يوفنتوس يخشى مفاجآت بورتو... ودورتموند مرشح لتخطي إشبيلية اليوم

يواجه يوفنتوس الإيطالي خطر الخروج من الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم للموسم الثاني توالياً، عندما يستضيف بورتو البرتغالي اليوم إياباً، فيما يبدو بوروسيا دورتموند الألماني مرشحاً لتخطي عقبة إشبيلية الإسباني.
وكان يوفنتوس خسر 1 - 2 ذهاباً وهو بحاجة إلى الفوز ولو بهدف وحيد، لمواصلة مشواره في المسابقة القارية التي يلهث وراء لقبه الثالث بها منذ تتويجه بالثاني عام 1996، علماً بأنه خسر خمس مباريات نهائية من وقتها أعوام 1997 و1998 و2003 و2015 و2017.
في المقابل، يدخل بوروسيا دورتموند مواجهته أمام ضيفه إشبيلية بأفضلية فوزه 3 - 2 ذهاباً في الأندلس.
في المباراة الأولى، يستند رجال المدرب أندريا بيرلو على تاريخ مواجهاتهم لبورتو في تورينو في المسابقة القارية العريقة حيث تغلبوا عليه 3 - 1 في دور المجموعات عام 2001، ثم 1 - صفر في إياب ثمن النهائي عام 2017، وهما نتيجتان تمنحانه بطاقة ربع النهائي في حال تحقيقه أياً منهما.
كما أن بورتو خسر في زياراته الخمس الأخيرة إلى إيطاليا، بالإضافة إلى فشله في الفوز بمبارياته الـ13 الأخيرة في دور الإقصاء المباشر بدوري الأبطال (تسع هزائم وأربعة تعادلات).
ويمني يوفنتوس النفس باستغلال الهدف الذي سجله مهاجمه فيديريكو كييزا في مباراة الذهاب للإطاحة بضيفه المتوج باللقب عامي 1987 و2004.
ويعول فريق «السيدة العجوز» على هدافه في المسابقة الدولي الإسباني ألفارو موراتا صاحب ستة أهداف حتى الآن، وظهيره الدولي الكولومبي خوان كوادرادو، أفضل ممرر في المسابقة حتى الآن (5 تمريرات حاسمة)، إلى جانب الهداف التاريخي الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي تم التعاقد معه بالأساس صيف 2018 من أجل رفع الكأس القارية الأهم. ويعاني يوفنتوس الأمرين في الدوري المحلي، حيث يحتل المركز الثالث بفارق 7 نقاط خلف إنتر ميلان المتصدر الذي يملك فرصة توسيعه إلى 10 نقاط في حال فوزه على أتالانتا في ختام المرحلة السادسة والعشرين.
واستعاد يوفنتوس توازنه في الآونة الأخيرة ورفع لاعبوه معنوياتهم بالفوز الكبير على لاتسيو 3 - 1 السبت في مباراة أبقى فيها المدرب بيرلو على الثلاثي رونالدو ولاعب الوسط الأميركي وستون ماكيني وقطب الدفاع ليوناردو بونوتشي على دكة البدلاء، قبل أن يدفع بهم في الشوط الثاني. ووصف بيرلو جلوس رونالدو على مقاعد البدلاء في مباراة لاتسيو بأنه «راحة كان مخططاً لها»، وقد أعاد ذلك إلى الجماهير ذكريات جيدة، ففي مارس (آذار) 2019، حصل النجم البرتغالي على راحة مشابهة، وعاد بعدها ليسجل ثلاثية (هاتريك) قادت يوفنتوس للفوز على أتلتيكو مدريد الإسباني 3 - 2 في دور الستة عشر بالبطولة الأوروبية. وفي العام الماضي، حصل رونالدو أيضاً على راحة ثم عاد بعدها وسجل ثنائية في مرمى ليون الفرنسي 2 - 1، لكن الأخير تأهل لدور الثمانية بعد أن تعادل الفريقان بنتيجة إجمالية 2 - 2، واستفاد الفريق الفرنسي من قاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين.
ويحتل رونالدو (36 عاماً)، صدارة قائمة هدافي الدوري الإيطالي برصيد 20 هدفاً، كما سجل أربعة أهداف خلال خمس مباريات في دوري الأبطال هذا الموسم، معززاً رقمه القياسي إلى 134 هدفاً بالبطولة.
وكتب رونالدو على «إنستغرام» بعد الفوز على لاتسيو: «فوز رائع! لنواصل مسيرتنا يا رفاق».
ويحتاج يوفنتوس للفوز على بورتو بهدف نظيف أو بأي نتيجة أخرى بفارق هدفين ليحسم لصالحه بطاقة التأهل إلى دور الثمانية.
ولا تختلف حال بورتو محلياً عن يوفنتوس، حيث يحتل المركز الثاني بفارق 10 نقاط خلف سبورتينغ لشبونة المتصدر، وفقد لقبه في مسابقة الكأس المحلية بخسارته أمام ضيفه سبورتينغ براغا 2 - 3 الأربعاء الماضي، في إياب نصف النهائي (1 - 1 ذهاباً).
وفي المباراة الثانية، يبدو بوروسيا دورتموند الأقرب إلى بلوغ ربع النهائي بعد فوزه المستحق 3 - 2 ذهاباً في إشبيلية.
وسيحاول الفريق الألماني نسيان النكسة التي تعرض لها السبت، عندما فرط في تقدم بثنائية نظيفة في تسع دقائق لهدافه الدولي النرويجي إرلينغ هالاند أمام مضيفه بايرن ميونيخ وخسر برباعية، كان بطلها هدافه السابق الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي صاحب الـ«هاتريك».
وسيكون تعويل دورتموند على هالاند متصدر لائحة هدافي المسابقة هذا الموسم برصيد ثمانية أهداف بينها ثنائية مباراة الذهاب.
لكن دورتموند يخشى تكرار سيناريو الموسم الماضي في الدور ذاته عندما خرج على يد باريس سان جيرمان بعدما حسم مباراة الذهاب 2 - 1 في صالحه قبل أن يخسر صفر - 2 إياباً، خصوصاً أن إشبيلية، بطل مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) الموسم الماضي، صعب المراس قارياً.
ويأمل دورتموند في الاستفادة إلى الحد الأقصى من وجود مهاجمه النرويجي هالاند بين صفوفه، بعدما بات يواجه تحدياً كبيراً للاحتفاظ بجوهرته المطلوب من كثير من أندية أوروبا الكبرى.
لكن هالاند ابن الـ20 عاماً، سيفتقد في مباراة اليوم لتمريرات زميله لاعب الجناح الإنجليزي جايدون سانشو الغائب بسبب إصابة عضلية. وتغيب الجماهير عن أبرز مدرجات ملعب «سينغنال إيدونا بارك» المعروف بـ«الحائط الأصفر» (نسبة لألوان الفريق واحتشاد المتفرجين) بسبب إقامة المباراة خلف أبواب مؤصدة خوفاً من تداعيات فيروس كورونا، إلا أن الفريق الألماني ما زال يأمل في أن يكون ملعبه سنداً له للعبور إلى الدور التالي.
وبالرغم من صغر سنّه، بات في جعبة هالاند كثير من الأرقام القياسية، فهو أول لاعب في التاريخ يسجل 10 أهداف في 7 مباريات فقط بقميص نادٍ واحد في دوري الأبطال، كما تشير الأرقام إلى تسجيله 18 هدفاً في 13 مباراة في دوري الأبطال خاضها مع فريقه السابق سالزبورغ النمساوي ودورتموند الحالي.
ويقف هالاند على مشارف معادلة رقم قياسي جديد بحوزة مهاجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي، وهو تسجيل 19 هدفاً في دوري الأبطال قبل بلوغه سن 21 عاماً.
وعلى الرغم من خروج هالاند بعد ساعة من لقاء فريقه مع البايرن بعد تلقي ضربة على الكاحل، فإنه سيكون حاضراً اليوم لقيادة هجوم فريقه. ونوّهت مجلة «بيلد» اليومية واسعة الانتشار بأداء المهاجم النرويجي وأشارت رغم خسارة دورتموند في «البوندسليغا» إلى أن المباراة أمام بايرن أثبتت شيئاً واحداً هو: «لا يجب بيع إرلينغ هالاند هذا الصيف تحت أي ظرف من الظروف، حتى لو جاء عرض مع 100 أو 200 مليون، إنه تأمين حياة بالنسبة لدورتموند».
من الواضح أن مآثر هالاند المتكررة ونجاعته التهديفية تثير حسد وأطماع أبرز الأندية الأوروبية، علماً بأن عقده مع دورتموند ينتهي في عام 2024، لكنه يملك حق فك الارتباط إذا دفع الشرط الجزائي (50 مليون يورو فقط). ومن بين الأسماء التي تتردّد لضمة ثلاثي إنجلترا مانشستر يونايتد وسيتي وتشيلسي، إضافة إلى ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، علماً بأن دورتموند كان تعاقد مع المهاجم الشاب في يناير (كانون الثاني) 2020 مقابل 20 مليوناً فقط. في المقابل، يدخل إشبيلية المباراة بمعنويات في الحضيض نسبياً بعد ثلاث هزائم متتالية، بينها خسارتان أمام برشلونة أدت إحداها إلى خروجه من نصف نهائي مسابقة الكأس المحلية، وأخيرة أمام إلتشي المتواضع 1 - 2 السبت في الدوري. وتبقى أفضل نتيجة لإشبيلية في المسابقة القارية العريقة الدور ربع النهائي عامي 1958 و2018، علماً بأنه يحمل الرقم القياسي في عدد الألقاب في مسابقة الدوري الأوروبي برصيد ستة ألقاب ظفر بها في السنوات الـ14 الأخيرة.