وزير الخارجية التركي لـ«الشرق الأوسط»: نحتاط لانتقال الإرهاب من سوريا والعراق إلينا

مولود جاويش أوغلو قال إن العلاقة مع إسرائيل يمكن أن تعود إلى طبيعتها.. ومع إيران جيدة إلا في الشأن السوري

مولود جاويش أوغلو
مولود جاويش أوغلو
TT

وزير الخارجية التركي لـ«الشرق الأوسط»: نحتاط لانتقال الإرهاب من سوريا والعراق إلينا

مولود جاويش أوغلو
مولود جاويش أوغلو

رأى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن العلاقات الإسرائيلية - التركية يمكن أن تعود إلى طبيعتها، لكنه لم يتوقع حصول انفراجات قريبة في هذا المجال.
وكرر الوزير التركي تمسك بلاده بشروطها الثلاثة لإعادة العلاقات مع إسرائيل إلى طبيعتها، معتبرا أنه إذا أكملت الدولة العبرية تنفيذ الشروط التركية فيمكن عودة هذه العلاقات إلى طبيعتها، لكنه لم يتوقع أن تقدم الحكومة الإسرائيلية على أي خطوة الآن بسبب اقتراب الانتخابات الإسرائيلية. أما عن العلاقة مع إيران فوصفها بعلاقة جيرة منذ عصور، لكنه أشار إلى الاختلاف مع طهران في الملف السوري بسبب «النظرة المذهبية لإيران في هذا الملف، ولكن في موضوع غزة وفلسطين فتفكيرنا واحد، وتفكيرنا بموضوع (داعش) أيضا واحد».
ورأى جاويش أوغلو، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن الحل السياسي ممكن في سوريا شرط رحيل الرئيس السوري بشار الأسد «لأنه فقد كل شرعيته»، رابطا هذا الحل بضرورة «تنظيف سوريا والعراق من كل المجموعات الإرهابية الموجودة فيها»، معتبرا أنه «يجب أن تكون هناك قوى عسكرية على غرار البيشمركة لحل عسكري يقضي بتنظيف المنطقة من القوى الإرهابية في العراق». ورأى أنه يجب أن يكون الحكم بسوريا حكما وطنيا شاملا يحتضن كل فئات الشعب السوري.
ونفى بشدة الاتهامات الموجهة إلى بلاده بدعم التنظيمات الإرهابية في سوريا والسماح بدخول المقاتلين الأجانب إليها، مؤكدا أن هناك 10 آلاف شخص مُنعوا من الدخول إلى تركيا بسبب هذا الموقف، وقبضنا تقريبا على نحو 100 شخص لديهم نوايا من هذا النوع وطردناهم، أغلبيتهم كانوا من الأشخاص الذين يحاولون أن يتسللوا للدخول إلى سوريا من الأراضي التركية، وبعضهم مقاتلون أجانب حاولوا التسلل إلى تركيا من سوريا.
ولم يستبعد جاويش أوغلو انتقال الإرهاب إلى بلاده، قائلا «نحن جيران للعراق وسوريا، والمشاكل الموجودة في سوريا متوقع أن تنتقل إلى تركيا، ونحن عبر السنين عانينا كثيرا من مشاكل الإرهاب، ونعلم كم هو مؤلم وصعب هذا الموضوع، لذلك نحن أخذنا احتياطاتنا اللازمة وعلينا أن نكون متأهبين لحدوث مثل تلك الأمور». وفي ما يأتي نص الحوار:

* ماذا تبقى من سياسة «تصفير المشاكل» التي سعى إليها رئيس الوزراء الحالي أحمد داود أوغلو عندما كان في منصب وزير الخارجية.. وهل هذه السياسة قابلة للاستمرار في ظل الوضع القائم في دول الجوار؟
- سياستنا الخارجية لها أسس متينة وسليمة كما يعلم الجميع، وهي سياسة متفرّعة ومتنوعة لكنها دائما تحمل قيم الإنسانية في أسسها، وهذا الشيء يأتي ضمن أول مرحلة بسياستنا، وبدأنا نذهب إلى الحلول بشكل مباشر وسريع. كما تعلم، المنطقة مليئة بالمشاكل والأزمات الكبيرة، ونحاول جاهدين للوصول إلى حلول لتلك المشاكل التي تعيشها المنطقة، لذلك في هذا الوقت العصيب علينا أن نقول «للصواب صواب» و«للخطأ خطأ».
مبادئنا وفلسفتنا في السياسة الخارجية لا يمكن أن تتغير على الإطلاق. استنادا للوضع الراهن في العالم، حسب المشاكل التي تتعرض لها المنطقة، يمكن أن تكون هناك بعض التحديثات أو بعض التغيرات التي يمكن أن تطرأ على سياستنا، لكن الأسس والقيم تبقى كما هي، وعلينا أن نواكب العصر.
الاجتماع الأخير الذي حصل مع الدبلوماسيين في تركيا، أي سفراء الدول التركية في كل أنحاء العالم، كان اجتماعا كبيرا جدا، وكان العنوان الأساسي الذي يتضمنه اللقاء هو التالي «سياستنا الخارجية.. سياسة تركيا في الخارج كيف ستكون». نعم هناك تغيرات، مثلا علاقتنا مع العراق فيها تغيرات، فسياسة (رئيس الوزراء العراقي السابق نور) المالكي كانت تودي بالعراق إلى مشاكل كبيرة جدا وكنا رافضين الفكرة، لكن الحكومة العراقية الجديدة اليوم فتحت صفحة جديدة ونحن منطلقون معها ونتعامل مع بعضنا بعضا. نحن لم نغير نظرتنا إلى العراق، لأن محبتنا موجودة وثابتة للعراق، لكن بسبب تغيير الحكومة فيها وتغيير نظرتها فنحن تأقلمنا ومستمرون في علاقتنا معهم. إذا كان السؤال عن التغيير من هذه الناحية، نعم هذا هو التغيير الذي عشناه.
* وما مصير علاقتكم مع إسرائيل؟
- إذا رغبت أن تعرف علاقتنا مع إسرائيل كيف يمكن أن تكون فنحن رأينا ثابت، وهناك بعض الأسس والأمور التي نريد أن تتحقق، وفي حال تحققت هذه الأمور فيمكن أن ترجع سياستنا مع إسرائيل إلى الأمور الطبيعية العادية التي كانت من قبل، وشروطنا مهمة جدا وهي تتعلق بغزة وفلسطين.
* ما هي الشروط التي تتمسكون بها، وتلك التي أنتم مستعدون للنقاش حولها؟
- وضعنا 3 شروط أساسية لتتحسن علاقتنا مع إسرائيل وهي: الاعتذار عن حادثة السفينة (التركية) مرمرة (التي هاجمتها القوات الإسرائيلية لدى محاولتها خرق الحصار الإسرائيلي على غزة مما أدى إلى مقتل نحو 17 تركيا) وهو أهم شرط من شروطنا.. فقد كنا نريد اعتذارا بشكل رسمي، وقد تحقق. كما طلبنا تعويضات لعائلات الأشخاص الذين قتلوا في هذه الحادثة الأليمة، وهو أمر قيد النقاش.. وطبعا طالبنا برفع الحصار عن غزة والمدن الفلسطينية التي تتعرض إلى مآس كبيرة جدا. هذه هي الشروط الثلاثة التي طالبنا بها، وقلنا للإسرائيليين إننا يمكننا أن نتعاون معهم من أجل هذه الأمور.
* إلى أي شيء أفضت المحادثات التي جرت مع الإسرائيليين؟
- كانت هناك محادثات كثيرة بشأن هذا الموضوع بين البيروقراطيين والدبلوماسيين، لكن لم نسمع أي جواب (سلبي أو إيجابي) من الحكومة الإسرائيلية، ونحن شروطنا باقية كما هي، وإذا تفاهمنا على هذه الشروط الثلاثة التي طالبنا بها أعتقد أن الأمور يمكن أن تكون كما كانت عليه وأن تستمر معهم في ظل هذه الشروط.
* وهل تتوقعون شيئا قريبا في هذا الإطار؟
- أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية مضغوطة وتفكر بأمور أخرى الآن قرب الانتخابات الإسرائيلية، وأعتقد أنهم بهذا الموضوع لن يخطو أي خطوة.
* فلنعد إلى سياسة «صفر مشاكل»، كيف يمكن لكم أن تعودوا إليها وعلاقاتكم بدول الجوار مهتزة إلى هذا الحد؟
- هي أحد الأسس المتينة التي تشكل سياستنا الخارجية، كما أنه وقت وضعنا الدستور التركي كانت لمؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك جملة مهمة كثيرا قال فيها «سلام في الوطن سلام في العالم». ولهذا فنحن في علاقتنا الخارجية هناك نقطة مهمة كثيرا وهي تصفير المشاكل مع كل دول الجوار التي تحيط بنا، بمعنى ألا نخلق مشكلة بل نحلها، ولا نكتسب أعداء بل نكتسب أصدقاء، ولكن مع كل هذه المبادئ والقيم لا يكفي أن تنظر للموضوع بمنظارك لأن الظروف مختلفة، كما سبق أن ذكرت في موضوع العراق، ومثلا علاقتنا مع اليونان فيها بعض المضايقات ولكن منذ 5 أو 6 سنوات نحن مستمرون في علاقتنا معهم ونحاول دائما المضي إلى الأمام.
وكما تعلمون فإنه قبل كل هذه المشاكل وقبل حصول الثورة السورية، كانت علاقتنا جيدة جدا مع سوريا و(الرئيس السوري بشار) الأسد، لكن المسؤول عن هذه التطورات المؤسفة التي حدثت في سوريا بشار الأسد، لذلك نهاية ما وصلنا إليه مع سوريا سببه تصرفات الأسد، ونحن علاقتنا وصداقتنا مع سوريا باقية ولا توجد فيها أي مشكلة، ولكن استنادا إلى تصرفاته الخاطئة أصبحت علاقتنا معها كما هي اليوم.
* ماذا عن إيران؟
- نحن وإيران أصدقاء وجيران من عصور، لكن في موضوع سوريا يمكن أن ننظر للموضوع بنظرة مختلفة، لأن عندهم مشاكل تتعلق بالمذاهب والطوائف الموجودة، ولكن بموضوع غزة وفلسطين فتفكيرنا واحد، وتفكيرنا بموضوع «داعش» أيضا واحد لن يتغير، وعلاقتنا مع دول الجوار كلها وبلغاريا جيدة جدا ولا توجد فيها أي مشاكل، ومع أرمينيا نريد أيضا تطوير علاقتنا، ونحن خطونا خطوة إيجابية بهذا الموضوع لكننا لم نلق أي رد من قبلهم، ونريد أن نصفّر كل المشاكل والأزمات مع الجوار، ولكن هذا لا يعني أننا سنتفاهم بشكل مطلق معهم، هذا موجود ومبدأ لكن ليس دائما تأخذ نتيجة إيجابية من الطرف الآخر، فالموضوع لا يتعلق بنا فقط، نحن مبادئنا وفلسفتنا بهذا الموضوع واحدة ولا يمكن أن نتراجع عنها وستبقى كما هي.
* كيف ترون الحل في سوريا؟
- الوضع في سوريا كل يوم يزداد سوءا وهو ذاهب باتجاه الهاوية، ومع الأسف النظام السوري مستمر بقتل شعبه بشكل وحشي، تقريبا 250 ألف شخص قتلوا نتيجة هذه الهجمات، ومن جهة أخرى هناك الإرهابيون مثل «داعش» و«النصرة» وميليشيات مختلفة.
للأسف هناك 11 مليون مواطن سوري تشردوا من بلدهم، وذهبوا إلى بلاد مجاورة أو نزحوا إلى مناطق أخرى داخل سوريا، وقسم كبير منهم جاءوا إلى تركيا، وكانوا بالتالي مبتعدين عن بيوتهم ومدينتهم، وحلب تتعرض لهجمات كبيرة جدا والوضع يذهب إلى الأسوأ.
* هل ما زال الحل السياسي ممكنا في سوريا؟
- نعم يمكن الحل في سوريا إذا كان هناك قرار حازم بهذا الموضوع وثبات في الآراء المتخذة، وفورا يجب أن يتم التبديل السياسي الموجود في الحكم بسوريا، بمعنى آخر أن يذهب الأسد، لأنه فقد كل شرعيته، وطبعا تنظيف سوريا والعراق من كل المجموعات الإرهابية الموجودة فيها. هنا أقصد أنه يجب أن يكون هناك حل سياسي، وبنفس الوقت يجب أن تكون هناك قوى عسكرية لحل عسكري يقضي بتنظيف المنطقة من القوى الإرهابية.
يجب أن يكون الحكم بسوريا حكما وطنيا شاملا يحتضن كل فئات الشعب السوري، وأتمنى أن يرجع الـ11 مليون مواطن إلى مدنهم وقراهم، ويتحقق الأمن والاستقرار الذي تعدهم به الحكومة، ولكن بالأساس وأهم شيء أن يتم التبديل السياسي الموجود بالحكم. وبالوقت نفسه يجب تقوية كل الجهات الأمنية والعسكرية الموجودة في سوريا من أجل تنظيف المنطقة من القوى الإرهابية الموجودة على الأراضي السورية.
* من المقصود بالقوى على الأرض؟
- مثلا بالعراق الحكومة الجديدة أتت، ويوجد بالشمال البيشمركة، هم كقوى أمنية يمكن أن يدافعوا عن البلد ويسهموا في الحفاظ على أمنه أو أمن المنطقة المقيمين بها، لأنه في الوضع الراهن لا يوجد جيش رسمي للعراق، ومع الأسف فإنه كما تعلمون «داعش» ما زال يسيطر على 30 في المائة من الأراضي العراقية، وطبعا عندما يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة في سوريا فيجب أن يكون هناك جيش وجهات أمنية تابعة لهذه الحكومة ليتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، وفعليا على الأرض ليس هناك سوى الجيش الحر وهو قوى تابعة للائتلاف السوري. والائتلاف هو القوة الشرعية الموجودة في سوريا، وجميع الدول الحلفاء صادّقت على هذا الشيء، للحفاظ على وحدة الأرض السورية والحفاظ على الأمن والاستقرار السوري، فهناك ضرورة لتقوية الجيش.
* أي جيش؟
- مساندتنا للجهة التي اسمها الجيش الحر، وهي الجهة الرسمية التي تمثل الشعب السوري والكل يعترف بها، وأقصد هنا مساعدات لوجيستية ومساعدات إنسانية، ونتحادث مع أميركا من أجل تدريب وتطوير المقاتلين بالجيش الحر، ونقوم بهذا الشيء بكل وضوح وشفافية أمام الجميع، وإذا كان النظام يرى أن الجيش الحر إرهابي، فنحن لا نراه إرهابيا. أما إذا كان يقصد بالإرهابيين «داعش» و«النصرة» وغيرهما من المجموعات المشابهة فنحن أيضا نعتبرهم إرهابيين أيضا، ونحارب ضدهم. لكن النظام في البداية لم يعتبرهم إرهابيين بل كان يتواصل معهم.
* أنتم متهمون بأنكم كنتم أول من دعم هذه المجموعات التي تسمونها الآن إرهابية؟
- هذا كلام النظام السوري، ومن الطبيعي أن يتحدث نظام الأسد عن أننا نؤيد الإرهاب، لأنه في الواقع ساقط في مستنقع، لذلك من الطبيعي أن يتكلم كثيرا ويتهمنا بذلك، لكننا لا يمكن أن نؤيد الإرهاب أيا كان نوعه، ولا نسمح للإرهابيين بالدخول من بلدنا إلى سوريا، أو من سوريا إلى تركيا، ونرفضهم مطلقا، وعندنا رأي موحد ودقيق بهذه الفكرة أي المقاتلين الأجانب الذين يأتون من غير دول فنحن ضدهم أيضا.
هناك 10 آلاف شخص مُنعوا من الدخول إلى تركيا بسبب هذا الموقف، وقبضنا تقريبا على نحو 100 شخص لديهم نوايا من هذا النوع وطردناهم، أغلبيتهم كانوا من الأشخاص الذين يحاولون أن يتسللوا للدخول إلى سوريا من الأراضي التركية، وبعضهم مقاتلون أجانب حاولوا التسلل إلى تركيا من سوريا للرجوع إلى الدول التي ينتمون إليها، وتسللوا من خلال طرق غير نظامية فتم القبض عليهم ورحلناهم. نحن في تركيا لا يمكن أن نتواصل مع أي جهة إرهابية أو أن نجلس على الطاولة مع أي جهة إرهابية، بل نحن ضد كل القوى الإرهابية المذكور اسمها، لأنه ليس هناك إرهاب مفيد، فنحن ضد كل الإرهابيين مهما كلف الأمر.
* هل تخشون أن تصاب تركيا بنار الإرهاب من دول الجوار؟
- نحن جيران للعراق وسوريا، والمشاكل الموجودة في سوريا متوقع أن تنتقل إلى تركيا، ونحن عبر السنين عانينا كثيرا من مشاكل الإرهاب ونعلم كم هو مؤلم وصعب هذا الموضوع، لذلك أخذنا احتياطاتنا اللازمة وعلينا أن نكون متأهبين لحدوث مثل تلك الأمور «لا سمح الله». ونعلم أن الموضوع مرير، لكننا دائما ضد الإرهاب، لذلك علينا أن نقف بجانب جيراننا بالمنطقة في مواجهة الإرهاب. لا يمكن أن نسامح أو نغض النظر عن المجموعات المتطرفة أو الإرهاب، لأنهم بالنسبة لنا يشكلون خطورة كبيرة.
* علاقاتكم مع الدول العربية أصبحت سيئة عموما في الفترة الأخيرة، هل من مساع للإصلاح؟
- العرب المسلمون هم إخوتنا كما تعلمون، هذه هي نظرتنا وهذا إيماننا، وهناك مشاركة في الأقدار، فقدرهم قدرنا، وقدرنا قدرهم. أمنهم واستقرارهم يعني أمننا واستقرارنا، وكنا دائما على صلة قريبة ومتعاونين مع كل الدول، لكن بسبب الحادثة التي حصلت في مصر، و«الانقلاب» على السلطة الشرعية، فإن ذلك أدى إلى بعض الخلافات مع بعض الدول العربية الصديقة، لكننا لسنا ضد مصر، والشعب المصري أخ لنا، لكننا ضد «الانقلاب» وضد تفكير الحكومة المصرية الحالية، وضد تفكيرها بأنه يجب إعدام الأشخاص بهذه الطريقة. ونحن ضد الإرهاب الحاصل بمصر اليوم، كما أننا ضد كل الحركات الإرهابية. مصر دولة جدا مهمة للدول العربية وللشرق الأوسط وأفريقيا، ولكل المنطقة، وجغرافيا هي دولة جدا مهمة، ومهمة لنا ولفلسطين، لذلك يهمنا أن تكون مصر دولة قوية ومستقرة أمنية. لذلك نحن ضد «الانقلاب» الذي أدى إلى زعزعة الأمن المصري، لكن وقوفنا ضد هذه الحادثة التي حصلت في مصر لا يعني أننا ضد الشعب المصري. حالة عدم الاستقرار التي تعيشها مصر تؤثر على ليبيا أيضا، وللأسف الدول التي تؤيد الحكومة المصرية لها تأثيرات سلبية أيضا على ليبيا.
وعندما نقول هذا الشيء بشكل صريح وواضح فإن بعض الأشخاص ينزعجون منا، ونحن لا يمكن أن تكون عندنا أي مشاكل مع مصر أو أي مشكلة مع أي دولة أخرى، لكننا بصراحة لسنا مع حكومة السيسي. وفي حكم السيسي لا يوجد أمن واستقرار في مصر، والاقتصاد متأثر أيضا، وينهار إن لم تساعدهم الدول الأخرى 10 أيام، وهذا يؤدي إلى مشكلة كبيرة جدا في العالم العربي.
لنفرض أن الدول التي تساعد مصر أصبح فيها تغيير سياسي أو بأي شكل من الأشكال، وانقطعت المساعدات لمصر.. فماذا سيصبح وضعها؟ مصر تمر بوضع صعب جدا لا تحسن فيه أن تحكم نفسها بنفسها، وإذا أخذت الحكم بالقوة ولم تترك للشعب الفرصة لأن يحل مشاكله بنفسه فإن النتيجة مع الأسف ستؤدي لهذا الوضع.
هناك أشخاص طالبوا بالحرية وبعض المطالب الشرعية لهم، لكنّهم تعاملوا معهم كإرهابيين، وبصراحة هذا هو الشيء الذي نحن ضده، لأنه لا الدين ولا الإنسانية يسمحان بأن يتعامل مواطنون سلميون بهذه الطريقة، ويتم النظر إليهم على أنهم إرهابيون، وهذا ما نرفضه. نحن دائما نقول للغربيين ألا يقوموا بتشكيل صلة ما بين الإسلام والإرهاب، وكان جوابهم غريبا، إذ إن بعض القياديين نتحادث معهم بشكل كبير، لكننا كدولة إسلامية نضعهم في لائحة الإرهاب، والسؤال يكون: كيف يمكن أن نفسر لهم هذا الموضوع؟ لكننا لم نستطع أن نعطيهم جوابا عن هذا السؤال. فأي شخص لا يتوافق مع تفكيرهم يضعونه مباشرة بلائحة الإرهاب. وهذا يؤدي إلى أزمة بهذه الدولة والمنطقة الموجودة فيها للأسف. لكن كل الدول تبقى صديقة لنا سواء مصر أو السعودية أو فلسطين أو سوريا أو دول أفريقيا من الصومال والسودان.
* لكن الرئيس السيسي وصل إلى موقعه هذا عبر صناديق الاقتراع أيضا؟
- أي صندوق خرج منه السيسي؟ وكم شخصا سمح له بالاشتراك بالانتخابات وأن يقدم أصواته، وأن يدلي بصوته؟! التصويت كان مفتوحا، لكن العد وفرز النتيجة كانت أمورا سرية. وهل يا ترى دعوا أناسا حياديين أو أجانب للمنطقة لمراقبة الانتخابات المصرية؟ لم نسمع بهذا الشيء إطلاقا، لا يمكن أن تضع على طرف نصف مواطني البلد ولا تسمح لهم بالاشتراك في الانتخابات، وليس معروفا كيف حصلت الانتخابات، وبعدها تقول إنك منتخب من الصندوق.
* تركيا أيضا لديها سجل في موضوع حقوق الإنسان لدى الدول الغربية التي تنتقد طريقة تعاملكم مع الإعلام والتوقيفات الأخيرة..
- الغربيون بدأوا يتفهموننا، وعندما فكروا بهدوء ومنطق وقيموا موضوع «الكيان الموازي» أكيد هم عرفوا الآن أننا على حق. لأن كل مشكلتنا هي مع جهة رسمية موازية (قوى موازية) للحكومة، وهو واضح ويظهر للعيان على الجهة التي يتواصلون معها. مثلا هم (جماعة الداعية فتح الله غولن) لا ينتقدون إسرائيل أبدا، وأفضل أن أقول فقط هذه النقطة.
هذا الموضوع أمني خاص بأمن تركيا، ونحن نأخذ بعين الاعتبار آراء جيراننا، لكن الموضوع يتعلق بأمننا واستقرارنا، ونحن مضطرون لأن نأخذ كل الاحتياطات لتأمين استقرار بلدنا وسوف نأخذ هذه الخطوات. الكيان الموازي يشن حملة ضد تركيا، بالأموال التي جمعها من الشعب، من خلال استخدامها في الحملات الانتخابية لأعضاء الكونغرس الأميركي، وهو على تعاون مع اللوبيات فيه، من أجل استصدار قرارات ضد تركيا.



حكومة «طالبان» تأسف لعدم دعوتها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ

مؤتمر المناخ «كوب 30» في البرازيل (أ.ب)
مؤتمر المناخ «كوب 30» في البرازيل (أ.ب)
TT

حكومة «طالبان» تأسف لعدم دعوتها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ

مؤتمر المناخ «كوب 30» في البرازيل (أ.ب)
مؤتمر المناخ «كوب 30» في البرازيل (أ.ب)

أسفت سلطات «طالبان» الأحد، لعدم دعوتها إلى مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب 30) في البرازيل، بعدما دُعيت إلى النسخة السابقة العام الماضي، لافتة إلى أن أفغانستان هي واحدة من الدول الأكثر عرضة للتغيّر المناخي.

ومن المقرّر أن يجتمع ممثلو عشرات الدول في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بنسخته الثلاثين، والذي يبدأ الاثنين ويستمر حتى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) في مدينة بيليم البرازيلية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي كابل، أعلنت الهيئة الوطنية لحماية البيئة، في بيان، أنها «باسم الحكومة والشعب الأفغاني تعرب عن قلقها البالغ إزاء حقيقة أن أفغانستان -على الرغم من كونها واحدة من الدول الأكثر عرضة للتغيّر المناخي- لم تتلقَّ دعوة رسمية، مع الأسف».

وفي عام 2024، أرسلت حكومة «طالبان» التي لم يعترف بها إلى الآن سوى روسيا، للمرة الأولى، وفداً إلى باكو للمشاركة في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين. ومشاركة وفد حكومة «طالبان» حينها جاءت بصفة «مدعو» من أذربيجان، وليست بصفة طرف مشارك على نحو مباشر في المفاوضات.

وتعتبر حركة «طالبان» التي عادت إلى السلطة في عام 2021، أن عزلتها الدبلوماسية يجب ألا تحول دون مشاركتها في المفاوضات الدولية بشأن المناخ.

وجاء في بيان الهيئة الوطنية لحماية البيئة: «إن انتهاك حق الشعب الأفغاني في المشاركة في هذا المؤتمر، يناقض مبادئ العدالة المناخية والتعاون الدولي والتضامن الإنساني».

ويقول علماء إن أفغانستان مسؤولة عن 0.06 في المائة فقط من انبعاثات غازات الدفيئة، ولكنها تحتل المرتبة السادسة في قائمة الدول الأكثر عرضة للتغيّر المناخي.

وفي هذا البلد الذي عانى على مدى 4 عقود من الحروب، ويُعد من أفقر دول العالم، يعتاش نحو 89 في المائة من السكان -وعددهم يتخطى 48 مليون نسمة- من الزراعة، وفق الأمم المتحدة.

وفي أبريل (نيسان)، قالت الأمم المتحدة إنه «بين عامَي 2020 و2025، شهدت أفغانستان موجات جفاف متكرّرة، أثّرت على نحو كبير في قدرات التكيّف، وخفّضت بشكل كبير منسوب المياه الجوفية، بما يصل أحياناً إلى 30 متراً».

وقبل أيام من انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين، رجَّحت الأمم المتحدة أن يكون 2025 من بين الأعوام الثلاثة الأكثر حرّاً على الإطلاق.


تركيا ترسل وفداً رفيعاً إلى باكستان لبحث التوتر مع أفغانستان

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف على هامش احتفال أذربيجان بيوم النصر في 8 نوفمبر بحضور وزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر ورئيس المخابرات إبراهيم كالين (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف على هامش احتفال أذربيجان بيوم النصر في 8 نوفمبر بحضور وزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر ورئيس المخابرات إبراهيم كالين (الرئاسة التركية)
TT

تركيا ترسل وفداً رفيعاً إلى باكستان لبحث التوتر مع أفغانستان

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف على هامش احتفال أذربيجان بيوم النصر في 8 نوفمبر بحضور وزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر ورئيس المخابرات إبراهيم كالين (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف على هامش احتفال أذربيجان بيوم النصر في 8 نوفمبر بحضور وزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر ورئيس المخابرات إبراهيم كالين (الرئاسة التركية)

قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن وفداً يضم وزيري «الدفاع» و«الخارجية» ورئيس المخابرات سيزور باكستان هذا الأسبوع لبحث التوتر مع أفغانستان.

وأضاف إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه خلال عودته من أذربيجان؛ حيث شارك في الاحتفال بـ«يوم النصر» الذي يوافق ذكرى تحرير إقليم قره باغ من سيطرة أرمينيا، حضره أيضاً رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، نشرت الأحد، إن «مشاركتنا في جهود إنهاء التوترات بين باكستان وأفغانستان تتطور حالياً في اتجاه إيجابي، ونأمل في تحقيق نتيجة إيجابية».

وتابع: «من المرجح جداً أن يقوم وزير خارجيتنا هاكان فيدان، ووزير دفاعنا يشار غولر، ورئيس جهاز المخابرات، إبراهيم كالين، بزيارة ثلاثية إلى باكستان هذا الأسبوع، ومن خلال مناقشة القضايا هناك (في باكستان)، نأمل أن يُختتم المسار الذي بدأ في الدوحة وإسطنبول في أقرب وقت ممكن».

وقال إردوغان، الذي التقى رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، على هامش احتفال أذربيجان بيوم النصر: «نأمل أن يتم إرساء وقف إطلاق نار دائم وإحلال السلام، ونواصل نصح الطرفين بضبط النفس».

التزام بالسلام

كان شريف قد أكّد، مجدداً، التزام بلاده الراسخ بالسلام، لافتاً إلى أن سيادة باكستان وسلامة أراضيها «لا تزالان غير قابلتين للانتهاك».

إردوغان يتوسط الرئيس الأذري إلهام علييف (يمين) ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف على هامش احتفال أذربيجان بيوم النصر في باكو في 8 نوفمبر (أ.ب)

وقال في كلمة ألقاها خلال الاحتفال إن «باكستان تسعى إلى السلام، تماماً مثل إخواننا الأذريِّين والأتراك، ولكن لن يسمح لأحد على الإطلاق بتحدي سيادتنا أو تقويض سلامة أراضينا»، حسبما نقلت صحيفة «ذا نيشن» الباكستانية، يوم الأحد.

وأضاف شريف: «باكستان وتركيا وأذربيجان 3 أشقاء تنبض قلوبهم معاً، متحدين في مناسبة ترمز إلى الوحدة والثقة المتبادلة».

وأشار شريف إلى مشاركة القوات الأذرية والتركية في عرض عسكري باكستاني، في إسلام آباد، في وقت سابق من العام الحالي، قائلاً إن مثل هذه اللحظات تعكس رابطة عميقة وتاريخية بين الدول الثلاث.

مصافحة بين وزيري الدفاع الباكستاني والأفغاني عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في الدوحة في 19 أكتوبر (رويترز)

وفشلت جولتان من المفاوضات بين أفغانستان وباكستان عقدتا في إسطنبول، آخرهما، الخميس الماضي، بعد مفاوضات مماثلة في الدوحة، بهدف تجنب عودة الأعمال العدائية بعد مواجهة غير مسبوقة بحجمها بين قوات البلدين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أدّت إلى مقتل العشرات.

واتفق البلدان في الدوحة في 19 أكتوبر على وقفٍ لإطلاق النار، غير أنهما وصلا إلى طريقٍ مسدود بشأن بعض تفاصيل الاتفاق خلال المفاوضات في إسطنبول، ويتبادلان الاتهامات بالتفاوض «بسوء نية»، محذّرَين من استئناف الاشتباكات إذا فشلت المفاوضات.

وكان الجانبان قد تفاوضا في إسطنبول الخميس الماضي على إنشاء «آلية مراقبة وتحقق، تضمن الحفاظ على السلام وتطبيق العقوبات على الطرف الذي ينتهكه»، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق.

وقُتل 50 مدنياً وأصيب 447 آخرون على الجانب الأفغاني من الحدود خلال أسبوع من الاشتباكات، ولقي 5 أشخاص على الأقل حتفهم في كابل جرّاء تفجيرات، حسب «الأمم المتحدة».

كما أفاد الجيش الباكستاني بمقتل 23 من جنوده وإصابة 29 آخرين، دون أن يأتي على ذكر أي ضحايا مدنيين.

لاجئون أفغان ينتظرون على شاحنات تحمل أمتعتهم ترحيلهم إلى أفغانستان عند تشامان قرب الحدود مع باكستان في 29 أكتوبر (أ.ف.ب)

وبدأت المواجهات بهجوم نفذته حكومة حركة «طالبان» على الحدود ردّاً على تفجيرات وقعت في كابل اتهمت باكستان بالوقوف وراءها.

وأُغلقت الحدود بين البلدين منذ ذلك الحين، ولم يُسمح بمرور سوى اللاجئين الأفغان الذين تشدد عليهم باكستان الخناق منذ عام 2023.

اتهامات متبادلة وتحذيرات

وتتّهم إسلام آباد كابل بإيواء جماعات «إرهابية» معادية لباكستان، خصوصاً من حركة «طالبان باكستان»، على أراضيها، لكن كابل تنفي ذلك بشدة، وتؤكّد أن باكستان تدعم جماعات «إرهابية»، بينها الفرع الإقليمي لتنظيم «داعش».

ويبدي الجانبان حرصاً على الاستمرار في المفاوضات، ومثلما أكد رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، سعي بلاده إلى السلام دون المساس بسيادتها أو سلامة أراضيها، أكدت حكومة «طالبان» الأفغانية أن الهدنة مع باكستان «ستصمد»، رغم تحميلها إسلام آباد مسؤولية فشل مفوضات السلام في إسطنبول.

المتحدث باسم حكومة «طالبان الأفغانية» ذبيح الله مجاهد خلال مؤتمر صحافي نقل عبر الشاشات في 8 نوفمبر (إ.ب.أ)

وقال المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد، خلال مؤتمر صحافي السبت: «لا مشكلة مع وقف إطلاق النار الذي اتُّفق عليه سابقاً مع باكستان، سيصمد... نشكر البلدين الصديقين قطر وتركيا على الوساطة، لكننا لا نرى ما يمكن القيام به بشكل إضافي حالياً».

في الوقت ذاته، تبادل الجانبان رسائل التحذير من التصعيد، ووجه وزير الحدود والشؤون القبلية الأفغاني نور الله نوري، السبت، تحذيراً لباكستان من اختبار صبر أفغانستان، وحث على ضبط النفس، وإجراء حوار بعد انهيار محادثات السلام.

وأضاف أنه يتعين على باكستان أن تتعلّم من مصير الولايات المتحدة وروسيا في أفغانستان.

في الوقت ذاته، حذّر وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، من الاستهانة بالعزيمة الأفغانية، أو الاعتماد على التفوق العسكري، وذلك بعد أن سبق وحذّر من أن إسلام آباد يمكن أن تنخرط في صراع مفتوح إذا فشلت كابل في كبح جماح الهجمات عبر الحدود من قبل حركة «طالبان» الباكستانية.


موجات تسونامي صغيرة في اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة

موجة عملاقة تقذف مركبات كبيرة مثل ألعاب الأطفال في مدينة مياكو اليابانية بعد أن ضرب زلزال المنطقة في 11 مارس 2011 (أرشيفية - رويترز)
موجة عملاقة تقذف مركبات كبيرة مثل ألعاب الأطفال في مدينة مياكو اليابانية بعد أن ضرب زلزال المنطقة في 11 مارس 2011 (أرشيفية - رويترز)
TT

موجات تسونامي صغيرة في اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة

موجة عملاقة تقذف مركبات كبيرة مثل ألعاب الأطفال في مدينة مياكو اليابانية بعد أن ضرب زلزال المنطقة في 11 مارس 2011 (أرشيفية - رويترز)
موجة عملاقة تقذف مركبات كبيرة مثل ألعاب الأطفال في مدينة مياكو اليابانية بعد أن ضرب زلزال المنطقة في 11 مارس 2011 (أرشيفية - رويترز)

أعلنت اليابان، اليوم (الأحد)، أن موجات تسونامي صغيرة ضربت ساحلها المطل على شمال المحيط الهادئ بعد زلزال في البحر بقوة 6.9 درجة.

وذكرت «هيئة الإذاعة والتلفزيون» اليابانية أن البلاد أصدرت تحذيراً من أمواج مد عاتية (تسونامي) لمقاطعة إيواتي بشمال البلاد، اليوم (الأحد)، وحثت السكان على الابتعاد عن المناطق الساحلية.

وأضافت الهيئة أنه تم رصد موجة تسونامي على بُعد 70 كيلومتراً قبالة ساحل مقاطعة إيواتي في الساعة 5:12 مساء بالتوقيت المحلي (08:12 بتوقيت غرينتش)، ومن المتوقع أن تصل إلى الشريط الساحلي المطل على المحيط الهادئ قريباً. وأضافت أنه من المتوقع أن يبلغ ارتفاع الموجة نحو متر، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.

وأظهر نظام التحذير من أمواج تسونامي في الولايات المتحدة أن زلزالاً قوته 6.26 درجة وقع في وقت سابق اليوم قبالة الساحل الشرقي لجزيرة هونشو، أكبر جزر اليابان، التي تضم مقاطعة إيواتي.

ووقع الزلزال نحو الساعة 17:03 (08:03 ت.غ) في البحر قبالة إيواته، بحسب هيئة الأرصاد التي حددت قوته بداية عند 6.7 درجة، وعدّلتها لاحقاً إلى 6.9. وأعقبت الزلزال الأول هزّات ارتدادية تراوحت قوتها ما بين 5.3 و6.3 دجة، وفق الهيئة. وبدا البحر هادئاً، وفق بث تلفزيوني حي.

وضربت المنطقة ذاتها 6 زلازل في البحر، صباح الأحد، تراوحت قوتها ما بين 4.8 و5.8 درجة، بالكاد شعر بها السكان في البر، ولم تتسبب بصدور أي تحذيرات من تسونامي.

وشهدت هذه المنطقة زلزالاً ضخماً تحت البحر بلغت قوته 9 درجات في 2011 تسبب بتسونامي وخلّف نحو 18500 قتيل أو مفقود.

وألحق التسونامي حينذاك أضراراً جسيمة بمحطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية، متسبباً بأسوأ كارثة ما بعد الحرب في اليابان، وأسوأ حادث نووي في العالم منذ تشيرنوبل.

وتقع اليابان فوق أربع صفائح تكتونية رئيسية على الحافة الغربية لـ«حلقة النار»، وتُعد من بلدان العالم الأكثر نشاطا زلزالياً.

ويشهد الأرخبيل الذي يُعد نحو 125 مليون نسمة نحو 1500 هزة كل عام. ورغم أن غالبيتها خفيفة عادة، فإن الأضرار التي تتسبب بها تتباين بحسب مواقعها وعمقها تحت سطح الأرض.

من جهتها، أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن قوة الزلزال بلغت 6.8 درجة. ودفعت الهزة هيئة الأرصاد اليابانية إلى إصدار تحذير من تسونامي، تمّ رفعه نحو الثامنة مساء (11:00 بتوقيت غرينتش). وأعقبت الزلزال الأول هزّات ارتدادية راوحت قوتها ما بين 5.3 و6.3 درجات، وفق الهيئة. وضربت المنطقة ذاتها 6 زلازل في البحر صباح الأحد تراوحت قوتها ما بين 4.8 و5.8 درجة، بالكاد شعر بها السكان في البر، ولم تتسبب بصدور أي تحذيرات من تسونامي.

وحذّر الخبير في الزلازل وموجات التسونامي في «هيئة الأرصاد اليابانية»، ماساشي كيوموتو، من احتمال تسجيل هزات وموجات أشد خلال الأيام المقبلة. وأوضح في إحاطة صحافية متلفزة نقلتها «وكالة الصحافة الفرنسية»: «هذه منطقة شهدت العديد من النشاطات الزلزالية. يحتمل حصول هزات أقوى». وشهدت هذه المنطقة زلزالاً ضخماً تحت البحر بلغت قوته 9 درجات في 2011 تسبب بتسونامي، وخلّف نحو 18500 قتيل أو مفقود. وألحق التسونامي حينذاك أضراراً جسيمة بمحطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية، متسبباً بأسوأ كارثة ما بعد الحرب في اليابان وأسوأ حادث نووي في العالم منذ تشيرنوبل.