إيان سانت جون لعب دوراً أساسياً في ظهور ليفربول قوة عظمى بعالم كرة القدم

التعاقد مع المهاجم الاسكوتلندي أثبت أن الأموال كانت تنفق بشكل جيد في الستينيات

إيان سانت جون كان جزءاً لا يتجزأ من فريق ليفربول العظيم في الستينيات (غيتي)
إيان سانت جون كان جزءاً لا يتجزأ من فريق ليفربول العظيم في الستينيات (غيتي)
TT

إيان سانت جون لعب دوراً أساسياً في ظهور ليفربول قوة عظمى بعالم كرة القدم

إيان سانت جون كان جزءاً لا يتجزأ من فريق ليفربول العظيم في الستينيات (غيتي)
إيان سانت جون كان جزءاً لا يتجزأ من فريق ليفربول العظيم في الستينيات (غيتي)

كان إيان سانت جون مذيعاً موهوباً للغاية، لكن المشكلة بالنسبة لهؤلاء الرياضيين الذين يحققون نجاحاً كبيراً في مهنة ثانية بعد الاعتزال تتمثل في أن الناس غالباً ما ينسون السبب الذي جعل هؤلاء النجوم مشهورين في المقام الأول. فعندما تذكر اسم إيان سانت جون اليوم، سيتبادر إلى الذهن على الفور صورة رجل ذي شعر أبيض قصير يرتدي سترة رياضية، لكن لا ينبغي أن ننسى أن جون كان لاعباً عظيماً، لعب دوراً كبيراً في ظهور ليفربول قوة عظمى في كرة القدم الإنجليزية.
بحلول ربيع عام 1961، شعر المدير الفني لليفربول آنذاك، بيل شانكلي، بالإحباط. وكان شانكلي قد تولي القيادة الفنية للريدز في ديسمبر (كانون الأول) 1959. ورغم نجاحه في تحسين شكل ونتائج الفريق بشكل فوري، إلا أن ليفربول قد أنهى الموسم في المركز الثالث في دوري الدرجة الثانية، بفارق ثماني نقاط عن صاحب المركز الثاني المؤهل للصعود. وفي الموسم التالي، عجز الفريق عن تقديم مستويات ثابتة وأنهى الموسم في المركز الثالث مرة أخرى. وبالتالي، رأى شانكلي أنه بحاجة إلى التعاقد مع مدافع ومهاجم جيدين. وقبل الموعد النهائي لفترة الانتقالات، قدم شانكلي عرضاً لبريان كلوف، الذي كان يشعر بالاستياء في ميدلسبره وكان يبحث عن مغامرة جديدة، لكن كلوف فضل الانتقال إلى سندرلاند بدلاً من ذلك.
وبالتالي كان يتعين على شانكلي أن يبحث عن مهاجم آخر يمتلك القدرات والإمكانات التي يريدها. لقد كان شانكلي يريد التعاقد مع مهاجم هداف يمكنه اللعب بجوار روجر هانت، وأن يكون ذكياً بحيث يمكنه التأقلم والتكيف مع طريقة اللعب التي تعتمد على الدفع باثنين من المهاجمين في الخط الأمامي، بدلاً من الاعتماد على مهاجم واحد ينتظر الدعم من الأطراف، كما كان معتاداً. من المؤكد أن كلوف كان خياراً مثالياً، نظراً لأنه قد سبق وتألق في طريقة اللعب التي تعتمد على اثنين من المهاجمين إلى جانب آلان بيكوك في ميدلسبره. ثم رأى شانكلي خبراً في صحيفة اسكوتلندية يقول إن نادي مذرويل الاسكوتلندي سيسمح لإيان سانت جون بالرحيل.
لقد كان سانت جون في السادسة من عمره عندما توفي والده، الذي كان يعمل كعامل فولاذ. وكان واحداً من ستة أطفال تتعهد والدتهم برعايتهم، وسبق له العمل في مصنع «كولفيل للصلب» وأظهر كفاءة كملاكم. كان سانت جون يبلغ من العمر 23 عاماً في ذلك الصيف، لكنه سجل بالفعل 80 هدفاً في الدوري الاسكوتلندي، وكان بالفعل لاعباً دولياً في منتخب اسكوتلندا. كما سجل ثلاثة أهداف (هاتريك) في مرمى نادي هيبس في غضون 150 ثانية فقط.
لقد كان قوياً وشرساً وذكياً ومليئاً بالطاقة والحيوية، ولديه القدرة على الوصول إلى المرمى من أقصر الطرق وتسجيل الأهداف من أنصاف الفرص، وبالتالي كان مهاجماً متكاملاً ومثالياً. لقد أقنع شانكلي اثنين من مديري ليفربول بأنه يتعين على النادي التعاقد معه، رغم أن ذلك كان يعني دفع 37.500 جنيه إسترليني، لتكون هذه هي أغلى صفقة في تاريخ النادي آنذاك. وفي ذلك اليوم، توجهوا إلى نادي مذرويل في سيارة من طراز «رولز رويس» مملوكة لأحد المديرين لمشاهدة سانت جون وهو يلعب ضد هاميلتون.
لقد أتموا الصفقة بعد منتصف الليل بقليل، قبل أن يتحرك مسؤولو نادي نيوكاسل، الذي كان يرغب أيضاً في التعاقد معه. وفي ذلك الصيف أيضاً، ضم ليفربول المدافع رون ييتس من نادي دندي يونايتد. وقال شانكلي إن التعاقد مع هذين اللاعبين يعد بمثابة نقطة تحول في تاريخ النادي، حيث قادا النادي للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم التالي، والفوز بلقب الدوري في عام 1964، وكأس الاتحاد الإنجليزي في عام 1965. وكان سانت جون هو من سجل هدف الفوز في الوقت الإضافي للمباراة النهائية ضد ليدز يونايتد.
لقد كون سانت جون شراكة هجومية قوية للغاية مع روجر هانت، كما كان يتسم بالجرأة والقدرة على الابتكار. وقال عالم الاجتماع جون ويليامز في كتابه «الرجال الحمر»، «سانت جون يجسد فترة الستينيات في ملعب آنفيلد». وخلال تلك الفترة، كانت جماهير ليفربول تتغنى باسم سانت جون في ملعب «آنفيلد». لقد قاد سانت جون ليفربول للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى عام 1966. كما قاد الفريق للوصول للمباراة النهائي لكأس الكؤوس الأوروبية التي خسرها أمام بوروسيا دورتموند الألماني. لكن مستوى الفريق بدأ يتراجع بمرور الوقت، خصوصاً أن شانكلي كان بطيئاً في ضخ دماء جديدة من أجل الحفاظ على المستوى نفسه الذي قدمه فريقه الأول العظيم.
لكن لم يكن من الممكن أن تستمر فترة الستينيات إلى الأبد! فبعد سلسلة من ثلاثة تعادلات، تم استبعاد سانت جون من التشكيلة الأساسية للفريق للمرة الأولى، وجلس على مقاعد البدلاء في مباراة فريقه أمام نيوكاسل، وهو القرار الذي اكتشفه فقط عندما تم تسليم جاكي ميلبورن، الذي كان يتحدث معه في الممر، قائمة بأسماء اللاعبين المشاركين في المباراة. ورغم أن شانكلي كان يبدو قاسياً من مظهره الخارجي، إلا أنه لم يتمكن من إخبار سانت جون باستبعاده من المباراة وجهاً لوجه!
وبعد بضعة أسابيع، عندما اشتكى سانت جون من أن الديك الرومي الذي قدمه له النادي احتفالاً بأعياد الميلاد كان هشاً وضعيفاً، أخبره سكرتير النادي، بيل بارلو، بأن الديوك الممتلئة قد أعطيت للاعبين الذين يشاركون في التشكيلة الأساسية! وبالتالي، أدرك سانت جون أن أيامه في «آنفيلد» باتت معدودة. ونعلم دائماً أن النهايات الرائعة في كرة القدم دائماً ما تكون قليلة، فمن الصعب أن تجد لاعباً عظيماً يحصل على الوداع الذي يستحقه! لقد تألق سانت جون كمذيع على شاشة التلفزيون وعلى أثير الإذاعة، بعدما قضى فترة غير مقنعة في العمل الإداري في ناديي مذرويل وبورتسموث. لكن الشيء المؤكد أنه كان مهاجماً فذاً من الطراز الرفيع، وجزءاً لا يتجزأ من فريق ليفربول العظيم في الستينيات من القرن الماضي.


مقالات ذات صلة

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توخيل قال إن جميع لاعبي إنجلترا بإمكانهم فتح صفحة جديدة مع المنتخب (رويترز)

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

قال الألماني توماس توخيل، مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم، إن هاري كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي عندما يتولى المسؤولية الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية صلاح المتألق يحتفل بعدما سجل هدفين وصنع الثالث في مباراة التعادل مع نيوكاسل (اب )

تألق صلاح يزيد الضغط على إدارة ليفربول قبل موقعة «الديربي» أمام إيفرتون

تقلص الفارق بين ليفربول المتصدر وأقرب مطارديه تشيلسي وآرسنال من تسع نقاط إلى سبع بعد مرور 14 مرحلة من الدوري الإنجليزي الممتاز

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.