يعود الاسكوتلندي ديفيد مويز مدرّب نادي وستهام إلى مانشستر اليوم لمواجهة «الشياطين الحمر»، بعدما استعاد سمعته إثر فترة مخيّبة تلت مشواره المحبط في ملعب أولد ترافورد. ويعيش مويز موسماً رائعاً مع وستهام في الدوري الإنجليزي، وبحال فوزه على أرض فريقه السابق، سيعزّز حظوظه المفاجئة بالتأهل إلى دوري أبطال أوروبا.
وسيكون حلول فريق شرق لندن بين الأربعة الأوائل والتأهل إلى المسابقة القارية الأولى، بمثابة مفاجأة نارية في «البريمييرليغ» التي يسيطر عليها أمثال طرفي مانشستر (سيتي ويونايتد)، وليفربول، وتشيلسي، وتوتنهام وآرسنال. يحتل وستهام راهناً المركز الخامس بفارق نقطتين عن تشيلسي ولعب مباراة أقل، ويخوض مواجهة يونايتد بعد فوزه ثلاث مرات في آخر 4 مباريات في الدوري. كما أن وستهام ليس بعيداً نظرياً عن يونايتد الثاني، فبحال إحرازه النقاط الثلاث في عقر دار الفريق الأحمر، بالإضافة إلى مباراته المؤجلة، سيتساوى معه بعدد النقاط، مع الدخول في الخط المستقيم الأخير لنهاية الدوري.
وقال مويز: «إذا أحرزنا النقاط الثلاث في أولد ترافورد، سيكون إنجازاً كبيراً لنا». وتابع: «نعيش فترة جيدة جداً منذ مطلع السنة. نلعب جيداً ونريد متابعة هذا المشوار». وأضاف مويز: «احتلال مكان بين أول 10 فرق سيكون رائعاً بالنسبة لوستهام بالنظر إلى وضعنا السابق. لكننا في وضع أفضل كثيراً الآن، ولذا فأنا أتطلع للأعلى. ولا أرى ما يمنع أن نكون بالقرب من هذه المراكز (المربع الذهبي)».
وأضاف المدرب الاسكوتلندي: «اللاعبون غيروا تفكيري لأنني الآن أنظر للأعلى وأفكر فيما يمكن الوصول إليه ولا بد لي من الإشادة باللاعبين على ذلك». وأشار مويز إلى أن النتائج الأخيرة للفريق غيرت المزاج العام في أروقة النادي اللندني. ومضى المدرب قائلاً: «في هذا الوقت من العام الماضي كنا نتساءل عن إمكانية تجنب الهبوط. حالياً الأسئلة مختلفة وتتعلق بإمكانية الحصول على مكان في المربع الذهبي أو التأهل للعب أوروبياً. وهذا يظهر حجم التقدم الذي حققناه».
وفي الفترة عينها من العام الماضي، كان مويز يكافح لإنقاذ وستهام من منطقة الهبوط، بعد تسلمه مهامه في ديسمبر (كانون الأول) 2019. جدّد تشكيلاته بتعاقدات محكمة، بينها الثنائي التشيكي توماش سوتشيك وفلاديمير تسوفال، والجناح جارود بوين واستعار أخيراً جيسي لينغارد من مانشستر يونايتد تحديداً. لا يمكن للينغارد مواجهة فريقه الأصلي، لكن قدرة مويز على إعادة إحياء لاعب الوسط الدولي بدت واضحة وأنقذت مسيرته، كما بث روح التطوير في ديكلان رايس مستعيداً لمسته السحرية التي اشتهر بها مع إيفرتون.
عندما استقدمه يونايتد في 2013، نُظر إلى الاسكوتلندي بأنه أحد أبرز مدربي «البريمييرليغ» بعد فترة 11 عاماً أمضاها في ملعب غوديسون بارك. ورغم أنه لم يضع إيفرتون على منصات التتويج، فإنه رفعه لمصاف الأربعة الكبار في 2005، وكان زبوناً دائماً في النصف الأول من الترتيب بميزانية محدودة. زكّى تعيينه في يونايتد سلفه الأسطورة أليكس فيرغسون بعد اعتزاله. ورث فريقاً مهيأً لإحراز الألقاب موقعاً عقداً لستة أعوام، فتوقع كثيرون أن يمنح نضارة لتشكيلة بدأت تتقدّم في السن، محافظاً على استمرارية النجاح.
لم يعرف أي راحة أو استقرار في أولد ترافورد، فكانت قراراته محط انتقاد لاذع من الجماهير والمحللين، وحتى من لاعبي فريقه، خلافاً لوضعيته المريحة مع إيفرتون. انتُقد لتكتيكه الحذر وسُخر منه لاستقدام لاعب الوسط البلجيكي مروان الفلايني من إيفرتون، لتناقض أسلوب لعبه مع مبادئ يونايتد. سرعان ما أصبح رجلاً بائساً عرف أن حلمه يتلاشى أمام عينيه.
بعد أقل من موسم، أقيل في أبريل (نيسان) 2014، عندما كان يونايتد يترنّح في المركز السابع في طريقه للغياب عن دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 1995. عاد إلى مقعد التدريب بعد أشهر قليلة في ريال سوسييداد الإسباني، لكن مرة جديدة لم يجد نفسه في صفوف الفريق الباسكي. المدرب المعروف بقدرته على الاستمرارية، غرق في الدوري الإسباني المتنوّع، فأقيل بعد 12 شهراً على تعيينه.
لم تكن تجربته التالية مع سندرلاند الإنجليزي أفضل. عودته إلى «البريمييرليغ» في 2016 كانت كارثية مع هبوط فريقه إلى دوري المظاليم في موسمه الأول. كان صعباً آنذاك التخيّل أن يكون مويز قادراً على إنقاذ مسيرته التدريبية المتهالكة. لكن ابن السابعة والخمسين كوفئ على إيمانه بأخلاقيات العمل وروحية الفريق. ساعدته فترة التوقف بسبب فيروس كورونا، فعمل بصمت وسلام دون ضغوط جماهير وستهام المتطلبة عادة. لا شكّ أن الفوز على يونايتد اليوم سيشكل نجاحاً إضافياً في انتفاضة مسيرته، لكن تأهله إلى دوري الأبطال في نهاية الموسم، سيكون النقطة الحاسمة في مشوار إعادة تأهيله وإحدى أبرز قصص هذا الموسم.
في المقابل، قال أولي غونار سولسكاير مدرب مانشستر يونايتد إن نظيره ديفيد مويز «قام بعمل رائع» بقيادة الفريق اللندني للمنافسة على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال. وقال سولسكاير: «إنه فريق رائع... يملك لاعبين يجيدون التسجيل وصناعة الفرص والدفاع جيداً وينفذون الركلات الثابتة على أكمل وجه». وعن افتقاد وستهام لينغارد لأنه لا يستطيع اللعب أمام ناديه الأصلي، قال سولسكاير إن صفقة انتقال لينغارد على سبيل الإعارة من يونايتد أثبتت نجاحها خصوصاً بعد أن تم ترشيحه لجائزة لاعب الشهر في فبراير (شباط). وقال سولسكاير: «أبلى جيسي بلاء حسناً واستفاد ديفيد مويز من الصفقة ونحن كذلك».
من جانبه، يأمل مويز في أن يقود النجاح الكبير الذي حققه فريقه هذا الموسم في إقناع لينغارد في البقاء في وستهام. وبات الدولي الإنجليزي البالغ عمره 28 عاماً واحداً من أبرز لاعبي وستهام منذ وصوله من مانشستر يونايتد على سبيل الإعارة في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث أحرز أربعة أهداف وصنع اثنين في ست مباريات.
سولسكاير يكيل المديح لمويز قبل مواجهة مانشستر يونايتد ووستهام اليوم
المدرّب الاسكوتلندي يعود إلى «أولد ترافورد» مرفوع الرأس بعد مشواره المحبط مع النادي
سولسكاير يكيل المديح لمويز قبل مواجهة مانشستر يونايتد ووستهام اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة