المغرب: استعدادات للبت في القوانين الانتخابية المثيرة للجدل

سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية (ماب)
سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية (ماب)
TT

المغرب: استعدادات للبت في القوانين الانتخابية المثيرة للجدل

سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية (ماب)
سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية (ماب)

بعد المصادقة النهائية على القوانين التنظيمية المتعلقة بالانتخابات، مساء أول من أمس، من طرف مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية في البرلمان)، أحيلت هذه النصوص مباشرة على المحكمة الدستورية للبت في مدى مطابقتها الدستور.
ويراهن حزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية الإسلامية ومتزعم الائتلاف الحكومي، على قرار هذه المحكمة بإلغاء تعديل ينص على حساب القاسم الانتخابي، على أساس المسجلين في اللوائح الانتخابية، وليس على أساس المصوتين، كما كان سابقا.
وعقد فريقا الحزب في مجلسي البرلمان (مجلس النواب ومجلس المستشارين) لقاء صحافيا، مساء أول من أمس، مباشرة بعد التصويت على القوانين التنظيمية في الغرفة الثانية في البرلمان، بهدف تسليط الضوء على موقف الحزب من القضايا الخلافية، وعلى رأسها القاسم الانتخابي.
وقال مصطفى الإبراهيمي، رئيس فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، إن حزبه سعى للتوافق مع بقية الأحزاب، وقدم «تنازلات»، منها أن الحزب كان يطالب بتوسيع اعتماد الاقتراع باللائحة، وتقليص عدد الدوائر التي يعتمد فيها الاقتراع الفردي، «لكنه تنازل، وقبل مقترحات عكسية توسع الاقتراع الفردي، مقابل تقليص اللائحي». كما كان الحزب يطالب «بالإبقاء على اللوائح الوطنية للنساء والشباب»، لكنه تنازل ليوافق على اعتماد اللوائح الجهوية للنساء، كما وافق على إلغاء لائحة الشباب. لكن الإبراهيمي أوضح أن حزبه رفض «بشدة» القبول بمقترح اعتماد القاسم الانتخابي، على أساس المسجلين في اللوائح الانتخابية، معتبرا أنه «لا توجد دولة في العالم تعتمده». مبرزا أن الاعتماد على المسجلين، وليس المصوتين لحساب القاسم الانتخابي «غير دستوري»، واستغرب وقوف أحزاب من الأغلبية والمعارضة «في صف واحد ضد حزب العدالة والتنمية في هذا الموضوع».
من جهته، اعتبر نبيل الشيخي، رئيس فريق الحزب بمجلس المستشارين أن اعتماد القاسم الانتخابي على أساس المسجلين في اللوائح الانتخابية «يعد توجها شاذا». مشيرا إلى أنه «لا توجد تجربة في دولة ديمقراطية أو مستبدة تعتمده»، وأن إلغاء العتبة الانتخابية بدوره «سيؤدي إلى تشتيت الحقل السياسي، وصعود عدة أحزاب لمجالس الجماعات المحلية، مما سيعيق إمكانية تسييرها من طرف أغلبية منسجمة». كما أوضح الشيخي أن التعديلات التي تمت «تمس تطور المسار الديمقراطي»، معتبرا أن الأمل الوحيد المتبقي «هو أن تراجعه المحكمة الدستورية».
من جهة أخرى، ما زال موضوع مصادقة الحكومة المغربية على مشروع قانون حول الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي يثير ردود فعل داخل حزب العدالة والتنمية. وفي هذا السياق، ميز الشيخي بين موقف حزبه، من جهة، ومصادقة الحكومة على مشروع القانون، من جهة ثانية. وقال إن الحكومة «قالت كلمتها، ولكن موقف الحزب شيء آخر»، مشيرا إلى أن الحزب سيطلب رأي «المجلس الاقتصادي والاجتماعي» (مؤسسة دستورية استشارية). مضيفا أنه «لم يكن ممكنا للحزب الذي يقود الحكومة أن يوقف هذا المشروع»، مشيرا إلى أن البرلمانيين سيناقشونه عندما سيعرض عليهم.
وبخصوص الأزمة التنظيمية التي يعيشها الحزب، بعد سلسلة من الاستقالات، وتجميد العضوية في الحزب، قال الشيخي «هناك صعوبات. فرئيس المجلس الوطني قدم استقالته، وعبد الإله ابن كيران الأمين العام السابق جمد عضويته، وهو موقف ليس سهلا». لكنه رفض التعليق على احتجاجه على مشروع قانون الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، قائلا «لسنا مخولين للتعبير عن موقف الآن لأن قيادة الحزب ستتعامل مع هذا الموقف».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.