شركات السيارات العالمية تركز على الإنتاج في الهند لتجاوز التكلفة المرتفعة

انخفاض سعر صرف الروبية مقابل الدولار عزز التوجه نحوها

صنع في الهند.. قافلة من سيارات «فورد» الأميركية
صنع في الهند.. قافلة من سيارات «فورد» الأميركية
TT

شركات السيارات العالمية تركز على الإنتاج في الهند لتجاوز التكلفة المرتفعة

صنع في الهند.. قافلة من سيارات «فورد» الأميركية
صنع في الهند.. قافلة من سيارات «فورد» الأميركية

تخيل لو أنك أردت شراء سيارة ما في دولة أجنبية وتبين لك أنها صُنعت في الهند؟
كانت القاعدة الهندسية القوية والخبرة التي تتمتع بها الهند على صعيد صناعة السيارات المنخفضة السعر والمقتصدة في استهلاك الوقود السبب الأبرز في توسع كثير من شركات السيارات العالمية، مثل «هيونداي» و«نيسان» و«رينو» و«فورد» و«تويوتا» و«فولكس فاغن» و«سوزوكي»، في بناء مصانع لها في الهند.
وعلى الرغم من انخفاض مبيعات السيارات المصنعة محليا في الهند عام 2013، حافظت الهند على سمعتها العالمية في صناعة السيارات. ومن المتوقع أن تتجاوز عائدات الصادرات عام 2014 الحالي 12 مليار دولار نتيجة للزيادة الثابتة في صادرات الهند من السيارات.
ويصدر عملاق صناعة السيارات الأميركية، «فورد»، سيارة «إكوسبورت» المصنعة في الهند إلى أسواق المملكة المتحدة وأوروبا عامة. وقد صدرت الشركة هذه السيارة التي ينتجها مصنع «كيناي» الهندي إلى دول أخرى، مثل جنوب أفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا وتايوان والمكسيك ونيبال.
وتعدّ «فورد» أن هذا المصنع «يعزز موقعها كمصدر بارز للسيارات». ويقول المدير التنفيذي للتسويق والمبيعات والخدمات في شركة «فورد إنديا»، فيناي بيبارسانيا، إنه «على الرغم من بيئة التجارة والاقتصاد الصعبة، كان عام 2013 عاما مميزا ومؤثرا بالنسبة لـ(فورد) في الهند. فقد استثمرت الشركة مليار دولار في مصنع سناناد في ولاية غوغارات، وسوف تصبح الهند أحد محاور التصدير العالمية لـ(فورد) لفئة السيارات الصغيرة والمحركات الرخيصة، وسوف يزيد عدد الدول التي تصدر إليها من 37 إلى 50 دولة».
ومن اللافت أن زيادة الصادرات لم تقتصر على السيارات الصغيرة فقط، بل شملت السيارات الكبيرة، نظرا لتزايد عدد الشركات العالمية التي تعمل في الهند، والتي تصدر سيارات سيدان وسيارات رياضية إلى أسواق أخرى من العالم.
وكذلك ارتفعت صادرات سيارات السيدان التي تصنع في الهند («هيونداي أكسنت»، «ماروتي سويفت» «ديزيري» و«تويوتا إتيوس» سيدان) وسيارات سيدان المتوسطة الحجم («نيسان صني»، «فولكس فاغن فينتو» و«فورد فييستا») إلى أكثر من الضعف، وفقا لإحصاءات جمعية السيارات الهندية الشركات المصنعة (سيام).
وقد قال رئيس جمعية مصنّعي السيارات الهندية، فيكرام كيرولسكار، في حديث مع مراسلة «الشرق الأوسط»، إن الصادرات واعدة في مناخ التشاؤم المسيطر حاليا على صناعة السيارات، مضيفا أن الصادرات تشكل الجسر الذي يتيح عبور الأزمة، وتوسيع حصة السوق المحلية.
وكانت شركات مثل «رينو» و«نيسان» و«هيونداي» و«فورد موتور» قد ركزت اهتمامها على تصنيع السيارات في والتصدير منها لتعويض ارتفاع تكلفة الإنتاج في السوق المحلية، وكان انخفاض الروبية مقابل الدولار قد عزز الصادرات الهندية.
وبالمثل، رفعت سيارة «داستر» الرخيصة، التي تحظى بشعبية كبيرة، شركة «رينو» لصناعة السيارات إلى قمة لائحة الأسواق العالمية، نظرا لما حققته من مبيعات قدرت بـ42 مليار يورو على مدى العامين الماضيين.
وبصرف النظر عن الأسواق المحلية، أصبحت «داستر» أكثر السيارات متعددة الأغراض تصديرا من الهند، إذ بلغت هذه الصادرات 10 آلاف وحدة بنهاية عام 2013. ومن بين أسواقها الرئيسة المملكة المتحدة وآيرلندا وجنوب أفريقيا.
في المقابل، تعد شركة «هيونداي موتورز إنديا»، حاليا، أضخم مصدر لسيارات الركاب في الهند وصادراتها توجه إلى أكثر من 120 دولة في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وآسيا. وقد تبوأت المركز الأول في الهند كمصدر لسيارات الركاب لست سنوات على التوالي. وكانت أول شركة سيارات تتوصل إلى تصدير مليون سيارة في عشر سنوات.
أما شركة «فولكس فاغن»، فهي أضخم شركة تبيع سيارات تحت شعار «صُنع في الهند» في أكثر من قارة. وقد بدأت أخيرا في التصدير إلى المكسيك، المتوقع أن تتحول إلى أكبر سوق تصدير لـ«فولكس فاغن».
وبعد الدخول إلى قارتين ستشاهد سيارات «فولكس فاغن» في قارة ثالثة، هي أميركا الشمالية. وعلى مدى عام كامل ستصدر الشركة نصف إنتاج مصنع «بوني بلانت» إلى المكسيك، مما سيجعلها إحدى أضخم أسواق شركة «فولكس فاغن إنديا».
وقبل ذلك بدأت «فولكس فاغن إنديا» بتصدير السيارات المنتجة في مصنع «بوني بلانت»، إلى الشرق الأوسط.
وبدورها، تتوقع «تويوتا» اليابانية زيادة في مبيعات سياراتها الهندية تقدر بنحو 12 في المائة. وقد أنشأت شركة «تويوتا كيرلوسكار» مصنعين في الهند بالقرب من ولاية بنغالور يتخصصان بإنتاج سيارات «إنوفا» و«فورشنر» و«كورولا آطلس» و«إيتيوس» و«إيتيوس ليفا» و«كامري وكامري هايبرد».
وكذلك وصلت قيمة صادرات شركة «هوندا كارز إنديا ليمتد» من السيارات والمكونات في عام 2013، إلى ثلاثة مليارات دولار صدرت معظمها إلى نيبال، وبوتان وجنوب أفريقيا، إلى جانب تصديرها مكونات سيارات إلى أوروبا ودول جنوب شرقي آسيا. وينتج مصنع شركة «هوندا إنديا» في غريتر نوديا، القريب من دلهي 120 ألف وحدة سنويا، فيما يتوقع أن ينتج مصنعها في تابوكارا، راجاستان، أيضا 120 ألف وحدة سنويا.
أما شركة «سوزوكي» اليابانية، فقد حولت عملياتها في الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية وجنوب شرقي آسيا إلى الهند. وتتوقع الشركة أن تنهي بناء مصانعها بحلول 2015. ويعتقد رئيس شركة «ماوروتي سوزوكي إنديا»، آر سي بارغافا أن وظائف قسم التسويق الخارجي لسوزوكي ستتحول إلى الهند، حيث ستقام مقرات التصدير في دلهي.
وقد اتخذت «سوزوكي» إجراءات لجعل الهند محور تصديرها الجديد نظرا لموقعها الجغرافي وقربها من الموانئ. وسوف تقيم «سوزوكي» قسمين جديدين، أحدهما سيخصص إنتاجه لأسواق أميركا اللاتينية وجنوب شرقي آسيا وأوروبا، بينما سيركز القسم الثاني على أسواق أميركا الشمالية والشرق الأوسط.
ويرى رئيس قسم السيارات في شركة «برايس» الاستشارية، عبد المجيد، أن قاعدة التكلفة، تشكل أمرا بالغ الأهمية لأي شركة، عندما يتعلق الأمر باستكشاف الأسواق الخارجية. وأضاف: «بالنسبة لـ(سوزوكي)، تبدو الهند أكثر منطقية بالنظر لكبر حجمها ولمعرفة الشركة الحالة النفسية للمشترين الهنود».



مبيعات «كيا» في السعودية تنمو 41.9 % في 2019

{كيا بروسيد} الجديدة
{كيا بروسيد} الجديدة
TT

مبيعات «كيا» في السعودية تنمو 41.9 % في 2019

{كيا بروسيد} الجديدة
{كيا بروسيد} الجديدة

سوف تستثمر شركة «كيا» 25 مليار دولار من الآن وحتى منتصف العقد، من أجل التحوّل إلى إنتاج سيارات كهربائية، بحيث يصل عدد النماذج الكهربائية المتاحة من الشركة إلى 11 طرازاً مختلفاً بحلول عام 2025. وأشار ياسر شابسوغ، المدير الإقليمي التنفيذي للعمليات، إلى أن خطط المستقبل تشمل توسيع حضور علامة «كيا» في السوق السعودية، أكبر أسواق المنطقة للشركة.
وأضاف شابسوغ في حوار مع «الشرق الأوسط» أن حصة «كيا» في السوق السعودية بلغت 5.5 في المائة في عام 2019، وارتفعت مبيعات الشركة في السوق السعودية في العام نفسه بنسبة 41.9 في المائة مقارنة بعام 2018. وأثنى شابسوغ على وكيل «كيا» الوحيد في المملكة، «مجموعة الجبر»، التي لا تمثل أي شركة سيارات أخرى.
ولن تكتفي «كيا» بما حققته في السوق السعودية، حيث وضعت استراتيجية للمدى الطويل لتعزيز حضور «كيا» في المملكة. وسوف يشمل الاستثمار صالة عرض جديدة في الرياض مع تحسين لخدمات الصيانة وقطع الغيار وخدمات ما بعد البيع لكي تتوافق مع تنامي حصة الشركة في السوق.
ويرى شابسوغ أن قطاع السيارات في المملكة يشهد تطوراً تتغير فيه ديناميكيات ملكية السيارات واستخدامها بشكل سريع. ومن العوامل المؤثرة في السوق السعودية قيادة المرأة للسيارات، وظهور خدمات تأجير ومشاركة السيارات، والتوجه المتنامي نحو السيارات الهجينة والكهربائية على الصعيد العالمي. وقد سارعت «كيا» لإجراء أبحاث تسويقية تهدف لتحقيق فهم أعمق لمتطلبات المرأة السعودية وما تفضله في السيارات، وقدمت منتجات وخدمات لتلبية هذه الحاجات. إضافة إلى ذلك، أطلقت الشركة في المملكة مؤخراً عدة طرازات كهربائية هجينة، بما فيها سيارتا «نيرو» وقريباً سيارة «كي 5 هايبرد»، للعملاء الراغبين بالانتقال إلى هذه الفئة واسعة الانتشار في مناطق عديدة من العالم. وتهدف الشركة لكي تكون ضمن أكبر أربع شركات في السعودية.
وعن خطط «كيا» في المنطقة لعام 2020 قال شابسوغ إن الشركة اتجهت في العقد الماضي نحو تصميم العديد من المنتجات الملائمة لزبائن الشرق الأوسط، وذلك من خلال إطلاق مجموعة قوية من السيارات تشمل عدة قطاعات في السوق. وسوف يستمر هذا التوجه أيضاً في السيارات التي تصل في عامي 2020 و2021.
وأضاف: «سنؤكد هذا العام على التزامنا بتقديم منتجات تحقق بشكل تام حاجات عملائنا في مختلف أنحاء المنطقة. كما سنواصل تقديم منتجاتٍ في فئات لم تدخلها (كيا) مسبقاً، كما هي الحال مثلاً بالنسبة لسيارة (بيغاس)، السيارة العملية صغيرة الحجم، التي نوفرها لعملائنا، مع التركيز على فئة الشركات، وسيارة (كيا تيلورايد) الرياضية متعددة الاستخدامات الفائزة بعدة جوائز عالمية والمصنّعة في الولايات المتحدة الأميركية، وتستهدف العائلات الكبيرة نسبياً».
أما سيارة «سيلتوس» الرياضية المدمجة متعددة الاستخدامات المصنوعة في الهند فهي متوفرة الآن في الشرق الأوسط، وبنهاية العام ستنضم إليها سيارة «سونيت» من ذات الفئة والمصنوعة في الهند أيضاً، اللتان تستهدفان بشكل خاص الموظفين الشباب والعائلات صغيرة العدد. كما سينضم الجيل الجديد من «سورينتو» و«كرنفال» إلى مجموعة منتجات «كيا» المتاحة في الأسواق، إضافة لذلك ستحل سيارة «كيا - كي 5» محل سيارة «أوبتيما». كما ستأتي سيارات «سيد» و«بروسيد» و«إكسيد» ذات الطابع الأوروبي والشعبية الواسعة إلى عدة أسواق في المنطقة، مع التركيز على شمال أفريقيا.

الطاقة الجديدة
وعن الطاقة الجديدة التي تتسابق شركات السيارات على تطويعها وتقديمها في نماذجها الجديدة، يقول شابسوغ إن «كيا» تستعد للتحول إلى شركة رائدة في مجال السيارات الكهربائية، وفق استراتيجية «خطة إس» التي توفر استثماراً قدره 25 مليار دولار.
وستطلق الشركة أول نماذجها الكهربائية من الجيل الجديد ضمن استراتيجية «خطة إس» في عام 2021. كما تسعى لتوفير مجموعة كاملة مؤلفة من 11 سيارة كهربائية بحلول عام 2025، بما في ذلك سيارات «سيدان» ورياضية متعددة الاستخدامات، وسيارات متعددة الأغراض. وسيتم بناء السيارات الكهربائية الجديدة باستخدام الهيكل القاعدي الفريد الذي تمت هندسته خصيصاً ليتوافق مع مجموعات نقل الحركة الكهربائية والتكنولوجيا المرتبطة بها. كما ستتوفر بتصميم «كروس أوفر» مع مدى قيادة في الشحنة الواحدة يزيد على 500 كلم، وشحن فائق السرعة يستغرق أقل من 20 دقيقة. كما سيتوفر نوعان متمايزان من السيارات الكهربائية ذات قدرات الشحن المختلفة (400 فولت - 800 فولت) لتزويد العملاء بخيارات تلائم متطلباتهم.
ويرى شابسوغ أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتبنى بسرعة كبيرة تقنيات سيارات الطاقة الجديدة، كما أصبح المزيد من الأشخاص أكثر انفتاحاً على الأنماط الجديدة من ملكية واستخدام السيارات الهايبرد.
ولم تصبح السيارات الكهربائية أمراً رائجاً بعد في معظم دول المنطقة، ولكن هناك حالات تشجيع حكومي للأفراد على تقبل وتبني السيارات الكهربائية والهجينة، كما هي الحال في الأردن. وأضاف: «باعتقادنا، ستتبع بقية الحكومات هذا النهج، وستكون هناك المزيد من المحفزات للتشجيع على شراء السيارات الكهربائية والصديقة للبيئة».
وتسعى «كيا» إلى استقطاب التكنولوجيا الأفضل أينما كانت. ولذلك استثمرت في شركة «ريماك» الكرواتية المختصة بصناعة السيارات الكهربائية فائقة الأداء، وشركة «أيونيتي» المتخصصة في بناء البنى التحتية للشحن فائق السرعة. ومنحت هذه الشراكات «كيا» القدرة على تطوير البنى التحتية الخاصة بها للنقل في العديد من الدول حول العالم، وستستمر الشركة في هذه الاستراتيجية من الأشهر والسنوات المقبلة.
وعن التقنيات التي سوف تكون متاحة في سيارات «كيا» في 2020. يقول شابسوغ إن سيارات «كيا» توفر مزيجاً مثالياً من الترفيه والأداء والسلامة، وتقدّم ما يلائم حاجات الشرائح المختلفة من السائقين. «كنا دائماً رواداً في تقديم التكنولوجيا الجديدة التي تحسّن تجربة القيادة مع ضمان السلامة التامة للركاب».
وأكد شابسوغ أن منتجات الشركة التي تصل في 2020 ستجلب مجموعة من التقنيات التي تبرز جودة سيارات «كيا» لناحية الأداء والتصميم. هذه التقنيات تتضمن «التحذير من الاصطدام الأمامي»، و«المساعدة على اتباع حارة السير»، و«التحذير من التصادم في النقاط العمياء مع شاشة مراقبة لها». وتزود السيارات أيضاً بنظام شحن لاسلكي للهاتف الذكي، وبشاشة لمس ملونة قياس 12 بوصة ونظام بلوتوث للاتصال.