بين الألم والأمل... أميركية تروي تجربة تجميد بويضاتها في سن 35 عاماً

كايلي هارتونغ قبل الخضوع لعملية جراحية لتجميد البويضات (إيه بي سي نيوز)
كايلي هارتونغ قبل الخضوع لعملية جراحية لتجميد البويضات (إيه بي سي نيوز)
TT

بين الألم والأمل... أميركية تروي تجربة تجميد بويضاتها في سن 35 عاماً

كايلي هارتونغ قبل الخضوع لعملية جراحية لتجميد البويضات (إيه بي سي نيوز)
كايلي هارتونغ قبل الخضوع لعملية جراحية لتجميد البويضات (إيه بي سي نيوز)

قررت الأميركية كايلي هارتونغ، وهي مراسلة لشبكة «إيه بي سي نيوز»، الخضوع لعملية تجميد البويضات في سن الخامسة والثلاثين. وفعلت ذلك خلال جائحة فيروس «كورونا».
وشاركت هارتونغ صورة على موقع «إنستغرام» للحقنة السابعة والعشرين والأخيرة التي أعطتها لنفسها قبل إجراء عملية تجميد البويضات، وقررت مشاركة المزيد من قصتها عبر شبكة «إيه بي سي نيوز».
وقالت هارتونغ إنه بعد يوم عمل لمدة 15 ساعة، زحفت إلى الفراش متعبة ومتألمة، ممسكة ببطنها.
في صباح اليوم التالي، كانت لا تزال منهكة وتوجهت مباشرة إلى الثلاجة لأخذ الجرعة السابعة والعشرين التي حصلت عليها في غضون 12 يوماً.
وتابعت: «كانت هذه هي الخطوة الأخيرة في العملية التي استمرت لمدة شهر لإعداد جسدي للممارسة المعتادة الآن لاستخراج البويضات وتجميدها. بعد الحقن النهائي في بطني، شعرت بالارتياح والفخر بنفسي، لكنني كنت أيضاً قلقة ومرهقة. أدركت أنها كانت لحظة مليئة بالمشاعر التي يجب أن أتذكرها، فالتقطت صورة».
ومرت الآن أربعة أسابيع منذ أن تم تجميد بويضات هارتونغ.
وقالت: «يبدو هذا المفهوم غريباً، وحتى سريالياً، ولكنه يجلب لي أيضاً راحة كبيرة بمعرفة أنني أخذت جزءاً من مستقبلي بين يدي. تعتبر رحلة الخصوبة لكل امرأة فريدة من نوعها، وفي كثير من الأحيان يصعب التحدث عنها».
وأشارت إلى أنه عندما شاركت تجربتها على موقع «إنستغرام»، كانت تأمل في أن تشجعها النساء الأخريات اللائي يستكشفن هذا الخيار. لم تتوقع حجم الاستجابة التي أعقبت ذلك: تدفق الدعم الذي تلقته، وعدد الأصدقاء الذين اتخذوا هذا الاختيار أيضاً، والقصص التي شعر الغرباء - رجالاً ونساءً - بأنهم مضطرون لمشاركتها بعد منشورها.
وقالت: «كانت أمي تبلغ من العمر 25 عاماً عندما أنجبتني. كبرت وتخيلت أنني سأتبع جدولاً زمنياً مشابهاً».
وأضافت: «أمضيت العقد الماضي دون أن أعتذر عن إعطاء الأولوية لمسيرتي... إنني سعيدة وراضية من نواحٍ عديدة، ولكن، ليس هناك من ينكر قسوة الساعة البيولوجية».
*المخاوف
تروي هارتونغ أنه خلال الفحص الدوري منذ عامين، سألت الطبيب النسائي عن فكرة تجميد البويضات، وأجابها: «أنا سعيد جداً بهذا السؤال... هذا هو الوقت المثالي للقيام بذلك».
وأوضحت: «مع ذلك، فقد توصلت خلال العامين التاليين إلى مجموعة من الأعذار لعدم القيام بذلك. الإبر والجراحة والتعافي عوامل من شأنها أن تقاطع جدول عملي الذي لا يمكن التنبؤ به... أين أجد الوقت؟ كانت لدي مخاوف بشأن كيفية تأثير تدفق الهرمونات على جسدي، والوزن الذي اعتقدت أنني سأكتسبه، والزوبعة العاطفية التي كنت أخشى الوقوع فيها».
*اتخاذ القرار وبداية الرحلة
عندما بلغت هارتونغ الخامسة والثلاثين من عمرها، قررت أن تكون جدية مع نفسها وتضع خطة لوجيستية ومالية وعاطفية. وقالت: «في مكان ما بين دعم أصدقائي المقربين، والحصول على قرض شخصي كبير والاعتماد على استقرار مكان العمل الداعم، قررت القيام بتجميد البويضات».
ولمدة ثمانية إلى 13 يوماً، كانت هارتونغ تحقن نفسها بالأدوية لتحفيز إنضاج بويضات متعددة في وقت واحد، بهدف حصاد ثماني إلى 10 بويضات. ولكن لا يمكن معرفة أي شيء عن جودة هذه البويضات في هذه المرحلة.
*أسئلة وسيناريوهات
قبل إجراء اختبار الخصوبة، مرت أسوأ السيناريوهات في رأس هارتونغ: «ماذا لو لم تنجح العملية؟ ماذا لو لم يكن لدي الكثير من البويضات؟»، وقالت: «لذلك كان لدي شعور بالذنب مصاحب لموجة الراحة التي شعرت بها عندما علمت أن جهازي التناسلي سليم».
وأضافت: «خلال تسعة أيام من تناول حبوب الإستروجين (لمزامنة) بويضاتي وتحضيرها، أصبت بجوع شديد وبدأ الانتفاخ. أشارت الموجات فوق الصوتية اللاحقة إلى أن الوقت قد حان لبدء المرحلة التالية - ما اعتقدت أنه سيكون الجزء الصعب».
وأفادت: «رغم أنني أحب التفكير بأنني أزدهر تحت الضغط... فإنني وجدت نفسي وحدي في المنزل، أفرغ صناديق الحقن وقوارير الأدوية في غرفة المعيشة الخاصة بي، كنت أكثر من خائفة. مراراً وتكراراً، شاهدت مقاطع فيديو إرشادية على (يوتيوب)».
*الخضوع للعملية
قالت هارتونغ إنه بعد 12 يوماً من أخذ الإبر، تم تخديرها في مركز جراحي لشفط كل بويضة بلطف.
وعندما استيقظت بعد 45 دقيقة، قيل لها إن الإجراء كان ناجحاً، حيث تجلس الآن مجموعة من بويضاتها في الثلاجة في مكان ما، وتمكنت من العودة إلى الحياة التي كانت تعرفها قبل الحقن بالهرمونات.
وأوضحت: «ولكن تم إعلامي بأنني معرضة لخطر الإصابة بمتلازمة فرط التنبيه المبيضي... إنه من المضاعفات التي يمكن أن تحدث بعد علاجات الخصوبة، وقد قال طبيبي إن أفضل طريقة لحماية نفسي منها هي التخلص تماماً من الكربوهيدرات والسكريات لمدة 10 إلى 14 يوماً القادمة».
وتابعت: «بعد أربعة أيام كنت لا أزال نائمة على أريكتي، في مزاج بائس... كانت آلام التشنج الشديد مختلفة عن أي شيء عشته في حياتي. لقد وجدت صعوبة في التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني الأساسية، ورفضت المكالمات الهاتفية من العائلة والأصدقاء... أراد البعض زيارتي في لوس أنجليس، لكن كل ما أردته هو أن أبقى وحدي».
ويبدو أن مرحلة التعافي التي طالت لمدة أسبوع كانت إلى حد بعيد الجزء الأكثر صعوبة في العملية التي استغرقت 6 أسابيع كاملة.


مقالات ذات صلة

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

يوميات الشرق امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (سكوبيي (مقدونيا الشمالية))
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

ينطلق منتدى المرأة العالمي دبي 2024 اليوم ويناقش محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي ويبحث اقتصاد المستقبل والمسؤوليات المشتركة.

مساعد الزياني (دبي)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية
TT

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

ويكشف التحقيق -الذي نفذه الصحافي المصري سامح اللبودي- قصة مركب غرق وفيه 14 بحاراً، نجا منهم واحد فقط، وعن شراكات مشبوهة بين شركات تجارية وأصحاب مراكب متهالكة يعاد استخدامها في عمليات إبحار غامضة تختفي خلالها عن أجهزة المراقبة الملاحية.

وأعلن عن الجوائز التي تنافس عليها 188 تحقيقاً من 33 دولة، في ختام الملتقى السنوي السابع عشر الذي عقد في البحر الميت بين 7 و9 الشهر الحالي، وضم أكثر من 750 صحافياً وصحافية من مختلف البلدان.

وذهبت الجائزة الذهبية لتحقيق «مناقصة مشبوهة بمرفأ بيروت... شركة فرنسية تنافس نفسها وتفوز بالتزكية»، للصحافيين اللبنانيين إيسمار لطيف، وجميل صالح، والجائزة الفضية لتحقيق «الإسمنت يبتلع غابات المغرب بعد إحراقها»، للصحافي المغربي ياسر المختوم، كما نوّهت اللجنة بتحقيق «في انتظار الموت البطيء... قصص نساء عراقيات يصارعن المرض في معامل الطابوق» للصحافي العراقي محمد السوداني.

وتفتح «أريج» مجال التقدم للجائزة السنوية للصحافيين والصحافيات من كل الدول العربية، والعرب في المهاجر، ممن أنتجوا تحقيقات باللغة العربية خلال العام، سواء أنتجت التحقيقات بالتعاون مع «أريج» أو بشكل مستقل أو مع جهات أخرى.

(الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»)