التقنية ثلاثية الأبعاد تغزو عالمنا يوميًا

استخدمت حديثًا في التوثيق الأثري بمصر

التقنية ثلاثية الأبعاد تغزو عالمنا يوميًا
TT

التقنية ثلاثية الأبعاد تغزو عالمنا يوميًا

التقنية ثلاثية الأبعاد تغزو عالمنا يوميًا

انتشر في الأعوام الأخيرة الاستخدام الواسع للتقنية ثلاثية الأبعاد في مختلف نواحي ومجالات الحياة، حتى أصبحت هذه التقنية تغزو حياتنا يوميا بشكل ملحوظ. فبين اليوم والآخر، نسمع عن ثورة تكنولوجية جديدة للتقنية ثلاثية الأبعاد، ففي البداية، كانت تستخدم في السينمات فقط، حيث انتشر استخدامها في السينمات بشكل كبير بداية من عام 2009. وكان الكثير ينظرون إليها على أنها ابتكار غريب ورائع وفريد من نوعه.
ثم بعد ذلك تطور الأمر وأصبحت التقنية تستخدم في التلفزيونات المنزلية، ثم تم استخدامها في الصناعة، حيث تم استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد في صناعة المجوهرات، والأحذية، والسيارات، والتصميم الصناعي، كما استخدمت التقنية في الهندسة والعمارة والإنشاءات، وكان آخر ابتكار لها في هذا المجال هو إنتاج وحدات سكنية مطبوعة بهذه التقنية في الصين.
كما تم الاعتماد على هذه التقنية أيضا في مجال الطب والصناعات الطبية، وتم استخدامها مؤخرا في جراحات العيون عن طريق استخدام شاشة عرض ثلاثية الأبعاد بدلا من الميكروسكوب في الجراحة.
ويبدو أن هذه التقنية لن تكف عن مفاجأتنا يوميا بغزوها مجالا جديدا بحياتنا، حيث إنها فرضت نفسها أيضا في مجال الآثار والتوثيق الأثري، فقبل يومين قامت بعثة بلجيكية أميركية بتحويل الصور الرقمية للنقوش الصخرية للملك خوفو بصحراء أسوان (جنوب مصر) إلى رسوم ثلاثية الأبعاد بهدف النسخ والتوثيق الأثري لهذه النقوش.
وقالت وزارة الآثار المصرية في بيان أصدرته حديثا إن هذه التقنية التي ستستخدمها هذه البعثة سوف تعمل على تشجيع السياحة وتوثيق التراث المصري، حيث إن هذه النقوش تلقي الضوء على أنشطة الملك خوفو بصعيد مصر وما تمتعت به منطقة الكاب النائية من اهتمام في ذلك العصر، مشيرة إلى أن إتمام عمليات النسخ والتوثيق الأثري لهذه النقوش باستخدام التقنية الجديدة، يمثل أهمية كبيرة باعتبارها من المرات القليلة التي تسجل بها نقوش تنتمي إلى عصر الأسرة الرابعة داخل موقع أثري بصعيد مصر.
وينتمي خوفو إلى الأسرة الرابعة التي تسمى بأسرة بناة الأهرام، والتي امتد حكمها بين عامي 2613 و2494 قبل الميلاد.
وعن كيفية استخدام هذه التقنية، أوضح البيان أن التقنية تعتمد على التقاط صور رقمية عالية الجودة من زوايا متعددة ثم دمجها باستخدام برامج متخصصة بالكومبيوتر، لتحويلها إلى نماذج ثلاثية الأبعاد أكثر دقة.
وأضافت الوزارة أن هذه النقوش الصخرية تشمل لوحة كبيرة ترجع إلى عام 3500 قبل الميلاد إضافة إلى «موقع خوفو» الذي يضم نقشا يصور مركبا يتقدمه صقر ونقش آخر يسجل اسم حورس ولوحة إرشادية تحمل اسم الملك خوفو.
ونقلا عن وكالة رويترز، فقد ذكر عضو متحف الفنون والتاريخ في بروكسل ديرك هويج، وهو أحد أعضاء فريق العمل، أن التقنية الجديدة تسهل نسخ النقوش الصخرية وإعداد سجلات لتيسير دراستها والرجوع لها مستقبلا.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أحمد محمد، عميد كلية النظم والمعلومات بجامعة 6 أكتوبر، لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الحدث يعتبر تطورا طبيعيا غير مفاجئ للتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم يوميا خاصة في استخدام التقنية ثلاثية الأبعاد، وتابع قائلا: «هذه التقنية تتطور يوميا وبشكل سريع وتستخدم في تطبيقات لا يمكن حصرها في مختلف المجالات، كما أنها في المستقبل ستحدث ثورة في كافة مستلزمات حياتنا اليومية، وسيتم الاعتماد عليها أساسيا في كافة الأعمال والمجالات».
ومن ناحيته، أوضح الدكتور محمد إبراهيم بكر، رئيس هيئة الآثار الأسبق، لـ«الشرق الأوسط» أن استخدام هذه التقنية في توثيق الآثار سوف يساعد بشكل كبير في الترويج السياحي لمصر في مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن آثار مصر دائما ما كانت في بؤرة اهتمام الغرب، الذين يحاولون استخدام كل الطرق والتقنيات الحديثة في توثيقها ودراستها.
جدير بالذكر أيضا أن وزارة السياحة كانت قد أعلنت في الشهر الماضي أنها ستقوم برعاية أول فيلم سينمائي مصري بالتقنية ثلاثية الأبعاد، يحمل اسم «قيصرون» أو «الفرعون الأخير»، الذي يقوم ببطولته نخبة من نجوم الفن؛ مشيرة إلى أن الفيلم يهدف إلى إلقاء الضوء على المناطق الأثرية والحضارة المصرية القديمة، وسيتم عرضه بعدة لغات، بما يعكس مدى الثقافة والحضارة المصرية القديمة.



احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)
TT

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)

أصدر البريد الملكي البريطاني (رويال ميل) 12 طابعاً خاصاً للاحتفال بمسلسل «The Vicar of Dibley» (قسيسة ديبلي) الكوميدي الذي عُرض في تسعينات القرن الماضي عبر قنوات «بي بي سي».

وذكرت «الغارديان» أنّ 8 طوابع تُظهر مَشاهد لا تُنسى من المسلسل الكوميدي، بما فيها ظهور خاص من راقصة الباليه السابقة الليدي دارسي بوسيل، بينما تُظهر 4 أخرى اجتماعاً لمجلس أبرشية في ديبلي.

وكان مسلسل «قسيسة ديبلي»، من بطولة ممثلة الكوميديا دون فرينش التي لعبت دور القسيسة جيرالدين غرانغر عاشقة الشوكولاته، قد استمرّ لـ3 مواسم، من الأعوام 1994 إلى 2000، تلتها 4 حلقات خاصة أُذيعت بين 2004 و2007.

في هذا السياق، قال مدير الشؤون الخارجية والسياسات في هيئة البريد الملكي البريطاني، ديفيد غولد، إن «الكتابة الرائعة ودفء الشخصيات وطبيعتها، جعلت المسلسل واحداً من أكثر الأعمال الكوميدية التلفزيونية المحبوبة على مَر العصور. واليوم، نحتفل به بإصدار طوابع جديدة لنستعيد بعض لحظاته الكلاسيكية».

أخرج المسلسل ريتشارد كيرتس، وكُتبت حلقاته بعد قرار الكنيسة الإنجليزية عام 1993 السماح بسيامة النساء؛ وهو يروي قصة شخصية جيرالدين غرانغر (دون فرينش) التي عُيِّنت قسيسة في قرية ديبلي الخيالية بأكسفوردشاير، لتتعلّم كيفية التعايش والعمل مع سكانها المحلّيين المميّزين، بمَن فيهم عضو مجلس الأبرشية جيم تروت (تريفور بيكوك)، وخادمة الكنيسة أليس تنكر (إيما تشامبرز).

ما يعلَقُ في الذاكرة (رويال ميل)

وتتضمَّن مجموعة «رويال ميل» طابعَيْن من الفئة الثانية، أحدهما يُظهر جيرالدين في حفل زفاف فوضوي لهوغو هورتون (جيمس فليت) وأليس، والآخر يُظهر جيرالدين وهي تُجبِر ديفيد هورتون (غاري والدورن) على الابتسام بعد علمها بأنّ أليس وهوغو ينتظران مولوداً.

كما تُظهر طوابع الفئة الأولى لحظة قفز جيرالدين في بركة عميقة، وكذلك مشهد متكرّر لها وهي تحاول إلقاء نكتة أمام أليس في غرفة الملابس خلال احتساء كوب من الشاي.

وتتضمَّن المجموعة أيضاً طوابع بقيمة 1 جنيه إسترليني تُظهر فرانك بيكل (جون بلوثال) وأوين نيويت (روجر لويد باك) خلال أدائهما ضمن عرض عيد الميلاد في ديبلي، بينما يُظهر طابعٌ آخر جيم وهو يكتب ردَّه المميّز: «لا، لا، لا، لا، لا» على ورقة لتجنُّب إيقاظ طفل أليس وهوغو.

وأحد الطوابع بقيمة 2.80 جنيه إسترليني يُظهر أشهر مشهد في المسلسل، حين ترقص جيرالدين والليدي دارسي، بينما يُظهر طابع آخر جيرالدين وهي تتذوّق شطيرة أعدّتها ليتيتيا كرابلي (ليز سميث).

نال «قسيسة ديبلي» جوائز بريطانية للكوميديا، وجائزة «إيمي أوورد»، وعدداً من الترشيحات لجوائز الأكاديمية البريطانية للتلفزيون. وعام 2020، اختير ثالثَ أفضل مسلسل كوميدي بريطاني على الإطلاق في استطلاع أجرته «بي بي سي». وقد ظهرت اسكتشات قصيرة عدّة وحلقات خاصة منذ انتهاء عرضه رسمياً، بما فيها 3 حلقات قصيرة بُثَّت خلال جائحة «كوفيد-19».