مخاوف أممية من تفاقم «كورونا» جنوب ليبيا

وقف إصدار بطاقات الزواج الصحية في سبها لتقليل تزاحم الأفراح

جانب من حملة توعوية بمخاطر «كورونا» في ليبيا برعاية الـ«يونيسيف» (المركز الوطني)
جانب من حملة توعوية بمخاطر «كورونا» في ليبيا برعاية الـ«يونيسيف» (المركز الوطني)
TT

مخاوف أممية من تفاقم «كورونا» جنوب ليبيا

جانب من حملة توعوية بمخاطر «كورونا» في ليبيا برعاية الـ«يونيسيف» (المركز الوطني)
جانب من حملة توعوية بمخاطر «كورونا» في ليبيا برعاية الـ«يونيسيف» (المركز الوطني)

عبرت الأمم المتحدة عن مخاوفها من تصاعد مؤشر الإصابات والوفيات بفيروس «كوفيد - 19» في ليبيا، محذرة من «تفاقم الوضع» بجنوب البلاد، ما دفع بلجنة إدارة الجائحة هناك إلى المطالبة بوقف إصدار البطاقات الصحية للراغبين في الزواج بهدف التصدي لتجمع المواطنين في الأفراح والمناسبات الاجتماعية دون اتباع للإجراءات الاحترازية. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ليبيا أمس (الأربعاء)، إن «تفاقم الوضع الوبائي في جنوب البلاد يضع ضغوطاً إضافية على نظام الرعاية الصحية والعاملين الصحيين»، لافتاً إلى أن وفاة أحد الأطباء العاملين بمركز سبها الطبي أول من أمس، تكشف عن «المخاطر التي يواجهها العاملون الصحيون بالخطوط الأمامية يومياً». وبينما عبر مكتب الأمم المتحدة عن تقديره لتضحيات «الجيش الأبيض» في ليبيا، دعا إلى «الالتزام المستمر بالتدابير الاحترازية، بارتداء الكمامات وممارسة التباعد الاجتماعي».
وأعلنت بعض المدن الجنوبية حظراً جزئياً للحد من تفشي الفيروس، وإغلاق المدارس والجامعة والأسواق الشعبية والمحال التجارية، وسط تحدث المركز الوطني لمكافحة الأمراض (فرع سبها)، عن أن «المدينة وكل مناطق المنطقة الجنوبية، تشهد تفشياً وانتشاراً غير مسبوقين لوباء فيروس كورونا».
وأظهرت النتائج التي تسلمها المركز الوطني لمكافحة الأمراض، ومقره طرابلس، من 15 مختبراً وجود 910 عينات إيجابية، بينها 520 حالة من طرابلس، بالإضافة إلى تسجيل 33 حالة وفاة في يوم واحد، مشيراً إلى أن العدد التراكمي بلغ 141598 إصابة، تعافى منهم 128928 حالة.
ومنتصف الأسبوع قرر المجلس البلدي في سبها فرض حظر التجول وغلق المحال التجارية لمدة أسبوعين، ينتهيان 20 مارس (آذار) الحالي، بسبب «الزيادة المقلقة» في الإصابات والوفيات وعدم الالتزام باتباع الإجراءات الاحترازية من قبل المواطنين بدرجة «تدعو للقلق».
وأعلنت بلدية جادو (شمال غربي) ليبيا عن إيقاف الدراسة بجميع المؤسسات التعليمية بالبلدية حتى 18 مارس الحالي، وأرجعت هذا الإجراء إلى تزايد عدد الإصابات بفيروس «كورونا»، وبناء على تعليمات رئيس لجنة مكافحة الوباء، وتوصية مركز العزل بالبلدية بشأن «تفاقم الوضع الوبائي». ووسط تزايد الإصابات والوفيات في أوساط الأطباء وفرق التمريض، قالت اللجنة الطبية الاستشارية لمكافحة فيروس كورونا بالواحات (جنوب شرقي) ليبيا، إن ممرضة بمركز عزل الواحات بمستشفى جالو العام، قضيت متأثرة بإصابتها بفيروس «كورونا».
وكان رئيس الحكومة الليبية المكلف عبد الحميد دبيبة تعهد أول من أمس، بتوفير اللقاح المضاد لـ«كورونا» في أسرع وقت ممكن. وقال المركز الوطني لمكافحة الأمراض إن ليبيا تعاقدت على شراء 12 مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا ستصل تباعا من أربع شركات عالمية.
وسبق لرئيس اللجنة العليا لمواجهة جائحة «كورونا» بغرب ليبيا الدكتور خليفة البكوش، القول إن عملية توريد اللقاح ستبدأ نهاية الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل بكمية تصل إلى 300 ألف جرعة، مشيراً إلى أن لجنة الإصلاحات المنبثقة عن المجلس الرئاسي تسعى لتوفير اللقاحات وستشتري من الوكلاء في أقرب فرصة ممكنة متوقعا وصولها في شهر مارس الحالي.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.