- محمد بنيس: ضوء العتمات
اختار محمد بنيس اختصار علاقته بالشعر والقيمة المضافة التي يراها لهذه الممارسة الإبداعية، في ثلاث كلمات، وهو يجيب على اقتراح «الشرق الأوسط». قال بنيس، ملخصاً للرسالة التي يوجهها للشعر في عيده العالمي: «الشعر ضوء العتمات».
ثلاث كلمات تلخص للمشروع الشعري الذي بلوره شاعر «ما قبل الكلام» و«هبة الفراغ» و«المكان الوثني»، وغيرها من الدواوين، وذلك على مدى يقارب نصف قرن، وكذا للقناعات التي ضمنها عدداً كبيراً ومهماً من الدراسات والنصوص التي صدرت له، تماماً كما هو الحال في كتابه «الحق في الشعر»، حيث كتب عن شعر عليه أن «يقاوم الهجران في زمن عولمة يترك الشعر وحيداً في خرائب المنفى»، مشدداً على أننا «نشاهد الآن الإنسانية بأجمعها تسير نحو نمط حياة يصبح فيه لجبروت المال وبطش القرار السياسي وعنف السرعة وقساوة الآلة ما يبعد الإنسان عن الإنسان».
- طه عدنان: صنو الأمل
واختصر طه عدنان اختصار علاقته بالشعر بكلمات، يقول فيها: «سدّدتُ إليه أكثر من قصيدة لأخطئه على الدوام». سيستدرك شاعر «لي فيها عناكب أخرى» و«بهواء كالزجاج» و«أكره الحب» و«بسمتك أحلى من العلم الوطني»، بكتابة نص معبر تحت عنوان «برقية»، يقول فيه: «أيّها الشعر... يا صديقي - أين اختفاؤكَ - والشعراءُ يملأون الرّحب؟ - أيّها الشعر - بعد حَوْلٍ من الحَجْر - نبتغيكَ لقاحاً لمُعْجَمٍ مَوْبوء - جرْعَة لإنعاش المُخيّلة - وصْفَة لتنشيط الدورة اللغوية - وتمريناً على النشيد - في عيدك المجيد - في الحادي والعشرين من آذار - عِمْ ربيعاً ناعم الاخضرار - يا شِعْرُ... يا صِنْوَ الأمل».
- أحمد لمسيح: صديقي وحليفي
واستحضر أحمد لمسيح علاقته بالشعر، صديقاً وحليفاً، بقوله: «عزيزي الشعر، اعتنقتك عقيدة ووجدت فيك مذاهب وصراعات، ولكني تمسكت بك ولم أسقط في حبال وشباك أي متعصب... أحببتك في تراث كوني وفِي من علمني، وأعتقد أنك بلسمي حين أفقد بوصلتي... سحبتني للفراغ والمحو والتيه ولكن دسيت في مسامي ورقة بالنور مكتوبة تدلني أن العشق داء ودواء... كنتُ أمضي لذاتي وأنا أكتبك ليراني غيري وعلمتني أن أحمل غيري ليأخذوا مسافة الحياد مع ما سأقوم به من بهلوانيات تصيح دون أن تفتح شفاهها وتدثر المباشر بحدس المتلقي العازف على وتر الاختلاف والمغاير... صديقي وحليفي ويا سيدي الشعر... منحتني هوية، فهل أستطيع الوجود أو السفر من دونك ؟... أنحني لك مولاي الشعر».