مواجهات في النجف بين الأمن ومحتجين

مصادر: 10 مرشحين لمنصب المحافظ و3 لقائد الشرطة على طاولة الكاظمي

مواجهة بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب في النجف أمس (أ.ف.ب)
مواجهة بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب في النجف أمس (أ.ف.ب)
TT

مواجهات في النجف بين الأمن ومحتجين

مواجهة بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب في النجف أمس (أ.ف.ب)
مواجهة بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب في النجف أمس (أ.ف.ب)

لليوم الثاني على التوالي تجددت، بعد ظهر أمس، المواجهات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين المطالبين بإقالة المحافظ لؤي الياسري ونائبيه ومحاسبة الفاسدين في الإدارات المحلية السابقة. وشكل نجاح الحراك في محافظة ذي قار الجنوبية، التي مركزها الناصرية، في إطاحة المحافظ ناظم الوائلي الشهر الماضي، تشجيعاً لجماعات الحراك في النجف ومحافظات أخرى على مواصلة المظاهرات لتحقيق الهدف نفسه.
ويقول الناشط أبو زين العابدين الحسناوي: «المتظاهرون تجمعوا في (ساحة الصدرين) وساروا باتجاه مبنى المحافظة القريب، لكن قوات مكافحة الشغب منعتهم من الوصول إلى المبنى، مما أحدث صداماً بين الطرفين».
ويضيف الحسناوي لـ«الشرق الأوسط»، أن «المظاهرات والاحتكاكات بين الجانبين استمرت لنحو 4 ساعات سقط خلالها نحو 5 إصابات؛ ضمنها (قلع عيني) اثنين من المتظاهرين، وإصابة آخر برصاصة في ساقه، فضلاً عن إصابات طفيفة أخرى». وأشار إلى أن «جماعات الحراك طالبت الحكومة الاتحادية بالاستبدال بعناصر مكافحة الشغب قوات الجيش العراقي، نظراً لتصرفاتهم العنيفة مع المتظاهرين، علماً بأن بعض الاتجاهات تدعو للتظاهر ضد الحكومة المحلية، لكنها لا تحبذ التصعيد والمواجهة».
ويتردد بين أوساط الحراك الاحتجاجي في النجف أن جماعات متحالفة ومؤيدة للمحافظ السابق للنجف والمرشح السابق لرئاسة الوزراء عدنان الزرفي، تدفع باتجاه التصعيد مع السلطات المحلية لإقالة المحافظ وإدارته والإتيان بإدارة جديدة، كما تتهم بعض جماعات الحراك غالبية الأحزاب السياسية في المحافظة بتحريض بعض الشباب المتحمسين لخلط الأوراق والسعي للاستحواذ على منصب المحافظ.
وتسعى حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بخطوات حثيثة إلى امتصاص النقمة الجماهيرية ومعالجة حالة التوتر المتواصلة منذ أشهر طويلة في الناصرية. وتتحدث مصادر قريبة من الحكومة عن وجود 10 أسماء مرشحة لشغل منصب المحافظ على طاولة الكاظمي، إلى جانب 3 أسماء لشغل منصب قائد الشرطة الذي استقال من منصبه.
وقرر الكاظمي في نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي، قبول استقالة المحافظ السابق ناظم الوائلي على خلفية صدامات عنيفة بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب خلفت أكثر من 8 قتلى وعشرات المصابين، وكلف بديلاً عنه رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي بإدارة ملف المحافظة إلى حين الاتفاق على محافظ جديد. الوائلي استقال تحت ضغط الاحتجاجات وتداعياتها، وكانت الاستقالة من بين شروط عشرة وضعها حراك الناصرية أمام الحكومة الاتحادية لإيقاف التصعيد الاحتجاجي.
ووافق وزير الداخلية عثمان الغانمي، أمس، على إعفاء قائد شرطة ذي قار اللواء عودة سالم عبود، وكانت القضية هي الأخرى من بين شروط جماعات الحراك.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء اليوم أعضاء مجلس النواب عن محافظة ذي قار، لمناقشة الأسماء المطروحة لشغل منصب المحافظ وقائد الشرطة. وكانت الآلية المتبعة لاختيار المحافظ هي تصويت أعضاء مجلس المحافظة، قبل أن يتخذ البرلمان الاتحادي، العام الماضي، قراراً بإيقاف عمل المجالس المحلية، وأوكل مهمة ذلك إلى ممثلي المحافظات في مجلس النواب.
من جانبهم، حدد نواب محافظة ذي قار، أمس، معايير محددة لاختيار الشخصية المناسبة لشغل منصب المحافظ قبل اجتماعهم المرتقب مع رئيس الوزراء. وقال النائب عن ذي قار، ستار الجابري، لـ«وكالة الأنباء الرسمية»، إن «الكتل السياسية ونواب محافظة ذي قار اشترطوا معايير محددة لاختيار شخصية المحافظ الجديدة؛ هي: الاستقلالية، والنزاهة، والمهنية».
وليس من الواضح مدى التزام الكتل السياسية في القبول بشخصية غير مرتبطة بأحزاب السلطة وبكتلها السياسية لشغل المنصب، ويتردد في الكواليس السياسية حديث عن صراع حاد بين تلك الكتل للدفع بأحد عناصرها أو الموالين لها لشغل منصب المحافظ، مما قد يبقي حالة التوتر والغضب قائمة في ذي قار؛ إذ تصرّ جماعات الحراك على إسناد منصب المحافظ إلى شخصية مستقلة وذات كفاءة من أبناء المحافظة، وسبق أن رشحت 3 شخصيات أكاديمية لشغل المنصب.



مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي»، وهو ما عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس» الأربعاء، هنأ خلاله الرئيس الأميركي المنتخب.

وقال السيسي: «نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين»، وأضاف: «البلدان لطالما قدما نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة»، مؤكداً تطلعه إلى مواصلة هذا النموذج في «هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم».

وأثارت أنباء فوز ترمب تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتصدر وسوم عدة الترند في مصر، مصحوبة بمنشورات لتهنئة للرئيس الأميركي المنتخب. وبينما عول سياسيون وإعلاميون مصريون على ترمب لوقف الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام، ووضع حد للتصعيد في المنطقة، أكدوا أن «مواقف الرئيس المنتخب غير التقليدية تجعل من الصعب التنبؤ بسياسة الإدارة الأميركية في السنوات الأربع المقبلة».

ولا يرى الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري «اختلافاً بين ترمب ومنافسته الخاسرة كامالا هاريس من القضية الفلسطينية»، لكنه أعرب في منشور له عبر «إكس» عن سعادته بفوز ترمب، وعده «هزيمة للمتواطئين في حرب الإبادة».

أما الإعلامي المصري أحمد موسى فعد فوز ترمب هزيمة لـ«الإخوان»، ومن وصفهم بـ«الراغبين في الخراب». وقال في منشور عبر «إكس» إن هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن «كانوا شركاء في الحرب» التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة.

وعول موسى على ترمب في «وقف الحروب بالمنطقة وإحلال السلام وعودة الاستقرار». وكذلك أعرب الإعلامي المصري عمرو أديب عن أمله في أن «يتغير الوضع في المنطقة والعالم للأفضل بعد فوز ترمب».

مفاهيم السلام

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لن تواجه عقبات أو مشكلات على المستوى الثنائي خلال عهد ترمب»، لكنه أشار إلى أن «مواقف الرئيس المنتخب من القضية الفلسطينية وأفكاره غير التقليدية بشأنها قد تكون أحد الملفات الشائكة بين القاهرة وواشنطن».

وأوضح العرابي لـ«الشرق الأوسط» أن «ترمب يتبنى مفاهيم عن السلام في الإقليم ربما تختلف عن الرؤية المصرية للحل»، مشيراً إلى أن «القضية الفلسطينية ستكون محل نقاش بين مصر والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة».

وتبنى ترمب خلال ولايته الأولى مشروعاً لإحلال «السلام» في الشرق الأوسط عُرف باسم «صفقة القرن»، والتي يرى مراقبون أنه قد يعمل على إحيائها خلال الفترة المقبلة.

وعدّ سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي وصول ترمب للبيت الأبيض «فرصة لتنشيط التعاون بين مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة، وربما إيجاد تصور لكيفية إدارة القطاع مستقبلاً».

وقال الريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «ترمب يسعى لتحقيق إنجازات وهو شخص منفتح على الجميع ووجوده في البيت الأبيض سيحافظ على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن».

تصحيح العلاقات

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن فوز ترمب بمثابة «عودة للعلاقات الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة بين القاهرة وواشنطن». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «فوز ترمب هو تدعيم للعلاقة بين القيادة المصرية والبيت الأبيض»، مشيراً إلى أن الرئيس المصري لم يزر البيت الأبيض طوال أربع سنوات من حكم بايدن، واصفاً ذلك بأنه «وضع غريب في العلاقات الثنائية سيتم تصحيحه في ولاية ترمب».

وأضاف هريدي أن «فوز ترمب يسدل الستار على الحقبة الأوبامية في السياسة الأميركية، والتي بدأت بتولي الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2009 واستُكملت في ولاية جو بايدن الحالية»، وهي حقبة يرى هريدي أن واشنطن «انتهجت فيها سياسات كادت تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة». ورجح أن تعمل إدارة ترمب على «وقف الحروب وحلحلة الصراعات في المنطقة».

وزار الرئيس المصري السيسي البيت الأبيض مرتين خلال فترة حكم ترمب عامي 2017 و2019. وقال ترمب، خلال استقباله السيسي عام 2019، إن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن لم تكن يوماً جيدة أكثر مما هي عليه اليوم، وإن السيسي يقوم بعمل عظيم».

لكن السيسي لم يزر البيت الأبيض بعد ذلك، وإن التقى بايدن على هامش أحداث دولية، وكان أول لقاء جمعهما في يوليو (تموز) 2022 على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، كما استقبل السيسي بايدن في شرم الشيخ نهاية نفس العام على هامش قمة المناخ «كوب 27».

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة أن «مصر تتعامل مع الإدارة الأميركية أياً كان من يسكن البيت الأبيض». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات مع واشنطن لن تتأثر بفوز ترمب، وستبقى علاقات طبيعية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة».

وعد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فوز ترمب فرصة لحلحلة ملف «سد النهضة»، الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور الوسيط عام 2019.

وهنا أكد العرابي أنه «من السابق لأوانه معرفة الدور الذي ستلعبه إدارة ترمب في عدد من الملفات المهمة لمصر ومن بينها (سد النهضة)»، وقال: «ترمب دائماً لديه جديد، وطالما قدم أفكاراً غير تقليدية، ما يجعل التنبؤ بمواقفه أمراً صعباً».

بينما قال هريدي إن «قضية سد النهضة ستحل في إطار ثنائي مصري - إثيوبي»، دون تعويل كبير على دور لواشنطن في المسألة لا سيما أنها «لم تكمل مشوار الوساطة من قبل».