«الدستوري الحر» يحشد لإبعاد ممثلي «الإسلام السياسي» في تونس

TT

«الدستوري الحر» يحشد لإبعاد ممثلي «الإسلام السياسي» في تونس

انتقدت قيادات الحزب «الدستوري الحر» المعارض مواقف أحزاب المعارضة التونسية، خاصة التيار اليساري، الذي اتهمته بـ«التخلي» عن الحزب في معركته ضد ممثلي «الإسلام السياسي»، ودعت قيادات المعارضة إلى مواصلة دعمها لتشكيل جبهة سياسية قوية ضد الأطراف السياسية التي «تهدد مدنية الدولة».
وفي سياق حشدها لمعركتها الطويلة مع «ائتلاف الكرامة»، وحركة «النهضة» الإسلامية، وجهت عبير موسي، رئيسة «الدستوري الحر»، مراسلة إلى الرئيس قيس سعيد، تطالبه فيها بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي؛ «بهدف اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية الوطن من مخاطر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، الناشط في تونس عبر حركة النهضة، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، على حد تعبيرها.
وقدمت عبير لرئاسة الجمهورية أدلة مدعومة بوثائق تؤكد، حسبها، «مخالفة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لمقتضيات الدستور التونسي، والاتفاقيات الدولية التي تلتزم بها تونس في مجال حقوق المرأة والأسرة، ومناهضته التامة لمقتضيات قانون الأحوال الشخصية، والتي تضمن حقوقاً مكتسبة لا يحق لأي كان التراجع عنها»، معتبرة أن حكومة هشام المشيشي «تعمدت تسهيل هجوم مجموعات من مكونات حزامها السياسي، المنتمية للفكر الإخواني»، على «اعتصام الغضب»، الذي نظمه حزبها بصفة قانونية منذ 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أمام مقر فرع «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» في تونس.
وعبر محسن مرزوق، رئيس حركة «مشروع تونس» المنبثقة عن «حركة نداء تونس»، عن قبوله التحالف السياسي مع موسي، شريطة الابتعاد عن خطابات مناهضة حركة النهضة، والخطابات التي تسهم في تقسيم التونسيين، على حد قوله، متهماً «ائتلاف الكرامة»، المساند لمواقف حركة النهضة، بخوض حرب بالوكالة عن راشد الغنوشي، الذي بات «الذراع السياسية للإرهاب»، على حد قوله.
في السياق ذاته، تساءلت ألفة يوسف، المناهضة لممثلي الإسلام السياسي، عن أسباب مساندة تيارات اليسار لحزب «نداء تونس»، وزعيمه الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، وإحجامهم عن تقديم نفس الدعم للحزب الدستوري الحر، وزعيمته موسي، رغم كونهما يتحدران من نفس التوجه السياسي.
ويقود الشواشي توجهاً معتدلاً يدعو إلى الحوار، بعيداً عن الشعبوية والتصريحات النارية، ويختلف في ذلك مع عدد من قيادات الحزب.
واعترض الشواشي في السابق على ما سمّاه «الاستقطاب الثنائي الخبيث بين الإسلاميين والتجمعيين» (نسبة إلى التجمع الدستوري المنحل)، سواء كان ذلك عن قصد أو عن حسن نية، واعتبر أن ذلك سيؤدي إلى تخريب مسار الانتقال الديمقراطي في تونس. كما عبر الشواشي عن مجموعة من المواقف المتعارضة مع تصريحات بعض قيادات الحزب وشخصياته الاعتبارية، حيث سبق أن اعترض على تصريحات محمد عبو، مؤسس الحزب، حينما دعا للخروج إلى الشارع واللجوء إلى الإجراءات الاستثنائية، التي من بينها نشر الجيش لتجاوز حالة الاحتقان الاجتماعي.
ووفق تقارير إعلامية، فإن الشواشي يرفض الاصطفاف وراء الرئيس قيس سعيد، لكنه يعارض عمليات الضغط عليه لتنفيذ خطوات سياسية غير محسوبة، مثل دعوته لإدخال رجال أعمال وشخصيات حزبية تونسية للسجن تحت غطاء الإجراءات الدستورية الاستثنائية.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.