الهند تحدّث قواتها المسلحة لمواجهة الصين وباكستان

الهند تحدّث قواتها المسلحة لمواجهة الصين وباكستان
TT

الهند تحدّث قواتها المسلحة لمواجهة الصين وباكستان

الهند تحدّث قواتها المسلحة لمواجهة الصين وباكستان

بدأت حكومة رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، عملية تحديث عسكري لقواتها المسلحة بقيمة 250 مليار دولار أميركي، على مدار 10 سنوات، في الوقت الذي تتواصل فيه حالة التوتر مع الجارتين الصين وباكستان، فيما دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ جيش بلاده إلى أن يكون جاهزاً باستمرار في مواجهة «عدم الاستقرار» و«الشكوك»، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية أمس الأربعاء.
وبوصفها خطوة في هذا الاتجاه، تعتزم نيودلهي شراء 30 طائرة مسلحة من دون طيار من الولايات المتحدة لتعزيز دفاعاتها البحرية والبرية، وذلك بحسب مسؤولين على صلة بالأمر. ومن المقرر أن توافق الهند الشهر المقبل على عملية شراء طائرات من طراز «إم كيو9 - بي» بقيمة 3 مليارات دولار، من إنتاج شركة «جنرال أتوميكس» ومقرها مدينة سان ديجو، بحسب المسؤولين، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، في حديثهم لوسائل الإعلام. ووفقاً لما أوردته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، ستعزز هذه الصفقة الإمكانات العسكرية للهند، حيث إن الطائرات من دون طيار التي لديها الآن، يمكن استخدامها فقط في مهام المراقبة والاستطلاع. وتبزغ الهند شريكاً دفاعياً استراتيجياً للولايات المتحدة، لا سيما في مواجهة النفوذ الصيني في المحيط الهندي وبعض مناطق جنوب شرقي آسيا. وقال فيفيك لال، الرئيس التنفيذي لشركة «جنرال أتوميكس»، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى «بلومبرغ»، إن «العلاقات الأميركية - الهندية في الوقت الحالي، نتاج عقود من الجهود المتفانية من البلدين». ونقلت «وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)» عن شي قوله في اجتماع يوم الثلاثاء مع الوفد العسكري بمجلس الشعب الوطني؛ الدورة البرلمانية السنوية للصين، إن القوات المسلحة بأكملها يجب أن «تكون مستعدة دائماً للتعامل مع جميع أنواع المواقف المعقدة والصعبة». وأضاف أن تطوير الجيش يجب أن يركز على «الاستعداد القتالي». وقال إن الخطة الخمسية الجديدة من 2021 إلى 2025 توفر نقطة انطلاق جيدة لتعزيز الدفاع الوطني والجيش.
وفي نهاية اجتماعه المستمر لمدة أسبوع والذي يختتم غداً الجمعة، سيقر زيادة ضخمة بنسبة 8.‏6 في المائة على الإنفاق العسكري لهذا العام.
ويأتي تحديث وتوسيع الجيش الصيني على خلفية التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة وتايوان، والحوادث على الحدود مع الهند، والنزاعات على الجزر في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي.
وفي هذا السياق، حذّر قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، الأدميرال فيليب ديفيدسون، الثلاثاء، من أن الصين قد تغزو تايوان في غضون 6 سنوات لتحقيق هدفها المعلن بالحلول محل الولايات المتحدة بوصفها أكبر قوة عسكرية في المنطقة.
وتايوان؛ البالغ عدد سكانها نحو 23 مليون نسمة، يديرها منذ 75 عاماً نظام لجأ إلى الجزيرة بعد سيطرة الشيوعيين على الحكم في الصين القارية إبّان الحرب الأهلية الصينية. لكن بكين تعدّ تايوان جزءاً لا يتجزّأ من الأراضي الصينية، وقد توعّدت مراراً باستعادة الجزيرة بالقوة إذا لزم الأمر. وبعد أن شدّدت قبضتها على هونغ كونغ، زادت بكين من حدّة تحذيراتها لتايبيه وكثّفت محاولاتها الرامية لمنع الملاحة في مضيق تايوان الذي يفصل بين الجزيرة والبرّ الصيني.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».