احتجاجات ومسيرات للمطالبة بحكومة «مستقلة» في لبنان

جانب من إحدى المظاهرات في بيروت أمس (أ.ب)
جانب من إحدى المظاهرات في بيروت أمس (أ.ب)
TT

احتجاجات ومسيرات للمطالبة بحكومة «مستقلة» في لبنان

جانب من إحدى المظاهرات في بيروت أمس (أ.ب)
جانب من إحدى المظاهرات في بيروت أمس (أ.ب)

استمرت الاحتجاجات الشعبية أمس في عدد من المناطق اللبنانية رافعة المطالب المعيشية نفسها، كما نظمت مسيرة في بيروت وأخرى في صيدا للمطالبة بتشكيل حكومة.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن عددا من المحتجين اعتصموا أمام مصرف لبنان في منطقة الحمرا في بيروت، احتجاجا على استمرار ارتفاع سعر الدولار وتردي الأوضاع المعيشية، ونددوا بالسياسات المالية، ثم توجه المشاركون إلى وزارة الطاقة للتجمع تحت شعار «نحو حكومة انتقالية»، حيث كان الانطلاق بمسيرة تمر بمنطقة مار مخايل وصولا إلى ساحة رياض الصلح. وحمل المتظاهرون شعارات منها «لا لحكومة المحاصصات ونعم لحكومة انتقالية مستقلة»، مطالبين بتنظيم انتخابات نيابية مبكرة.
وتحت عنوان «من أجل لبنان وخلاص اللبنانيين» انطلقت مسيرة من ساحة الشهداء في صيدا، جنوب لبنان، حيث رفع المشاركون شعارات معيشية ومطلبية داعين للإسراع بتشكيل حكومة قادرة على إخراج لبنان من أزمته.
كذلك، نفذت مجموعات من الحراك المدني وقفة احتجاجية أمام وزارة الإعلام، مطالبة الإعلام بمحاسبة الفاسدين، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام». وألقى المحامي هاني أحمدية، كلمة باسم المجموعات أكد فيها على «قدسية الإعلام والكلمة الحرة ورفض كل أشكال الاعتداء على الإعلاميين والبث الإعلامي»، ودعا إلى محاسبة الفاسدين، وقال: «الإعلام اليوم هو السلطة الأقوى بين السلطات، والمحكمة الأولى بين المحاكم، وهو المطالب بمعاقبة هؤلاء، نريد إعلاما يرتقي إلى مستوى المواجهة، إلى مستوى عنفوان شاباتنا وشبابنا».
وفيما قطعت طريق الجنوب عند منطقة الجية بعد الظهر، عمد محتجون صباحاً إلى قطع أوتوستراد الضبية وتجمع عدد من المحتجين على المسلك المؤدي إلى كسروان، باتجاه الشمال، ما أدى إلى زحمة سير خانقة.
وفي الشمال حيث استمر قطع الطرقات في بعض المناطق، وقع إشكال بين عدد من المحتجين وبعض المواطنين في منطقة البداوي، على خلفية قطع الطريق الدولي بعد محاولة مواطنين عبور الطريق بالقوة وتدخلت على الفور عناصر من الجيش لضبط الوضع وتطويق الإشكال، في حين أعاد المحتجون قطع الطريق بالكامل في الاتجاهين، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.