استجواب صحافي موريتاني «متشدد» لنشره محاضر قضائية

يواجه تهما بانتهاك سرية التحقيق في ملف أمام القضاء

استجواب صحافي موريتاني «متشدد» لنشره محاضر قضائية
TT

استجواب صحافي موريتاني «متشدد» لنشره محاضر قضائية

استجواب صحافي موريتاني «متشدد» لنشره محاضر قضائية

يواجه صحافي وناشط سياسي موريتاني ينتمي للتيار المتشدد (الإخوان)، تهما بنشر محاضر التحقيق القضائي في ملف ما زال أمام القضاء، يتعلق باعتقال مدير بنك بتهم فساد.
وأحالت الشرطة مدير مجموعة "السراج" الإعلامية والناشط في حزب التجمع الوطني للإصلاحي والتنمية (تواصل) ذي التوجه المتشدد أحمد ولد الوديعة، أمس، للمثول أمام وكيل الجمهورية (النائب العام) ليواجه الاتهام أو يجري الافراج عنه دون متابعة، وذلك بعد استكمال التحقيقات معه في الاستجواب الأولي.
وجرى استدعاء ولد الوديعة للتحقيق معه بعد شكوى رفعتها ضده النيابة العامة الأسبوع الماضي، بعد نشر صحيفة "السراج" الالكترونية لمحاضر التحقيق مع مدير بنك اعتقل في قضية فساد وسوء الإدارة، ما أدى إلى افلاس للبنك الذي سحبت منه رخصة العمل من طرف البنك المركزي.
وتظاهر اليوم (الأربعاء) عشرات الصحافيين الموريتانيين في العاصمة نواكشوط احتجاجا على استجواب زميلهم، الذي يعد الأول منذ حوالى ثماني سنوات، حيث أصبح القانون يمنع "الحبس في قضايا النشر"، إذ إن الدستور الموريتاني يتيح مساحة واسعة لحرية التعبير، كرسها قانون الصحافة، الذي فتح المجال أيضا لتأسيس الإذاعات والقنوات الخاصة.
وصنفت موريتانيا خلال السنوات الخمس الماضية على التوالي من طرف منظمتي "مراسلون بلا حدود" و"فريدوم هاوس" في مرتبة متقدمة عالميا في مجال حرية الصحافة، حيث ظلت الأولى عربيا متبوعة بلبنان والكويت.
وقال أحمد ولد الوديعة وهو أيضا مقدم برنامج تلفزيون في قناة "المرابطون" المحسوبة على التيار المتشدد، إنه لم ير محاضر التحقيق، وإنما معلومات استقاها من مصادر مقربة من مرجعيات التحقيق.
وقال محامي الدفاع ابراهيم ولد أبتي، إن استجواب موكله من قبل الشرطة القضائية وإحالته إلى النيابة، تمهيدا لإحالته للمحاكمة "يعتبر رجوعا إلى الوراء فيما يتعلق بحرية الصحافة".
وأضاف ولد أبتي "كنا نظن أن موريتانيا تقدمت وصارت فيها حرية للإعلام، ولكنه للأسف تبين أن هناك نكسة في هذا المجال، خاصة أن استدعاء الصحافي ولد الوديعة وإحالته إلى وكيل الجمهورية جاء على خلفية تغطية صحافية".



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.