عودة الاشتباكات إلى طرابلس غداة منح الثقة لحكومة دبيبة

بنغازي تستعد لحفل أداء اليمين الدستورية

عبد الحميد دبيبة لدى وصوله إلى طرابلس أمس (رئاسة الحكومة الليبية)
عبد الحميد دبيبة لدى وصوله إلى طرابلس أمس (رئاسة الحكومة الليبية)
TT

عودة الاشتباكات إلى طرابلس غداة منح الثقة لحكومة دبيبة

عبد الحميد دبيبة لدى وصوله إلى طرابلس أمس (رئاسة الحكومة الليبية)
عبد الحميد دبيبة لدى وصوله إلى طرابلس أمس (رئاسة الحكومة الليبية)

تجددت، أمس، الاشتباكات شرق العاصمة الليبية طرابلس، بين كتيبتين من الميليشيات المسلحة، الموالية لحكومة «الوفاق» المنتهية ولايتها، برئاسة فائز السراج، وذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان رئيس المجلس الرئاسي الجديد، محمد المنفي، مباشرة مهامه رسمياً للمرة الأولى فيها، بينما تستعد مدينة بنغازي (شرق) لأداء حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد دبيبة اليمين الدستورية، إيذاناً ببدء عملها.
ورصدت وسائل إعلام محلية ومواطنون تحليق طائرات (درون) تركية على ارتفاع منخفض، فوق منطقة تاجوراء شرق العاصمة طرابلس، بعد إقلاعها من المدرج الشرقي لمطار معيتيقة، بهدف استطلاع محيط قاعدة المطار، الذي تستخدمه القوات التركية مقراً لها، وتقييم الخطر المحتمل. كما شوهدت آليات ودبابات، وهي تتجول للمرة الأولى في شوارع طرابلس، التي عاشت أجواء من التوتر الأمني والعسكري على خلفية مناوشات بين ميليشيات تابعة لحكومة «الوفاق» أمس.
في سياق ذلك، شهدت منطقة تاجوراء تحشيدات عسكرية متبادلة وإغلاقاً لشوارعها الرئيسية، تزامناً مع عودة دبيبة من مسقط رأسه بمدينة مصراتة (غرب) إلى العاصمة طرابلس، حيث استقبله رئيس أركان «الوفاق» محمد الحداد، وعميد بلدية طرابلس عبد الرؤوف بيت المال.
وأكدت مصادر محلية وتقارير إعلامية انتشار مسلحين في شوارع تاجوراء، بعد خلافات مفاجئة بين كتيبة «أسود تاجوراء»، بقيادة علي دريدر، وكتيبة «الضمان»، بقيادة نادر الأزرق، وذلك على خلفية محاولة الثانية خطف عناصر من الأولى.
ورغم إصدار صلاح النمروش، وزير الدفاع بحكومة «الوفاق»، قراراً في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بحل الكتيبتين، فإنه ظل مجرد حبر على ورق.
ونفى جهاز «دعم الاستقرار»، الموالي لحكومة «الوفاق» اعتقال أشخاص في طرابلس أو خارجها، وقال في بيان له، أمس، إن «الشائعات المتداولة بشأن خطفه لمواطنين لا صحة لها»، معبراً عن رفضه لما وصفه بهذه التصرفات «غير المسؤولة».
وأوضح «الجهاز» أنه «يتابع الواقعة، وسيقوم بواجبه للإفراج عن المختطفين، وعودتهم إلى أهلهم سالمين».
ولم يصدر في المقابل أي رد فعل من دبيبة أو المنفي، في أول مواجهة لهما ضد ميليشيات طرابلس. لكن دبيبة أعلن، في بيان مقتضب عبر «تويتر»، أنه «ستكون هناك قرارات للحكومة قوية جداً، وهي لصالح الوطن والمواطن، ومنها إلغاء الخصم 20 في المائة من المرتبات، وصرف المرتبات المتوقفة والمستحقات، وحل مشكلة الكهرباء والسيولة النقدية».
من جهته، رحب السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، خلال مشاركته في ندوة افتراضية نظمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة بعنوان «المرأة في الصدارة»، بـ«تمكين خمس نساء من المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة». وتستعد الحكومة، التي تضم نائبين لرئيس الوزراء و26 وزيراً وستة وزراء دولة، مع إسناد حقيبتي الخارجية والعدل لامرأتين في سابقة في ليبيا، لأداء اليمين، الاثنين المقبل، في بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية ومهد ثورة 2011.
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، «ثوابت موقف مصر القائم على ضرورة تحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة في ليبيا، تُرسخ الحفاظ على وحدتها، وتصون مقدرات شعبها، وتضمن خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا».
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها أمس الوزير شكري خلال زيارته الحالية إلى باريس، مع نظيره الألماني هايكو ماس، حسبما أفاد المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ.
وقال المتحدث في بيان صحافي إن اللقاء بين الوزيرين «يأتي في إطار حرص الجانبين على دورية التشاور لدفع العلاقات الثنائية قُدماً، وتبادل الرؤى حيال الأوضاع الإقليمية، ومستجدات ملف سد النهضة».
وتطرق الوزيران خلال اللقاء إلى مُستجدات الأزمة الليبية، حيث جدد الوزير شكري ترحيب مصر بنيل الحكومة المؤقتة لثقة مجلس النواب لفترة انتقالية، وصولاً إلى عقد الانتخابات في موعدها المُحدد نهاية العام الحالي، وأشارا في الوقت نفسه إلى جهود مصر لدفع المسار الاقتصادي لتحقيق مصالح الشعب الليبي الشقيق.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.