الجيش الليبي يستعيد أهم معاقله في بنغازي في عملية «وطواط الجحيم»

الأمم المتحدة تلمح مجددا إلى تأجيل الحوار الوطني

الجيش الليبي يستعيد أهم معاقله في بنغازي في عملية «وطواط الجحيم»
TT

الجيش الليبي يستعيد أهم معاقله في بنغازي في عملية «وطواط الجحيم»

الجيش الليبي يستعيد أهم معاقله في بنغازي في عملية «وطواط الجحيم»

قبل ساعات من انعقاد الجولة الثالثة من الحوار الوطني الليبي المقررة اليوم في مدينة غدامس بجنوب ليبيا، ألمحت بعثة الأمم المتحدة للدعم، أمس، إلى احتمال تأجيل الحوار الذي يضم ممثلين عن مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق والمنتهية ولايته).
وبالتزامن مع هذه التطورات، أظهر تسجيل فيديو، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، العقيد ونيس بو خمادة آمر القوات الخاصة (الصاعقة) التابعة للجيش الليبي في مدينة بنغازي بشرق البلاد، وهو يعلن في اتصال باللاسلكي مع بعض قيادات الجيش، السيطرة على معسكر القوات الخاصة في عملية عسكرية أطلق عليها اسم «‏وطواط الجحيم».
كما تلقت «الشرق الأوسط» صورا فوتوغرافية يظهر فيها قائد القوات الخاصة برفقة بعض الجنود والقادة العسكريين أمام بوابة المعسكر، الذي يعتبر أهم معقل للجيش في بنغازي، والذي احتله أعضاء متطرفون مما يسمى بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي» بعد معارك طاحنة نهاية شهر يوليو (تموز) من العام الماضي.
ونجحت قوات الصاعقة وفقا لتأكيدات مسؤولين عسكريين لـ«الشرق الأوسط» هاتفيا في استعادة المعسكر الذي يعتبر أهم معقل للجيش النظامي في مناطق شرق ليبيا بأكملها ويضم نخبة المتدربين على مختلف أنواع الأسلحة.
إلى ذلك، أعلنت عمليات الجيش الوطني عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن «اشتباكات عنيفة باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة اندلعت، أمس، بين الجيش والجماعات المتطرفة في مدينة بنغازي»، مشيرة إلى أن «القتال دار في محوري الصابري وشارع الشريف».
وقالت الغرفة إنه «كان بالإمكان سماع صوت قصف من الطائرات العمودية في منطقة الصابري»، مشيرة إلى «تصاعد الاشتباكات بعد وصول سلاح وذخائر جديدة».
ولقي جنديان بالجيش الليبي مصرعهما، مساء أول من أمس، جراء الاشتباكات العنيفة بمحور بوعطني، بينما أكد ميلود الزوي، المتحدث العسكري باسم قوات الصاعقة، أن «قوات الجيش الليبي كبدت عناصر تنظيم أنصار الشريعة خسائر كبيرة في العتاد». مشيرا إلى أن «قوات الجيش تتقدم بحذر من كافة محاور المدينة، لانتشار القناصة بأعلى أسطح المنازل».
من جهتها، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في بيان لها، إن «اجتماع الحوار الوطني الليبي سيعقد في داخل ليبيا لاحقا هذا الأسبوع»، مشيرة إلى أنها تقوم بتيسير اجتماع للحوار السياسي الليبي بهدف إنهاء الأزمة السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد. وأضافت أن تحديد مكان وزمان هذه الجولة يعتمد على إتمام ما وصفته بـ«التحضيرات اللوجيستية والأمنية».
وأوضح بيان البعثة أنه «من المنتظر أن يبدأ في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مسار حوار مواز يضم الأحزاب السياسية الليبية والنشطاء السياسيين الليبيين، حيث سينعقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف»، لافتا إلى أن «اجتماعات تحضيرية يشارك فيها قادة الجماعات المسلحة ستنعقد أيضا خلال هذا الأسبوع».
من جهته، اعتبر البرلمان السابق في رسالة مفتوحة وجهها، أمس، إلى أعضاء البرلمان الأوروبي أنه، ولإنجاح الحوار، يتحتم الالتزام بالإعلان الدستوري وحكم الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا والتمسك بأهداف ومبادئ ثورة 17 فبراير (شباط)، وعدم محاورة كل من كان مطلوبا للقضاء.
وطلب المؤتمر في الرسالة التي بثت وكالة الأنباء الموالية له فقرات منها وجود ضمانات حقيقية، وفاعلة تتلخص في وجود ضمانات دولية تشمل وجود دول ضامنة لتحقيق مخرجات الحوار، بالإضافة إلى ضمانات أمنية وعسكرية تشمل وضع خطة أمنية يتفق عليها، يلعب فيها الثوار المنضوون تحت شرعية رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي دورا أساسيا لحماية مخرجات الحوار.
إلى ذلك، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن مجموعات مسلحة في ليبيا «هاجمت وخطفت ورهبت وهددت وقتلت بطريقة عنيفة، صحافيين ليبيين، وأفلتت من العقاب على مدى العامين الماضيين، مما حدا بالكثير إلى الفرار من البلاد أو فرض الرقابة الذاتية على نفسه».
وأوردت المنظمة في تقرير بعنوان «الحرب على وسائل الإعلام: الصحافيون تحت الهجوم في ليبيا»، أنها أحصت منذ منتصف 2012 وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، «91 على الأقل من التهديدات والاعتداءات ضد الصحافيين، 14 منها بين النساء».
وأوضح تقرير المنظمة الذي تم عرضه في مؤتمر صحافي بالعاصمة تونس، أن «الحالات تشمل 30 عملية اختطاف أو اعتقال تعسفي لفترة قصيرة، و8 حالات قتل، وإن كان الصحافيون قد تعرضوا للقتل في بعض الحالات بطريق الخطأ خلال إعدادهم لتقارير تتعلق بأحداث العنف».
وقالت المنظمة إنها «وثّقت 26 هجمة مسلحة ضد مكاتب محطات التلفزيون والإذاعة»، مثل الهجوم الذي استهدف في أغسطس (آب) الماضي، قناة «العاصمة» ودمر معداته وعطل بثه بشكل دائم.
وأضافت: «كان ثمة صحافيون من بين 250 شخصا قتلوا فيما يظهر أنها اغتيالات سياسية في ليبيا خلال العام الماضي»، مشيرة إلى أنها وثقت الأدلة على أن الجماعات المسلحة سعت لمعاقبة الصحافيين ووسائل الإعلام لإعداد التقارير، أو لآرائهم، أو لتعاطفهم المتصور.
وقالت المنظمة إن المحاكم الليبية «تعمل على ملاحقة الصحافيين وغيرهم قضائيا بتهمة التشهير بالمسؤولين الحكوميين وغيرها من التهم التي تنتهك حرية التعبير».
وطالبت جميع الجهات الحكومية وغيرها في ليبيا بإدانة الهجمات ضد الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام وإجراء تحقيقات سريعة وشفافة ونزيهة، ورأت أنه «ينبغي على السلطات الحكومية والكيانات غير الحكومية التي تسيطر على الأراضي أن تدين الاعتداءات على الصحافيين وتحاسب المسؤولين عنها حيثما أمكن ذلك».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.