اتهام السلطات الجزائرية بـ«حسم» التشريعيات قبل موعدها

حنون تتحدث عن تحضير {وحش سياسي لاكتساح البرلمان}

TT

اتهام السلطات الجزائرية بـ«حسم» التشريعيات قبل موعدها

لن تعرف انتخابات البرلمان في الجزائر، المقررة في 12 يونيو (حزيران) المقبل، مشاركة «حزب العمال» اليساري، الذي شارك في كل الاستحقاقات منذ العودة إلى المسار الانتخابي عام 1997، وذلك بعد أن ذكرت زعيمته لويزة حنون أن «نتائجها محسومة سلفاً»، وقالت إن «وحشاً سياسياً يتم التحضير له لاكتساح البرلمان».
وكانت حنون تتحدث للصحافة، بالعاصمة أمس، بمناسبة اجتماع كوادر الحزب الذي بات من أشد المعارضين لسياسات الرئيس عبد المجيد تبون. وعدّت حنون الانتخابات التشريعية المرتقبة «بمثابة امتداد للمسار الانتخابي المفروض على الشعب، بعد استقالة بوتفليقة»، في إشارة إلى انتخابات الرئاسة التي جرت نهاية 2019 وكانت؛ حسبها، مفروضة من طرف الجيش، الذي حدد قائده السابق، الفريق أحمد قايد صالح، بنفسه تاريخ الاستحقاق. والشائع في الأوساط السياسية أن تبون كان مرشحه.
وقالت حنون، التي ترشحت مرتين لانتخابات الرئاسة (2009 و2014)، إن «الانتخابات التي تحضر لها السلطة لن تعزز الديمقراطية، لأنها تريد بسط هيمنتها على البرلمان والمجالس المحلية المنتخبة، بواسطة مجتمع مدني مفبرك»، مشيرة إلى أن النظام «لم يعد قابلاً للإصلاح، بل أصبح خطراً» حسب تعبيرها.
وأوضحت حنون: «الانتخابات محاولة بائسة لإبعاد الأنظار عن المشكلات الحقيقة التي تواجه البلد... زيادة على أن الانتخابات ليست مطلباً شعبياً، وقد لجأ إليها النظام بهدف إنقاذ نفسه من التهالك».
ونددت حنون بمشروعين سياسيين ترعاهما السلطة، سيدخلان معترك الانتخابات؛ هما: «مسار الجزائر الجديدة»، و«نداء الجزائر»، اللذان يتكونان من عشرات التنظيمات والناشطين فيما يسمى «المجتمع المدني». ووصفتها بأنهما «كيانان سيتحولان إلى وحش سياسي، سيكتسح البرلمان وسيكون مطية للانتهازيين وغطاء لشراء الذمم»، معلنة أنها ستطلق حملة في الميدان لمقاطعة الاستحقاق.
وغادرت حنون السجن العسكري في فبراير (شباط) 2020 بعد تبرئتها من تهمة «التآمر على الجيش»، بعد إدانتها من طرف محكمة عسكرية بالسجن 15 سنة مع التنفيذ في سبتمبر (أيلول) 2019، وأنزلت العقوبة نفسها بحق مديرين للاستخبارات سابقاً وشقيق بوتفليقة. لكن في مطلع العام الحالي بُرّئوا من التهمة بعد نقض الأحكام.
وتشهد الولايات الداخلية تهافتاً كبيراً على «المسار» و«النداء» للانتماء إليهما، بهدف الترشح للانتخابات، ضمن لوائح الترشيحات التابعة لهما. ويقود الأول منذر بوذن، وهو قيادي في حزب رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى، المسجون بتهم فساد، وكان ضمن طاقم ترشح بوتفليقة لولاية خامسة. فيما يرأس الثاني نزيه بن رمضان، المستشار بالرئاسة المكلف المجتمع المدني، وهو عضو البرلمان المنحل الشهر الماضي، ومنتخب في لائحة ترشيحات حزب شديد الولاء لبوتفليقة.
يذكر أن الرئاسة عدلت قانون الانتخابات، الذي صدر الأسبوع الماضي في شكل أمر رئاسي، بما أن البرلمان تم حله. ومن أهم ما تضمنه منع البرلمانيين الذين فازوا بولايتين متتاليتين أو منفصلتين من الترشح. وهذا الإجراء يعني حنون وكثيراً من كوادر حزبها، وعدداً كبيراً من قياديي الأحزاب الأخرى. ويتوقع أن يدخل حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» في حملة ضد الانتخابات هو أيضاً. كما أبدت «جبهة العدالة والتنمية» الإسلامية، بقيادة الشيخ عبد الله جاب الله، تحفظاً شديداً إزاء المسعى، بسبب ما يؤخذ على وجود «النداء» و«المسار» في المعترك؛ اللذين يتوقع أن يكونا ركيزة تبون في البرلمان بهدف حشد الدعم لسياساته.
في المقابل، أعلنت «جبهة التحرير الوطني» (غالبية في البرلمان السابق)، و«التجمع الوطني» مشاركتهما في الاستحقاق. والحزبان يملكان آلاف المناضلين. كما أيدت المسعى الأحزاب الإسلامية، ممثلة في «حركة مجتمع السلم» و«حركة الإصلاح الوطني» و«حركة البناء الوطني».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.