اعتقال شخص عنّف متظاهرين في العاصمة المغربية

جانب من مسيرة أول من أمس في فجيج بجنوب شرقي المغرب احتجاجاً على طرد الجزائر مزارعين مغاربة كان يُسمح لهم عادة بالزراعة في هذه المنطقة الحدودية (أ.ف.ب)
جانب من مسيرة أول من أمس في فجيج بجنوب شرقي المغرب احتجاجاً على طرد الجزائر مزارعين مغاربة كان يُسمح لهم عادة بالزراعة في هذه المنطقة الحدودية (أ.ف.ب)
TT

اعتقال شخص عنّف متظاهرين في العاصمة المغربية

جانب من مسيرة أول من أمس في فجيج بجنوب شرقي المغرب احتجاجاً على طرد الجزائر مزارعين مغاربة كان يُسمح لهم عادة بالزراعة في هذه المنطقة الحدودية (أ.ف.ب)
جانب من مسيرة أول من أمس في فجيج بجنوب شرقي المغرب احتجاجاً على طرد الجزائر مزارعين مغاربة كان يُسمح لهم عادة بالزراعة في هذه المنطقة الحدودية (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة القضائية بالرباط، أمس، أنها أوقفت الشخص «المشتبه فيه» الذي ظهر في مقاطع فيديو وهو يعنّف أساتذة مشاركين في احتجاجات بالعاصمة المغربية، الأربعاء الماضي.
وأفاد بيان للمديرية العامة للأمن الوطني (الأمن العام) بأن مصالح الشرطة القضائية المكلفة بالبحث في هذه القضية كانت قد «باشرت جميع الأبحاث التمهيدية الضرورية، على ضوء المعطيات والتسجيلات التي تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي»، والتي مكنت من «تشخيص هوية المشتبه به في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية وتوقيفه».
وأشار البيان إلى أنه تم «الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية (الاعتقال الاحتياطي)»، رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة.
وكانت صور شخص بلباس مدني وهو يمارس العنف ضد أساتذة محتجين، الأربعاء الماضي، قد انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت استنكاراً واسعاً وسط الرأي العام. وما أثار التساؤلات هو أن هذا الشخص كان يمارس العنف أمام أنظار قوات الأمن التي تدخلت لتفريق المتظاهرين.
وأعلن وكيل الملك (النائب العام) لدى المحكمة الابتدائية في الرباط، أول من أمس، فتح بحث قضائي بخصوص الشخص المعني.
من جهتها، أعلنت سلطات ولاية جهة الرباط فتح تحقيق حول «ظهور شخص بزي مدني يعنّف الأساتذة المحتجين». وأوضحت أنه جرى فتح «تحقيق لتحديد هوية الشخص الظاهر بهذه الصور والمقاطع»، والكشف عن «ظروف وملابسات الوقائع المشار إليها، مع تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات القانونية اللازمة».
وكتب وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، مصطفى الرميد، تدوينة، أول من أمس، عبر فيها عن استيائه من ممارسات هذا الشخص، وقال: «بشكل غير مفهوم ولا مبرر ولا مقبول ولا معقول، ظهر شخص بلباس مدني يمارس العنف غير المشروع ضد مواطنين في الشارع العمومي».
وخلّف اعتقال الشخص المعني الذي يرجح أنه عون سلطة ارتياحاً وسط المدافعين عن حقوق الإنسان ولدى الرأي العام المغربي.
على صعيد آخر، تظاهر مئات الأشخاص، أول من أمس (الخميس)، في فجيج في جنوب شرقي المغرب؛ احتجاجاً على طرد الجزائر مزارعين مغاربة يُسمح لهم عادة بزراعة التمور في هذه المنطقة الحدودية، على ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية. وأثارت عملية الطرد هذه توتراً في فجيج، البلدة الصغيرة المعروفة بواحتها، حيث سار حشد غاضب ضم رجالاً ونساء وأطفالاً بلغ عددهم أربعة آلاف، بحسب المتظاهرين، على مدى ساعتين، مرددين شعارات غاضبة. وأغلقت كل متاجر البلدة. وتشمل عمليات الطرد نحو ثلاثين عائلة.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، في خبر أوردته، ليل الأربعاء الخميس، أن السلطات الجزائرية أعطت المزارعين المغاربة الذين يستثمرون هذه الأراضي، مهلة متفقاً عليها لإخلاء المكان، وقد أغلقت كل المعابر الحدودية عند منتصف ليل الأربعاء كما كان معلناً.
من جهته، سجل المجلس الوطني لحقوق الإنسان (مؤسسة دستورية تُعنى بحقوق الإنسان) في بيان له أمس، أنه وقع استعمال عنف من طرف أفراد بزي مدني، أمام أنظار قوات إنفاذ القانون، مشيراً إلى أن تدخل القوات العمومية أسفر عن إصابة عدد من المحتجين بجروح ووقوع حالات «إغماء» في صفوفهم. وذكّر المجلس بتوصيته الواردة في تقريره السنوي لسنة 2019 وعدد من تقاريره الموضوعاتية والهادفة إلى التنصيص على «إخضاع عملية استعمال القوة لمراقبة النيابة العامة»، ورحب ببيان وكيل الملك (النائب العام) بالمحكمة الابتدائية في الرباط بفتح بحث في الموضوع.
ودعا المجلس النيابة العامة إلى توسيع نطاق البحث ليشمل الوقائع المذكورة أو التي وقع تداولها عبر مختلف وسائط التواصل، مع العمل على نشر نتائج بحثه.
وأكد المجلس أهمية إعمال القانون، وأهمية حماية الحريات العامة بما فيها «حق التظاهر السلمي».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.