«كاس» تقلص عقوبة أحمد وتمهد لرئاسة موتسيبي لـ «الكاف»

تزكية الرئيس الجديد في الرباط نهاية الأسبوع

باتريس موتسيبي (الشرق الأوسط)
باتريس موتسيبي (الشرق الأوسط)
TT

«كاس» تقلص عقوبة أحمد وتمهد لرئاسة موتسيبي لـ «الكاف»

باتريس موتسيبي (الشرق الأوسط)
باتريس موتسيبي (الشرق الأوسط)

قلّصت محكمة التحكيم الرياضية (كاس) أمس عقوبة إيقاف رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الملغاشي أحمد أحمد من خمس سنوات إلى سنتين، ممهدة لانتخاب الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي يوم الجمعة المقبل في الرباط بالتزكية بعد انسحاب جميع منافسيه.
ووافقت المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي بشكل جزئي على دعوى استئناف أحمد أحمد رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) ضد عقوبة إيقافه بسبب سلسلة من وقائع الفساد بين عامي 2017 و2019 وقررت تقليص عقوبته من خمسة أعوام إلى عامين.
كما قررت (كاس) تقليص الغرامة المالية بحق أحمد أحمد البالغ من العمر 61 عاما، من 200 ألف فرنك سويسري (220 ألف دولار) إلى 50 ألف فرنك، لكن مع حظر مشاركته في الانتخابات الرئاسية للكاف التي تجرى في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
واقترب الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي بشكل كبير من خلافة أحمد في رئاسة الكاف خلال الانتخابات التي تقام يوم الجمعة المقبل في الرباط بالمغرب، وكان المرشحون الثلاثة الموريتاني أحمد ولد يحيى، والعاجي جاك أنوما والسنغالي أوغوستان سنغور أعلنوا انسحابهم (السبت) لمصلحة موتسيبي، فيما كان أحمد العقبة الأخيرة أمام الجنوب أفريقي ليكون مرشحا بالتزكية للمنصب.
وكان الرئيس السابق الملغاشي أحمد أوقف لفترة قصيرة وخضع للتحقيق في فرنسا في يونيو (حزيران) 2019 بشبهات فساد قبل إخلاء سبيله، بينما كان قد وصل إلى منصبه في 2017، منهياً حكماً دام 29 عاماً لعيسى حياتو بنيله 34 صوتاً مقابل 20 للكاميروني الواسع النفوذ الذي لاحقته أيضا فضائح فساد عديدة.
وأدان (فيفا) أحمد (61 عاما) الذي يرأس الاتحاد القاري منذ 2017، بخرق عدة مواد متعلقة بـ«واجب الولاء... عرض وقبول هدايا أو مزايا أخرى... إساءة استخدام المنصب» بالإضافة إلى «إساءة إدارة الأموال»، وغرّمه بمائتي ألف فرنك سويسري.
وفيما طالب أحمد بإلغاء قرار إيقافه، قالت محكمة التحكيم إنها استمعت للملغاشي «بالتنسيق معه ومع فيفا» عبر الفيديو في 2 و3 مارس (آذار) الحالي، وقد وجدت أن «أحمد مذنب بمخالفة قواعد الأخلاقيات... وقد خالف المادتين 20 و28 لعدم تسجيل معاملات مالية مختلفة، وقبول دفعات نقدية، وإجراء تحويلات مصرفية لمكافآت وتعويضات دون عقد».
كما اعتبرت أنه خالف المواد 20 و25 و28 لتوزيع الهدايا وإساءة استخدام الأموال (استخدام أموال كاف للمساعدة في تمويل دعوة للحج إلى مكة لصالح بعض رؤساء الاتحادات الوطنية، وهي دعوة لا علاقة لها مباشرة بكرة القدم، وخلافًا لبقية القرار، حكم على هذه المخالفة بالأغلبية وليس بالإجماع».
في المقابل، برّأت المحكمة أحمد من أي خرق في عقود شركة «تاكتيكال ستيل»، «لأن المستندات الواردة في الملف لا تؤيد حصول أحمد على أي منفعة شخصية، لا سيما في سياق التجهيزات لكأس الأمم الأفريقية 2018».
ويتعلق الأمر بإلغاء كاف في ديسمبر (كانون الأول) 2017، عقدا مع شركة «بوما» للتزود بتجهيزات وملابس لـ580 متطوعا في بطولة الأمم الأفريقية للمحليين (تشان) التي استضافها المغرب مطلع عام 2018، لصالح شركة تاكتيكال ستيل الفرنسية.
وبعد إيقاف أحمد نهاية العام الماضي، ترشّح الموريتاني أحمد ولد يحيى، والعاجي جاك أنوما والسنغالي أوغوستان سنغور الذين عقدوا اتفاقا في الرباط برعاية رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع للانسحاب لمصلحة موتسيبي، مقابل الحصول على منصب نائبي الرئيس لولد يحيى وسنغور ومستشار خاص لأنوما.
وقال يحيى (44 عاما) في بيان السبت الماضي من العاصمة الموريتانية نواكشوط على هامش كأس أمم أفريقيا تحت 20 عاما والتي أحرزتها غانا «بالتوافق مع زملائي المرشحين لرئاسة الاتحاد الأفريقي... توصلت معهم إلى قرار بتوحيد القائمة المترشحة لرئاسة الاتحاد، وذلك بسحب ترشحي شخصيا وترشح زميلي أوغوستان سنغور وجاك أنوما».
وهي خطوة نالت إشادة من انفانتينو حيث قال: «أهنئ الرجال الأربعة هنا. هؤلاء الرجال الأربعة جعلوا المستحيل ممكنا. أظهروا أنه من الممكن العمل كفريق واحد وراء مشروع، برنامج، رؤية، وهي رؤية لمشروع دفع كرة القدم الأفريقية إلى القمة العالمية».
وكان أنوما (69 عاما)، العضو السابق في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (فيفا) ورئيس الاتحاد العاجي بين 2002 و2011 وصف الأربعاء الماضي، قبل انسحابه، طريقة الاتحاد الدولي بالالتفاف وراء موتسيبي بأنها «ليست ديمقراطية كثيرا».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».