منى الهراوي: للبنانيات دور فعّال في أيام الحرب والسلم

قالت لـ«الشرق الأوسط»: إن الحياد الذي ينادي به الراعي خشبة الخلاص الوحيدة

السيدة الأولى السابقة منى الهراوي
السيدة الأولى السابقة منى الهراوي
TT

منى الهراوي: للبنانيات دور فعّال في أيام الحرب والسلم

السيدة الأولى السابقة منى الهراوي
السيدة الأولى السابقة منى الهراوي

اعتبرت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، السيدة الأولى السابقة منى الهراوي، أن البطريرك الماروني بشارة الراعي يستكمل الدور التاريخي للبطريركية المارونية، «إذ يبذل جهوداً متفانية لإنقاذ لبنان وتوحيد جميع مواطنيه وطوائفه عبر تركيزه على الشراكة والمحبة». وشدّدت على أن «وحده الحياد الذي يناشد به غبطته يُمكّن لبنان من الانفتاح مجدداً على محيطه العربي وعلى المجتمع الدولي، وهو خشبة الخلاص الوحيدة».
وعبرت الهراوي، وهي زوجة الرئيس الراحل إلياس الهراوي، في مقابلة مع «الشرق الأوسط» عن تقديرها لـ«الدور الوطني الكبير الذي قامت به البطريركية المارونية منذ مائة سنة، يوم لعب غبطة البطريرك إلياس حويك دوراً قيادياً في عملية استقلال لبنان وميلاد دولة لبنان الكبير، وهو دور يستكمله البطريرك الراعي».
وفي يوم المرأة العالمي، حيّت الهراوي نساء لبنان «لا سيما النساء الأكثر بؤساً والأكثر حاجة، والنساء المناضلات، واللاتي فقدن أولادهن أو أزواجهن، وعرفن التشرّد والذل والحرمان إثر انفجار 4 أغسطس (آب) الرهيب في مرفأ بيروت». واعتبرت أن الأيام التي يعيشها لبنان صعبة للغاية، ولم يشهد مثلها حتى في فترات الحرب المدمّرة. وأضافت: «بلدنا في حالة انهيار تام على جميع المستويات والمسؤول الأساسي هو الدولة بكامل مؤسساتها وأجهزتها ومسؤوليها»، مرجّحة أن يكون «درب الجلجلة طويلاً جداً، لأن المسؤولين غائبون عن السمع وعن الوعي أحياناً والكل مسؤول».
ورأت الهراوي أن للمرأة اللبنانية «دوراً كبيراً في الحياة اليومية لأسرتها وفي التربية والتعليم والرعاية الصحية والثقافة، كما لها دور وطني فعّال أثبتته في السنوات الماضية في أيام الحرب وأيام السلم». وقالت: «هي نصف المجتمع وعموده الفقري، وهي تضطلع بدور كبير في كل المجالات ومنها السياسية، إذ برهنت عند توليها مراكز القرار عن أهليتها وثقافتها وقدراتها التي لا تميّزها عن الرجل».
وأوضحت أنه «إثر إنشاء الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية في عام 1994، التي كان لي شرف تأسيسها وترؤسها، شاركنا في المؤتمر الرابع للمرأة في بيجين 1995، وعملنا على تمكين المرأة اللبنانية وزيادة الوعي المواطني لديها وحثّها على تحمّل المسؤوليات العامة واتخاذ المبادرات، وقد عرفت قضية المرأة في تلك الحقبة قفزة نوعية بفضل جهود نساء رائدات أذكر منهن بكل فخر: لور مغيزل ومنى خلف ونور سلمان وأمان شعراني وليندا مطر وفاديا كيوان، وغيرهن من النساء الخبيرات والمناضلات اللاتي عملن على تعزيز دور النساء في عدة مجالات. ولقد استمرّ العمل الرسمي والأهلي بعد أن سلمنا الأمانة في عام 1998، وتمّت دون شك إنجازات عديدة ويبقى الكثير لإحقاق كل حقوق المرأة الإنسان».
وتطرّقت الهراوي لوباء «كورونا»، فاعتبرت أنه «بالرغم من إمكانات الدولة المادية الضئيلة، فإن وزارة الصحة العامة واللجنة العلمية المختصة تعمل ما بوسعها لمكافحة هذه الجائحة العالمية المروّعة على كل الأراضي اللبنانية، والله يكون بعونها وبعون المرضى وجميع اللبنانيين». وختمت: «لا خلاص لبنانياً وعالمياً إلا بتعميم اللقاح الإلزامي لتدارك الأعظم».


مقالات ذات صلة

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

شؤون إقليمية امرأتان تشربان الشاي في الهواء الطلق بمقهى شمال طهران (أ.ب)

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

ستتلقى النساء الإيرانيات اللاتي يقاومن ارتداء الحجاب، العلاجَ في عيادة متخصصة للصحة العقلية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

نشرت «الأمم المتحدة»، الثلاثاء، سلسلة من شهادات «مروعة» لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال بالسودان الذي يشهد حرباً منذ أكثر من عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إعادة تنشيط الريف الياباني الذي انعكست هجرة السكان سلباً عليه.

«الشرق الأوسط» (هيتاشي (اليابان))
الولايات المتحدة​ صورة للصحافية الأميركية - الإيرانية مسيح علي نجاد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (صفحتها على موقع «إكس»)

واشنطن تتهم مسؤولاً في الحرس الثوري الإيراني بالتخطيط لاغتيال صحافية في نيويورك

وجّهت الولايات المتحدة اتهامات جديدة إلى مسؤول في الحرس الثوري الإيراني وآخرين بمحاولة خطف صحافية أميركية من أصل إيراني في نيويورك واغتيالها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.