النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي عنوان اجتماع رباعي أوروبي ـ عربي اليوم

شوارع خالية في بيت لحم بالضفة الغربية أمس وسط إجراءات للحد من انتشار فيروس «كورونا» (إ.ب.أ)
شوارع خالية في بيت لحم بالضفة الغربية أمس وسط إجراءات للحد من انتشار فيروس «كورونا» (إ.ب.أ)
TT

النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي عنوان اجتماع رباعي أوروبي ـ عربي اليوم

شوارع خالية في بيت لحم بالضفة الغربية أمس وسط إجراءات للحد من انتشار فيروس «كورونا» (إ.ب.أ)
شوارع خالية في بيت لحم بالضفة الغربية أمس وسط إجراءات للحد من انتشار فيروس «كورونا» (إ.ب.أ)

منذ إطلاقها بداية عام 2020 على هامش أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن، عقدت المجموعة الرباعية المشكلة من ألمانيا وفرنسا ومصر والأردن على المستوى الوزاري ثلاثة اجتماعات في ميونيخ وعمان والقاهرة لغرض السعي لإعادة إطلاق مسار التسوية السياسية المتوقف منذ سنوات للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. واليوم تستضيف باريس النسخة الرابعة المختلفة عن النسخ السابقة لأن الاجتماع سيضم ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
خلال الأشهر الماضية، كان غرض الوزراء الأربعة إبقاء صيغة حل الدولتين حياً، في ظروف بالغة الصعوبة حيث كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يدفع باتجاه «صفقة القرن» التي لم تجد صدى مؤاتياً لا في العاصمتين الأوروبيتين المعنيتين «باريس وبرلين» ولا لدى الكثير من العواصم العربية، خصوصاً لأنها نصت على ضم مناطق واسعة بما فيها الأغوار إلى إسرائيل. أما اليوم، فإن المقاربة الأميركية، مع وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، تشهد تحولات لا يمكن التقليل من أهميتها وأولها تأييد حل الدولتين مجدداً مما يؤشر لدفن «صفقة القرن». وآخر من تناول هذا الملف كان الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، أول من أمس إذ أكد أن بلاده «تسعى لحل الدولتين لأنه يضمن استمرار إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية كما أنه يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة والشرعية في الكرامة وتقرير المصير».
من هنا، فإن تحرك المجموعة الرباعية التي لا تريد أن تحل محل «اللجنة الرباعية الدولية» القديمة المشكلة من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بل إنها تسعى لتحريك الملف المجمد والاستفادة من التحول الملحوظ في المقاربة الأميركية ومن رغبة واشنطن في «التعاون» مع الأوروبيين والأطراف الإقليمية.
وحتى اليوم، لم تصدر «ترجمة عملية» لما تسعى واشنطن للقيام به إزاء هذا الملف باستثناء بعض التغييرات مثل العودة إلى التواصل مع السلطة الفلسطينية والمساهمة المالية لـ«أونروا» وإعادة فتح مكتب لمنظمة التحرير في واشنطن. إلا أن الرؤية الأميركية إزاء المسائل الخلافية الرئيسية مثل الاستيطان ومصير المستوطنات وقضايا الحل النهائي ما زالت ضبابية. ورغبة الوزراء الأربعة وممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هي العودة إلى التشديد على «المحددات» الأساسية للحل المطلوب ووضع ملف النزاع على الأجندة الدبلوماسية الدولية والأميركية. وبكلام آخر، تمهيد الطريق وإيجاد «البيئة» المواتية للعودة إلى المسار الدبلوماسي. بيد أن هناك ثلاثة عوامل من شأنها تأخير التركيز مجدداً على هذا الملف. فبالإضافة إلى حاجة الإدارة الأميركية للوقت من أجل طرح تصور يمكن أن يفضي إلى نتائج ملموسة، هناك الانتخابات المنتظرة في إسرائيل ولكن أيضاً لدى الطرف الفلسطيني وبالتالي يتعين ترقب ما ستسفر عنه هذه الانتخابات قبل إطلاق الخطط.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.