عدد المتسللين من الأردن الى اسرائيل تضاعف 10 مرات

TT

عدد المتسللين من الأردن الى اسرائيل تضاعف 10 مرات

حذرت أوساط عسكرية ومدنية في تل أبيب من انتشار ظاهرة التسلل إلى إسرائيل عبر الحدود مع الأردن، واستخدام هذه الحدود لتهريب البشر والمخدرات والأسلحة.
وقالت إن عمليات التهريب هذه باتت تجارة رابحة يمارسها عديدون ويجنون عليها أرباحاً طائلة. وحسب تقرير داخلي في الجيش الإسرائيلي، فإن عام 2019 شهد قفزة هائلة في عدد حالات التسلل، إذ تضاعف العدد أكثر من عشر مرات. فمن 10 حوادث في سنة 2017 ارتفع إلى 13 في عام 2018، ثم ارتفع إلى 120 حادثاً في 2019. وحتى في السنة الماضية، وعلى الرغم من انتشار فيروس كورونا، تم إحباط 64 حالة تسلل لإسرائيل. وقد تم القبض على أربعة أشخاص في شهر فبراير (شباط) الماضي وحده. وتبين أن المتسللين بغالبيتهم هم طلاب عمل، القسم الأكبر منهم أتراك، وبينهم أيضاً عرب وأفريقيون. وكثير منهم كانوا قد دخلوا إسرائيل في الماضي كسياح وراحوا يعملون فيها بشكل غير قانوني وتم طردهم، فحاولوا العودة من جديد.
وقالت المصادر إن كل حادث تسلل كهذا، كان يحتوي على مجموعة من عدة أشخاص وفي بعض الأحيان عشرات الأشخاص، ما يعني أن الحديث يدور عن مئات وربما ألوف المتسللين. وأضافت أن هناك مواطنين أردنيين يرشدون المتسللين إلى منطقة قريبة من الحدود مع إسرائيل، ويوصلونهم إلى منطقة «تعد ضعيفة المراقبة»، ويطلقونهم موضحين أن دورهم انتهى وعلى المتسلل أن يتولى أمره بيديه. وتقع هذه الثغرات في المنطقة الجنوبية من الحدود، عند مفرق «العرباه»، وتكون هناك سيارة إسرائيلية بانتظارهم ونقلهم إلى وسط إسرائيل للقاء المقاول الذي يتولى أمرهم. ومع أن الجيش الإسرائيلي يقول إن قواته اعتقلت جميع أولئك المتسللين، فإنه يحذر من تفاقم الظاهرة وتحولها إلى ما يشبه سيناء المصرية، التي تسلل عبرها ما لا يقل عن 55 ألف شخص في العقد الماضي. ويعيش معظم هؤلاء في إسرائيل من دون حقوق. وتنتظر الحكومة الإسرائيلية إيجاد سبيل لإعادتهم إلى بلدانهم.
وأعربت مصادر عسكرية في تل أبيب، أمس، عن خشيتها من الظاهرة وتبعاتها، إذ إنها لا تستبعد أن تستخدم هذه الواسطة لدخول تنظيمات مسلحة أو إرهابية. وقالت إنه في الناحية الجنائية، تجري عمليات تهريب مخدرات، لكن أجهزة الأمن حذرت من تسلل مهاجري عمل، يتحول لاحقاً إلى مسار للجهات الإرهابية، رغم أن هذه حدود سلام. وكشفت أنه في السنة الماضية، جرفت السيول هذا الجدار عند الحدود، بحيث بقيت عشرات الكيلومترات منها «حدوداً مفتوحة من دون جدار»، ما أدى إلى زيادة سرقات المعدات الزراعية في المنطقة. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن التعاون وثيق بين الجيشين الإسرائيلي والأردني، ولذلك فلا حاجة في الوقت الحاضر لبناء جدار أمني منيع، تحت الأرض وفوق الأرض، كما الحال مع قطاع غزة أو مع سيناء المصرية. لكن اتساع الظاهرة يوجب تعزيز وسائل المراقبة والحماية، بمزيد من الوسائل الإلكترونية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.