عوضاً عن الأجسام المضادة... اختبار جديد يستخدم الخلايا التائية لكشف «كورونا»

مريض يخضع لاختبار دم للكشف عن فيروس كورونا في البرازيل (إ.ب.أ)
مريض يخضع لاختبار دم للكشف عن فيروس كورونا في البرازيل (إ.ب.أ)
TT

عوضاً عن الأجسام المضادة... اختبار جديد يستخدم الخلايا التائية لكشف «كورونا»

مريض يخضع لاختبار دم للكشف عن فيروس كورونا في البرازيل (إ.ب.أ)
مريض يخضع لاختبار دم للكشف عن فيروس كورونا في البرازيل (إ.ب.أ)

مُنح أول اختبار من نوعه للكشف عما إذا كان شخص ما قد أصيب بـفيروس كورونا في مرحلة معينة باستخدام الخلايا التائية في الجسم، تصريحاً للاستخدام الطارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».
وقد تكون هذه الخطوة بمثابة تغيير لقواعد اللعبة بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد من «كورونا» وللأشخاص الذين لم يحصلوا بعد على إجابة واضحة حول ما إذا كانوا قد أصيبوا بالفيروس سابقاً، أم لا.
وأطلقت شركة «أدابتيف» للتكنولوجيا الحيوية، بالتعاون مع شركة «مايكروسوفت»، اختبار «تي - ديتاكت» الذي يبحث عن الإشارات الفريدة للفيروس من خلال الخلايا التائية، التي يمكنها «تذكر» الإصابات السابقة.
وقال لانس بالدو، مدير بشركة «أدابتيف» لشبكة «إيه بي سي نيوز» إن الخلايا التائية هي في الأساس «جنود المشاة» في الخط الأمامي للجهاز المناعي.
وبينما تهدف اختبارات الأجسام المضادة الحالية إلى تقديم دليل مماثل، إلا أن هناك اختلافاً يرتبط بالدقة.
وأظهرت بعض الدراسات أن الأجسام المضادة تتلاشى بعد بضعة أشهر، لذلك، في حين أن الأجسام المضادة يمكن أن تشير إلى ما إذا كان الشخص قد أصيب بفيروس كورونا في الماضي، فإن التوقيت هو المفتاح: الاختبار المبكر جداً قد لا يكشف الأجسام المضادة، وفي حال القيام بالاختبار بعد فوات الأوان من المحتمل أن تكون الأجسام المضادة قد تلاشت بالفعل من الدم.
في حين أن الباحثين لا يزالون يجهلون المدة الزمنية التي تظل الاستجابة المناعية للخلايا التائية نشطة فيها بعد الإصابة بفيروس «كوفيد - 19»، إلا أن «طول عمر ذاكرة» هذه الخلايا يجعلها مرشحاً واعداً في تتبع العدوى السابقة.
ويمكن للاختبار أن يعطي إجابات للعديد من المرضى الذين لم يحصلوا بعد على دليل قاطع على أنهم أصيبوا بالفيروس (حيث لم يتمكن أي شخص يريد إجراء اختبار أن يحصل عليه في بداية الوباء). يمكن أن يساعد أيضاً في إيجاد علاجات أفضل للمصابين.
وقال الدكتور ويليام لي، رئيس مؤسسة تولد الأوعية الدموية: «نحن نبحث عن هذه البصمة، مثل التحقيق في مسرح الجريمة».
وأضاف لي: «كثير من الناس أصيبوا بالمرض، وتعافوا، ولم يحصلوا على تشخيص واضح قط، ومع ذلك فهم يعانون من هذه الأعراض الغريبة والمستمرة».
وتابع: «كان اختبار الخلايا التائية مفيداً حقاً لمساعدة المرضى على معرفة وضعهم الصحي».
ويتم إجراء الاختبار عن طريق سحب الدم. يقول الباحثون إن الحمض النووي للخلايا التائية يتم استخلاصه وتسلسله باستخدام الذكاء الصناعي لشركة «مايكروسوفت» لرسم خرائط بيانات «الصندوق الأسود الضخم» لجهاز المناعة.
وقال الدكتور جيم كوبلين، العالم الرئيسي في فريق «فريد هتش» للقاح والأمراض المعدية: «نأمل أن يلقي هذا الاختبار مزيداً من الضوء على كيف يمكن استهداف هذا النظام بشكل أفضل وتعزيزه وتسليحه ضد الإصابات المستقبلية».
وأوضح بيتر لي، نائب رئيس شركة «مايكروسوفت ريسيرش آند انكيوبيشينز» إن «الخلايا التائية تتحدث نوعاً من اللغة... نستخدم التعلم الآلي للمساعدة في ترجمة ذلك إلى لغة الأمراض».
وتبلغ تكلفة الاختبار 150 دولاراً - وهي رسوم باهظة للمجموعات السكانية الضعيفة اجتماعياً واقتصادياً التي تضررت بشدة من الفيروس.


مقالات ذات صلة

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.

العالم العربي من داخل مجمع مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)

«أطباء بلا حدود»: مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج

حذرت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم الأحد، من أن مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في قطاع غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج الطبي.

«الشرق الأوسط» (غزة)

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
TT

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«لسنا بخير في لبنان ولكننا سنكمل رسالتنا حتى النفس الأخير». بهذه الكلمات تستهل ميشلين أبي سمرا حديثها مع «الشرق الأوسط»، تُخبرنا عن برنامج النسخة الـ17 من مهرجان «بيروت ترنّم». فهي تتمسّك بتنظيم المهرجان في قلب المدينة؛ ما جعله بمثابة تقليدٍ سنوي في فترة أعياد الميلاد. طيلة السنوات الماضية ورغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان بقيت متشبثة بإحيائه.

كارلا شمعون من نجمات لبنان المشاركات في «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

ينطلق «بيروت ترنّم» في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لغاية 23 منه. وتتجوّل الفرق الفنية المشاركة فيه بين مناطق مونو والتباريس والجميزة في بيروت، وكذلك في جامعة الألبا في سن الفيل، وصولاً إلى زوق مصبح ودير البلمند في شمال لبنان.

وبالنسبة لميشلين أبي سمرا فإن النسخة 17 من المهرجان تتجدد هذا العام من خلال أماكن إحيائه. وتتابع: «يزخر لبنان بأماكن مقدسة جمّة يمكننا مشاهدتها في مختلف مناطقه وأحيائه. وهذه السنة تأخذ فعاليات المهرجان منحى روحانياً بامتياز، فيحط رحاله في أكثر من دار عبادة وكنيسة. وبذلك نترجم العلاج الروحاني الذي نطلبه من الموسيقى. جراحنا وآلامنا لا تحصى، ونحتاج هذه المساحة الروحانية الممزوجة بالموسيقى كي نشفى».

أمسية «تينور يواجه تينور» مع ماتيو خضر ومارك رعيدي (بيروت ترنم)

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية، وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي. ويحضر زملاء لها منهم الميزو سوبرانو غريس مدوّر، وعازف الباريتون سيزار ناعسي مع مواكبة جوقة كورال الجامعة الأنطونية. وبقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق ستتجلّى موسيقى موزارت في كنيسة مار يوسف في مونو.

وبالتعاون مع السفارة السويسرية واليونيسكو في بيروت، يقدم فريق «سيستيما» حفله في جامعة «الألبا». وتقول ميشلين أبي سمرا: «أسسنا هذا الفريق منذ سنوات عدّة، وهو ملحق بـ(بيروت ترنّم)، ويتألف من نحو 100 عازف ومنشدٍ من الأولاد. ونحن فخورون اليوم بتطوره وإحيائه عدة حفلات ناجحة في مناطق لبنانية. سنكون على موعد معه في (بيروت ترنمّ) في 8 ديسمبر».

ومن الفنانين اللبنانيين المشاركين في برنامج الحفل الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يحيي في 11 ديسمبر حفلاً في جامعة «الألبا» للفنون الجميلة. ويؤلف مع عازفي الساكسوفون و«الدوبل باس» نضال أبو سمرا ومكرم أبو الحصن الثلاثي الموسيقي المنتظر.

«مقامات وإيقاعات» أمسية موسيقية شرقية مع فراس عنداري (بيروت ترنم)

وتحت عنوان «سبحان الكلمة» تحيي غادة شبير ليلة 13 ديسمبر من المهرجان في كنيسة مار بولس وبطرس في بلدة قرنة شهوان، في حين تشارك كارلا شمعون في هذه النسخة من «بيروت ترنّم» في 15 ديسمبر، فتقدّم حفلاً من وحي عيد الميلاد بعنوان «نور الأمل».

تشير ميشلين أبي سمرا في سياق حديثها إلى أن عقبات كثيرة واجهتها من أجل تنفيذ المهرجان. «إننا في زمن حرب قاسية ولاقينا صعوبات مادية شكّلت عقبة، لولا دعمنا من قبل رعاة متحمسين مثلنا لاستمرارية لبنان الثقافة. كما أن نجوماً أجانب أصرّوا على المشاركة والمجيء إلى لبنان رغم ظروفه اليوم».

عازف العود زياد الأحمدية يحيي ليلة 11 ديسمبر (بيروت ترنم)

من بين هؤلاء النجوم الإسبانيان عازف الكمان فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا. ومن بلجيكا يحلّ كلٌ من عازفة التشيللو ستيفاني هوانغ وعازف البيانو فلوريان نواك ضيفين على المهرجان، ويقدمان معاً حفلهما الموسيقي في 18 ديسمبر في كنيسة مار مارون في شارع الجميزة.

ومن الحفلات المنتظرة في هذه النسخة «تينور يواجه تينور». وتوضح ميشلين أبي سمرا: «يتجدّد برنامج المهرجان مع هذا الحفل. فهو يحدث لأول مرة ويشارك فيه كل من ماتيو خضر ومارك رعيدي، فيتباريان بصوتهما الرنان بعرض أوبرالي استثنائي». ويقام هذا الحفل في 9 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة.

عازف الكمان الإسباني فرانسيسكو فولانا (بيروت ترنم)

ومن الفِرق اللبنانية المشاركة أيضاً في «بيروت ترنّم» كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكذلك هناك مقامات وإيقاعات مع فراس عينداري ومحمد نحاس ومجدي زين الدين وهاشم أبو الخاضر، يقدّمون عرضاً غنائياً شرقياً، يتخلّله عزف على العود والقانون والكمان. ويقام الحفلان ليلتي 19 و20 ديسمبر في الجميزة. ويختتم «بيروت ترنّم» فعالياته في 23 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة. وذلك ضمن حفل موسيقي في الذكرى المئوية للإيطالي بوتشيني، ويحييها التينور بشارة مفرّج وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب خليل رحمة.