الشركة عبر مدونتها «لا مكان على (فيسبوك) أو (إنستغرام) أو (واتساب) للمجموعات أو الأفراد الذين يروّجون للعنف، والإرهاب، أو الجريمة المنظمة، أو الكراهية».

هيفاء البنا، الصحافية اللبنانية والمدرّبة في الإعلام ومواقع التواصل، رأت في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «ميتا» تعمل على تحديث أدواتها لحماية المستخدمين. وأضافت: «تركز سياسات (ميتا) على الحدِّ من الجريمة المنظمة عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) المتطورة، وتعمل هذه التقنيات على تحليل النشاطات المُريبة على المنصات واكتشاف المحتويات المرتبطة بالجريمة المنظمة».

ووفق البنا فإن «(ميتا) تُراجع وتحدّث سياساتها بشكل دوري، كي تتفادى أي تهديدات تلاحق المستخدمين، وكانت الشركة قد أوضحت أن خوادمها الـ(Servers) المنتشرة في الدول يتم تحديثها بشكل دوري؛ لضمان مواكبة أي تغييرات، ولضمان بيئة أكثر أماناً لمستخدمي منصاتها حول العالم».

وأردفت: «التزاماً بلائحة حماية البيانات العامة، تتعامل (ميتا) مع الأشخاص الذين تُحلّل بياناتهم عبر رموز مشفّرة، وليس عبر أسمائهم الحقيقية، ما يضمن الحفاظ على خصوصياتهم»، مشيرة إلى أن حماية بيانات المستخدمين لا تتوقف على «ميتا» فقط.

إذ شدّدت الإعلامية والمدرّبة اللبنانية على تدابير يجب أن يتخذها المستخدم نفسه لحماية بياناته، إذ توصي مثلاً «بتفعيل خاصية (التحقق بخطوتين/ Two-Factor Authentication)؛ لضمان أمان الحسابات، ويمكن أيضاً استخدام تطبيقات مثل (Google Authentication)، التي تولّد رموزاً سرية تُستخدم للدخول والتحقق من هوية المستخدم، وكذا يمكن استخدام خاصية الإبلاغ التي توفّرها (ميتا) بسرية تامة، حيث يصار إلى التعامل مع هذه البلاغات من خلال فرق مختصة أو تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لضمان بيئة آمنة للجميع».

معتز نادي، المدرّب المتخصص في الإعلام الرقمي، عدّ خلال حوار مع «الشرق الأوسط» تحرّكات «ميتا» الأخيرة انعكاساً لـ«تفاقم مشكلة الاحتيال عبر الإنترنت وزيادة التهديدات السيبرانية التي تواجه المستخدمين». ورأى أن «تحديات (ميتا)» تصطدم بتطور الاحتيال، وازدياد عدد المستخدمين بما يتجاوز نحو مليارَي مستخدم، وتشديد الرقابة الرقمية التي تضعها في مرمى نيران الانتقادات، خصوصاً مع انتقاد خوارزمياتها الكثير من الأحداث السياسية التي شهدها العالم أخيراً.

وحول جدية «ميتا» في حماية بيانات المستخدمين، قال معتز نادي: «بنظرة إلى المستقبل، سيكون الأمان الرقمي بحاجة إلى مجاراة التطور من حيث تقنيات الذكاء الاصطناعي، والعمل على تثقيف المستخدمين عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية لمنع أي اختراق لخصوصياتهم».