لوحات «الجائحة» تُلثم كادرات سينمائية شهيرة بالكمامات

المعرض المصري يضم 67 عملاً عن الفنانين والزعماء السياسيين

لوحات «الجائحة» تُلثم كادرات سينمائية شهيرة بالكمامات
TT

لوحات «الجائحة» تُلثم كادرات سينمائية شهيرة بالكمامات

لوحات «الجائحة» تُلثم كادرات سينمائية شهيرة بالكمامات

هل هناك لغة عالمية استطاعت توحيد البشر أكثر من كلمة «كورونا»؟ وهل جمع الإنسانية زي مُوحد كما فعلت الكمامة؟ يتأمل الفنان المصري محمد بسيوني تلك التساؤلات مع بدايات تفاعل العالم مع خطورة فيروس «كورونا»، وقاموسها المُصاحب من إجراءات احترازية تباعدية، كان يحاول تحرير تلك التساؤلات عبر الرسم، وانتهى بعرض نحو 47 اسكتشا و20 لوحة في معرض يحمل اسم «الجائحة» الذي يستضيفه غاليري «إيسيل آند كاميرا» في مصر حالياً، ويواصل أعماله حتى نهاية أبريل (نيسان) المقبل.
بدأ الفنان محمد بسيوني تدوين خواطره بشأن «كورونا» بخطوط لوجوه عدد مختلف من كبار الشخصيات الرئاسية والتاريخية، الحي منهم والميّت، فرسم من رؤساء الولايات المتحدة كلا من أبراهام لينكولن مروراً بباراك أوباما، ودونالد ترمب، كما رسم الزعيم الكوبي تشي جيفارا، وقائد الثورة الشيوعية الصيني ماو تسي تونغ، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وحتى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وغيرهم.
يقول بسيوني لـ«الشرق الأوسط»: «اخترت عدداً من المؤثرين في التاريخ السياسي للعالم، سواء كان هذا التأثير بالإيجاب أو بالسلب، وكل ما وصلوا له من سلطة، تخيلّت أن جميهم كان سيهددهم الفيروس، ومن رحل منهم لو كان عاصر معنا كورونا، لكان خاف معنا وارتدى الكمامة، والتزم بالإجراءات الاحترازية، وأغلق الطرقات في أيام الحظر الطويلة»، فعلى حد تعبيره «الكل خائف، والكل مذعور، والكل مُحتاط ومُحترز».
تلك الاسكتشات هي جانب من لوحات الفنان محمد بسيوني التي ظهرت بالأبيض والأسود، واستخدم في خطوطها الأحبار، فيما وحّد شكل الكمامة وكأنها تُّوحد هؤلاء القادة والرؤساء على اختلاف توجهاتهم وآيديولوجياتهم، فيما تطوّر توظيفه الفني للكمامات بصورة أكثر درامية، بعد استدعاء أفلام من تاريخ السينما المصرية التي كان «الخوف» أحد أبرز ثيماتها، يقول بسيوني في كلمته لـ«الشرق الأوسط»: «اخترت كادرات من عدد من الأفلام التي كان الخوف أحد مرتكزاتها، وقمت بتصوّر أبطالها وهم يرتدون الكمامات، كما فعلت في مشهد من فيلم (اليوم السادس) للراحل يوسف شاهين، في كادر كان يجمع البطلين في مركب وسط رعب من الكوليرا الذي كان متفشيّا في زمن أحداث الفيلم، وتخيلت لو أن الوباء الذي يتحدثون عنه هو الكورونا».
ولعل فيلم «اليوم السادس» واحد من أشهر الأفلام في تاريخ السينما التي مرّت على وباء الكوليرا الذي ضرب مصر في الأربعينات، ويقوم الفنان بجعل بطليه، داليدا ومحسن محيي الدين، وهم يرتدون الكمامات والقفازات، كما ستجد لوحة أخرى للفنانين محمود المليجي وعزت العلايلي في أحد أشهر مشاهد فيلم «الأرض»، وهما في لحظة خوف وهلع ويرتديان الكمامة، ولقطة للفنان أحمد زكي في واحد من مشاهد فيلم «البريء» في نظرة غارقة في الخوف، وكذلك مشهد للراحلين شادية ومحمود مرسي في فيلم «شيء من الخوف» الذي لم يخل من خوف في أي من مشاهده، يقول بسيوني «قمت بإعادة صياغة الكادر السينمائي، وسألت نفسي ماذا لو حدثت تلك المشاهد في زمن كورونا».
تلك الإسقاطات السينمائية، والتاريخية، وصلت كذلك إلى محاكاة أعمال فنية لعدد من أشهر كلاسيكيات الفن التشكيلي العالمي، فقام بمحاكاة «موناليزا» ليوناردو دافينشي، ولوحته الشهيرة أيضاً «سيدة مع قاقم» التي أظهرها مع حيوانها الأليف ولكنها ترتدي الكمامة والقفازات وكأنها بُعثت من القرن الخامس عشر لعصرنا «الكوروني»، ليست هي فقط، وإنما استدعى شخصيات لوحات كلاسيكية أخرى، ورموز علامات تجارية شهيرة، في وسيلة فنية للتعبير عن عالمية المشاعر، تحت غطاء الخوف، أو على حد تعبير الفنان «أصبحت هذه الصورة لغة عالمية، والكمامة لغته المكتوبة».
ويشير الفنان محمد بسيوني إلى أنه في بداية الجائحة تفاعل مع العديد من فناني العالم، في محاولة التعبير عن انطباعات العزلة بالرسم، وكان يشارك التدوين تحت هاشتاغ (الفن في مواجهة كورونا) «لتوثيق الحالة النفسية والمعنوية التي كنا نشعر بها داخل مراسمنا المغلقة».



فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
TT

فرطُ استخدام الشاشات الإلكترونية يُعكّر مزاج الأطفال

زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)
زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال من القضايا المثيرة للقلق (جامعة كولومبيا البريطانية)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من الصين وكندا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة قد يؤدّي إلى تفاقم المشكلات السلوكية، مثل ضعف الانتباه، وفرط النشاط، وتقلُّب المزاج.

وأوضحوا أنّ هذه النتائج تبرز أهمية فهم تأثير الشاشات في الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية الحساسة، خصوصاً فيما يتعلق بمشكلات الانتباه والمزاج. ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Early Child Development and Care».

وأصبحت زيادة استخدام الشاشات لدى الأطفال، خصوصاً في مرحلة ما قبل المدرسة، من القضايا المثيرة للقلق في العصر الحديث. ومع ازياد الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية والتلفزيونات وأجهزة الكمبيوتر، يعاني الأطفال زيادة كبيرة في الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات؛ مما قد يؤثر سلباً في صحتهم النفسية والبدنية، ويؤدّي إلى تعكُّر مزاجهم.

وشملت الدراسة 571 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات من 7 مدارس رياض أطفال في شنغهاي بالصين. وأبلغت الأمهات عن الوقت الذي قضاه أطفالهن يومياً أمام الشاشات (بما في ذلك التلفزيون، والهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، أو الأجهزة الأخرى) خلال الأسبوع السابق.

كما أجبن على أسئلة لتقويم المشكلات السلوكية التي قد يعانيها أطفالهن، مثل صعوبة الانتباه، وفرط النشاط، والأعراض العاطفية (مثل الشكاوى المتكرّرة من التعب)، والمشكلات مع الأقران (مثل الشعور بالوحدة أو تفضيل اللعب بمفردهم). كذلك شمل التقويم جودة نوم الأطفال ومدّته.

ووجد الباحثون أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات مرتبط بشكل ملحوظ بزيادة مشكلات الانتباه، والأعراض العاطفية، والمشكلات مع الأقران. كما تبيَّن أنّ وقت الشاشة يؤثر سلباً في جودة النوم؛ مما يؤدّي إلى تقليل مدّته ونوعيته.

وأشاروا إلى أنّ جودة النوم تلعب دوراً وسطاً في العلاقة بين وقت الشاشة والمشكلات السلوكية، فالنوم السيئ الناتج عن الاستخدام المفرط للشاشات قد يعزّز هذه المشكلات، مثل فرط النشاط، والقلق، والاكتئاب.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة «شانغهاي العادية» في الصين، البروفيسورة يان لي: «تشير نتائجنا إلى أنّ الاستخدام المُفرط للشاشات قد يترك أدمغة الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في حالة من الإثارة؛ مما يؤدّي إلى انخفاض جودة النوم ومدّته».

وأضافت عبر موقع «يوريك أليرت»: «قد يكون هذا النوم السيئ نتيجة لتأخير مواعيده بسبب مشاهدة الشاشات، واضطراب نمطه بسبب التحفيز الزائد والتعرُّض للضوء الأزرق المنبعث منها».

كما أشارت إلى أنّ وقت الشاشة قد يحلّ محل الوقت الذي يمكن أن يقضيه الأطفال في النوم، ويرفع مستويات الإثارة الفسيولوجية والنفسية؛ مما يؤدّي إلى جعله أكثر صعوبة.