أوباما وزوجته ينتجان برنامجاً عن المسلمين في رمضان

يبث على شبكة يتابعها مليار شخص... ويهدف إلى الحد من الإسلاموفوبيا

أوباما وزوجته ينتجان برنامجاً عن المسلمين في رمضان
TT

أوباما وزوجته ينتجان برنامجاً عن المسلمين في رمضان

أوباما وزوجته ينتجان برنامجاً عن المسلمين في رمضان

ينتج الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وزوجته ميشيل أوباما، برنامجاً رمضانياً على حلقات تبث يومياً طوال الشهر الكريم عبر الحلقات الصوتية «البرودكاست»، ويركز البرنامج على الإسلام والمسلمين، في محاولة لتعميق التعايش في الولايات المتحدة، وتوطيد علاقة أميركا مع الجالية الإسلامية، حسبما أفادت به شبكة «تيلر ريبورت».
ويتضمن البرنامج المسمى «هاير جراوند (أرضية أعلى)... أخبرهم مَن أنا»، الذي تنتجه شركة «هاير جراوند» المملوكة لأوباما وميشيل، بالاشتراك مع إذاعة «سبوتيفاي»، إجراء حوارات مع فنانين وممثلين ونشطاء ورياضيين من الجالية المسلمة في أميركا، «ويركز على الجوانب الإنسانية للضيوف».
وكشفت متشيا أبو سيف (الأميركية من أصل باكستاني)، التي ستلعب دور المذيعة في هذه الحلقات، في تصريحات، أن «القصص التي سيتناولها البرنامج ستكون عامة، وجميع الضيوف سيكونون مسلمين، والهدف النهائي للبرنامج هو أن يحب الناس الضيوف الذين يستمعون إليهم دون الكشف عن هويتهم».
تعرض البرنامج لموجة من الهجوم من عدة صحف موالية للأحزاب اليمينية بمجرد الإعلان عنه، ووُصف بأنه يعكس نوعاً من «غرام اليسار الأميركي مع الإسلاموية»، وقال الكاتب روبرت سبنسر في تقرير: «هذا ما كنت تنتظره... أوباما ينتج برنامجاً لجميع المسلمين في رمضان».
وأضاف ساخراً: «يعد البرنامج بإظهار أفضل ما في الطبيعة البشرية... سيكون بالتأكيد للمسلمين».
وكشف مخرج البرنامج أن أول حوار سيكون مع الممثل المسلم الأميركي ذي الأصل المصري الفلسطيني، رامي يوسف، البالغ من العمر 30 عاماً، من مواليد ولاية نيوجيرسي الذي اشتهر بعد ظهوره في المسلسل الكوميدي «رامي» الذي جسد الصراع الذي يعيشه الأميركي المسلم أو العربي المهاجر في الولايات المتحدة بين منظومة القيم التي قدم بها من مجتمعه الأصلي، وقيم المجتمع الأميركي، وكما جسد المشاكل التي يواجها المهاجر داخل أميركا، نتيجة للتنميط السلبي أو بعض جوانب الإسلاموفوبيا التي تعززها بعض التيارات اليمينية.
وحصل رامي يوسف، الذي درس الاقتصاد في إحدى الجامعات الأميركية، على جائزة «غولدن غلوب»، وقد فاجأ جمهوره عندما صعد إلى خشبة المسرح لتسلم الجائزة بقوله: «الله أكبر». وبحسب وسائل الإعلام، فقد قصد من هذا الموقف إزالة الدعاية السلبية، والفهم الخاطئ الذي يحيط ببعض الأميركيين في فهمهم لخلفية مثل هذه العبارات التي لها سياقات مختلفة عما التصق بها.
ويستضيف البرنامج أيضاً، وفقاً للتوقعات، شخصيات أميركية مسلمة بارزة مثل أميرة ساكت، فنانة موسيقى «هيب هوب» للحديث عن بناء الجسور بين الأميركيين المسلمين ومكونات المجتمع الأميركي الأخرى، وأيضاً جي ويلو ويلسون الروائية الأميركية من أصل مصري، كتبت عدة أعمال أدبية أشهرها رواية «القاهرة».
وقالت ميشيل أوباما في تعليق لها على مشاركتها في مثل هذه الأحداث: «أحب هذه الأعمال لأننا تواصلنا معها رغم الظروف التي أحاطت بنا طوال السنوات الماضية سواء كانت هذه الظروف وباء عالمياً أو موجة عنصرية على المستوى الوطني».
يشار إلى أن شركة «هير جراوند» المملوكة لعائلة أوباما تستعد لإنتاج مسلسل عن الأميركي جورج فلويد الذي تسبب وفاته في موجة احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للعنصرية في أميركا، العام الماضي.
يُشار إلى أن شبكة «سبوتيفاي» الذي سيتم من خلالها بث حلقات البرنامج، تصل تغطيتها إلى 86 دولة ويتابعها مليار مستمع، بعشرات اللغات. ولها مقران؛ أحدهما في ستوكهولم، والآخر في نيويورك.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».