الإعلام المصري يحتفي بمقال الراشد المنشور في «الشرق الأوسط»

عمرو أديب يقرأه كاملا في «القاهرة اليوم».. وصحيفة «الأهرام» تعيد نشره

الإعلام المصري يحتفي بمقال الراشد المنشور في «الشرق الأوسط»
TT

الإعلام المصري يحتفي بمقال الراشد المنشور في «الشرق الأوسط»

الإعلام المصري يحتفي بمقال الراشد المنشور في «الشرق الأوسط»

بحفاوة استقبلت مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية؛ بل وحتى وسائل التواصل الاجتماعي، مقال الكاتب والإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد «(تسريبات التسجيلات) أغبى حملة!» المنشور في صحيفة «الشرق الأوسط» أمس.
ومنذ اللحظات الأولى لظهور المقال على موقع الصحيفة، ورغم أن ذلك يكون بعد منتصف الليل بتوقيت القاهرة، فإن معدل إعادة نشر رابط المقال بين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي كان غير مسبوق، وغالبا كانت مصحوبة بتعليقات إشادة واضحة عن دور الإعلام الجاد والمهني في تهدئة ما قد يسعى دعاة الفتنة لإثارته من سموم.
وأعادت الكثير من المواقع الإلكترونية نشر مقال الراشد؛ وظهر اليوم في عدد من الصحف المصرية الورقية، وعلى رأسها صحيفة «الأهرام»، في سابقة لا تتكرر كثيرا في هذه الصحيفة المصرية، وذلك احتفاء بالمقال وقيمته الإعلامية والمهنية، وتقديرا لدور الإعلاميين العرب في تحليل المواقف ومنع الأزمات.
كما تناوله الكثير من الإعلاميين في برامج «التوك شو» المسائية أمس، حتى ان الإعلامي عمرو أديب قرأه كاملا في فقرة من برنامجه اليومي «القاهرة اليوم» على قناة «أوربت» الفضائية الخاصة، مشيدا بالكاتب وبالصحيفة، ومطالبا الإعلام المصري باتباع ذات النهج في التعامل مع القضايا من حيث المصداقية والمهنية والبعد عن استغلال الشائعات لإثارة الجدل وكسب شعبية زائفة.
كما سخر أديب من القنوات التي قامت على «فبركة تسجيلات» وادعت أنها خاصة بمناقشات بين مسؤولين في الدولة المصرية، بهدف عرقلة العلاقات المصرية - الخليجية. قائلا: «أنا بشكر القناة اللي عملت التسريبات، وبقول إن المليون دولار اللي أخدتوها قصاد التسريبات لا تساوي شيئا أمام اللي عملتوه لنا»، وأضاف: «عاوزين تسريبات أكتر لأنها عملت شغل زي الفل»، وذلك بعد توالي الرسائل الخليجية الداعمة للدولة المصرية عقب بث تلك التسريبات.
وعلى صعيد التقييم الإعلامي، علق الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، على احتفاء الإعلام بمقال الكاتب عبد الرحمن الراشد، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إنه «رد فعل طبيعي لمبادرة محمودة لصحافي متميز، له وضعه بالعالم العربي، وله تاريخه ورأيه المستقل المنزه عن أي أهداف أو مصالح شخصية»، مشيرا إلى أن «هذا المقال يعتبر تحليلا منطقيا للتسريبات التي تعتبر حقا حملة شديدة الغباء، حيث إن العلاقة المصرية - العربية لن تتأثر بمثل هذه الفبركات الإعلامية بل بالعكس ستشتد العلاقة أكثر».
وأوضح علم الدين أهمية مثل هذه المقالات في توعية المواطنين بما يساق لهم من شائعات، قائلا: «عندما يتناول كتاب بحجم الراشد، لهم وزن ومصداقية عالية وسط الناس، قضايا بهذه الأهمية، فإن تأثيرهم على الرأي العام والمواطنين في مختلف الدول العربية سيكون كبيرا وعميقا جدا.. وأتمنى من وسائل الإعلام الأخرى أن تحذو حذوه في الكشف عن هذه السموم، التي لا تقل خطورة عن الحوادث الإرهابية التي نتعرض لها يوميا».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».