حملة دبلوماسية إسرائيلية ضد إيران و«حزب الله» و{الجنايات}

فلسطينيون محتجون على زيارة نتنياهو إلى موقع سوسيه الأثري في الضفة الغربية الأحد (إ.ب.أ)
فلسطينيون محتجون على زيارة نتنياهو إلى موقع سوسيه الأثري في الضفة الغربية الأحد (إ.ب.أ)
TT

حملة دبلوماسية إسرائيلية ضد إيران و«حزب الله» و{الجنايات}

فلسطينيون محتجون على زيارة نتنياهو إلى موقع سوسيه الأثري في الضفة الغربية الأحد (إ.ب.أ)
فلسطينيون محتجون على زيارة نتنياهو إلى موقع سوسيه الأثري في الضفة الغربية الأحد (إ.ب.أ)

يغادر الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، اليوم، في جولة على ثلاث دول أوروبية، فرنسا وألمانيا والنمسا، ومعه رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، وبالمقابل يغادر وزير الخارجية، غابي اشكنازي، إلى موسكو، وذلك ضمن حملة دبلوماسية تستهدف تجنيد الدعم لموقف تل أبيب في ثلاثة مواضيع أساسية، هي إيران وحزب الله ومحكمة الجنايات الدولية.
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، إن الموقف الإسرائيلي الذي سينقله المسؤولون الثلاثة، يتركز أولا، في اطلاع الأوروبيين على خطورة ابرام اتفاق نووي مع إيران ووقف العقوبات عليها، وثانيا في «نشاط حزب الله الذي يسيطر على لبنان ويحاول توسيع الجبهة العسكرية مع إسرائيل الى الجولان ويدير دولة داخل دولة تعتمد على المخدرات والإرهاب، وثالثا، محكمة الجنايات الدولية، التي تحاول إسرائيل، منعها بأي ثمن، من محاكمة مسؤولين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين.
وسيتولى رفلين واشكنازي مهمة التقاء السياسيين على أن يتولى كوخافي مهمة التقاء العسكريين، وقد نظمت له لقاءات مع وزراء الدفاع وقادة جيوش هذه الدول ومسؤوليها العسكريين. وسيستهل رفلين وكوخافي، الجولة، بزيارة ألمانيا، حيث سيجتمع الرئيس الإسرائيلي مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في القصر الرئاسي في برلين، تليها تصريحات مشتركة لوسائل الإعلام، كما تتضمن الجولة، لقاء رئيس الأركان الإسرائيلي كوخافي مع نظرائه الألمان.
وفي يوم غد الأربعاء، سيتوجه رفلين وكوخافي إلى فيينا، حيث يعقد الرئيس اجتماعًا سياسيًا مع رئيس النمسا، ألكسندر فان دير بلان، ومن المتوقع أن يتحدث الاثنان في حفل تأبين لقتلى الهولوكوست، الذي سيُقام عند سفح النصب التذكاري ليهود النمسا. وفي صباح اليوم الأخير من الجولة، بعد غد الخميس، ينطلق الرئيس الإسرائيلي ورئيس الأركان كوخافي، متوجهين إلى باريس، حيث يعقد رفلين اجتماعًا سياسيًا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بينما يلتقي كوخافي بالقادة العسكريين الفرنسيين.
وأما اشكنازي، فقد كان مقررا أن يغادر إلى موسكو، من الإمارات، وتم ترتيب لقاء له مع وزير الخارجية، سيرغي لافروف. ولكن، بعد أن أحبط نتنياهو زيارة اشكنازي للامارات، باتت زيارة موسكو غير مضمونة. إلا أن مصدرا مقربا من اشكنازي، أكد مساء أمس الاثنين، أنه سيسافر كباشرة من تل ابيب الى موسكو. وان الموضوع السوري سيطرح مع الروس، إضافة الى المواضيع الثلاثة المذكورة.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.