المغرب: فتح تحقيق في هوية شخص عنّف أساتذة متظاهرين

جانب من احتجاجات الأساتذة في المغرب (أ.ب)
جانب من احتجاجات الأساتذة في المغرب (أ.ب)
TT

المغرب: فتح تحقيق في هوية شخص عنّف أساتذة متظاهرين

جانب من احتجاجات الأساتذة في المغرب (أ.ب)
جانب من احتجاجات الأساتذة في المغرب (أ.ب)

أعلن وكيل الملك (النائب العام) لدى المحكمة الابتدائية في الرباط، أمس، فتح بحث قضائي بخصوص شخص بلباس مدني، ظهر في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يمارس العنف ضد أساتذة متظاهرين في الرباط.
وجاء في بيان بهذا الشأن أنه «تبعاً لتداول مجموعة من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لصور، ومقاطع فيديو تُظهِر استعمال شخص بلباس مدني للعنف، أثناء تفريق تجمهر بالشارع العام، فإن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط يعلن عن فتح بحث في الموضوع، تحت إشراف النيابة العامة، عُهِد بإنجازه إلى الشرطة القضائية بالرباط».
من جهتها، أعلنت سلطات ولاية جهة الرباط فتح تحقيق حول «ظهور شخص بزي مدني يعنف الأساتذة المحتجين»، مشيرة في بيان لها، أمس، إلى أن مجموعة من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تداولت صوراً ومقاطع فيديو تظهر استعمال شخص بلباس مدني للعنف أثناء تفريق تجمهر للأساتذة.
وأوضحت أنه جرى فتح «تحقيق لتحديد هوية الشخص الظاهر بهذه الصور والمقاطع»، والكشف عن «ظروف وملابسات الوقائع المشار إليها، مع تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات القانونية اللازمة».
في سياق ذلك، كتب وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، مصطفى الرميد، تدوينة، أمس، عبّر فيها عن استيائه من ممارسات هذا الشخص، الذي أثار سلوكه ضجة وسط الرأي العام. وقال: «بشكل غير مفهوم ولا مبرَّر ولا مقبول ولا معقول، ظهر شخص بلباس مدني يمارس العنف غير المشروع ضد مواطنين في الشارع العمومي»، مضيفاً: «أعتقد أن ممارسة هذا الشخص كما يتم تداولها إذا صحت، تجعله واقعاً في دائرة المساءلة القانونية، التي ينبغي أن تكون سنّة ثابتة في أي بلد يحترم التزاماته، ويصون كرامة مواطنيه».
وأوضح الرميد أنه لا يشك لحظة في أن «هذه المساءلة لن تتأخر».
وكانت السلطات الأمنية قد تدخلت الثلاثاء والأربعاء الماضيين لمنع احتجاجات وسط العاصمة الرباط، ضد مجموعة من الأساتذة، الذين يطالبون بتسوية أوضاعهم. وتداولت مواقع التواصل صور إصابات في صفوفهم، لكن صورة شخص بلباس مدني كان يمارس العنف ضد المحتجين أثارت استنكاراً واسعاً في صفوف الرأي العام.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.