أعلن السودان، اليوم (الخميس)، أنه تسلم موافقات مبدئية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة على تشكيل آلية رباعية للتوسط في حل الخلاف المستمر منذ عقد مع إثيوبيا بشأن مشروع سد النهضة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا، وتخشى القاهرة والخرطوم من تداعياته. وقد أخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق.
والشهر الماضي، اقترحت الخرطوم تشكيل آلية رباعية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الأميركية، وهو أمر رحّبت به القاهرة ورفضته أديس أبابا.
وبعث رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الاثنين، رسائل للجهات الأربع لطلب وساطتها رسمياً. وأكد كبير مفاوضي السودان، الخميس، أن الأطراف الأربعة وافقت مبدئياً على مقترح بلاده. وقال مصطفى حسين الزبير لوكالة الصحافة الفرنسية: «تسلم السودان الموافقة المبدئية لكل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة على مقترحه بتكوين آلية رباعية للتوسط في مفاوضات سد النهضة، وقالت هذه الأطراف إنها تسعى لحدوث إجماع من الدول الثلاث؛ إثيوبيا ومصر والسودان حتى تشرع في عملها».
وأشار حسين إلى أن توسط هذه الأطراف الدولية سيعطي ضمانات أكبر، كما أنه من شأن خبراتها في هكذا قضايا أن تساهم في تسريع الحل.
ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو (تموز) 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليار متر مكعب، والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.
كما أكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في يوليو.
والخميس الماضي، شدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء السوداني خلال لقائهما في القاهرة على «تكثيف التنسيق» للتوصل إلى اتفاق حول المرحلة الثانية من ملء سد النهضة الإثيوبي.
واتفقت القاهرة والخرطوم، في بيان مشترك، مع ختام زيارة حمدوك إلى القاهرة على «تفعيل اقتراح السودان» باستئناف المفاوضات مع إثيوبيا، برعاية رباعية تضم الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم، أن قضية المياه، ونهر النيل تحديداً بالنسبة لمصر تتجاوز كل الاعتبارات وترتقي إلى مرتبة القضية الوجودية التي ترتبط بحياة الشعب المصري وببقائه، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وأكد مدبولي قلق الشعب المصري من التطورات الأخيرة المرتبطة بملف سد النهضة، وأن بلاده تسعى إلى اتفاق عادل ومتوازن خلال المفاوضات التي لم تفضِ حتى الآن إلى ذلك الاتفاق المنشود.
ولفت إلى أن إثيوبيا تسعى إلى فرض الأمر الواقع واتخاذ إجراءات أحادية دون مراعاة مصالح دولتي المصب، وهو ما تجسد في قيامها بالبدء في ملء سد النهضة في العام الماضي، وكذلك في إعلانها أنها سوف تستمر في عملية الملء خلال صيف العام الحالي، وإن لم تتوصل الدول الثلاث إلى اتفاق، مشدداً على أن هذا الإجراء يُخالف الالتزامات والقواعد الدولية، ويهدد بإلحاق أضرار جسيمة بمصالح مصر والسودان.
السودان يتلقّى موافقات مبدئية على وساطة دولية في نزاع سد النهضة
السودان يتلقّى موافقات مبدئية على وساطة دولية في نزاع سد النهضة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة